الأربعاء - 26 مارس 2025
الأربعاء - 26 مارس 2025

الصين تحيي تقليداً عمره 2000 سنة لرعاية حديثي الولادة

على الرغم من النهضة الصناعية والسعي الحثيث للصين لتحقيق أرقام تتصدر سوق المنافسة العالمي في الطاقة والتكنولوجيا وغيرهما، إلا أنها تحرص اليوم على ازدهار ما يطلق عليه (المراكز الفاخرة لما بعد الولادة). ووفقاً لصحيفة لوموند الفرنسية فإن الصين تحرص الآن على إحياء تقليد عمره 2000 عام، بالعودة لمنح الأمهات الشابات شهراً كاملاً من الرعاية الخاصة بعد الولادة مباشرة، في مراكز متخصصة تتميز بالرفاهية والالتزام ببرامج بعينها. وفي مقدمة هذه البرامج تقديم المشورة الطبية اليومية والقيام بتمرينات اليوغا وبعض الرياضات القديمة، وتوفير مربيات لرعاية الأطفال حديثي الولادة ليل نهار، وهو الدور الذي كانت تضطلع به الأم تجاه ابنتها طوال الشهر الأول بعد الولادة. طالع أيضاً .. 7 % من الزواحف في أستراليا مهددة بالانقراض وترتكز هذه الرعاية الخاصة على التقاليد القديمة للصينيين، الذين يرون أنه على السيدة أخذ شهر كامل بعد الولادة تظل خلاله حبيسة المكان للحصول على الراحة الكاملة، ولا تزال هذه الممارسة متجذرة بقوة في عدد من المناطق الصينية، حيث تحصل الأم على الرعاية الكاملة بينما يهتم الأجداد بكل شيء. وبحسب الصحيفة فإن الفارق الآن هو مدى الرفاهية التي يتم بها تحديث التقاليد الراسخة، حيث ترقد الأم على سرير يطل على حديقة رائعة في غرفة شاسعة المساحة، وتراقب طفلها فقط من خلال كاميرا مثبتة في الغرفة وفوق سرير الطفل للتحقق من حصوله على الرعاية الكافية. فيما تستمتع الأم بالتمارين الرياضية التقليدية تحت إشراف متخصصين، وتحصل على ست وجبات يومية تعد بحسب الطلب، وتستمتع برعاية وتدليل الأطباء والمدربين الرياضيين وأمهر الطهاة على مدى ثلاثين يوماً وهو ما تبلغ تكلفته نحو 200 ألف يوان (26 ألف يورو) تقريباً. اقرأ أيضاً .. دراسة: حمض الفوليك مرتبط بنمو صحي للمخ في مرحلة الطفولة وأكد مؤسس الفكرة يوي تشاو في حديثه مع لوموند أن هناك طبقة شديدة الثراء في الصين راغبة في العيش في أفضل الظروف مع الحفاظ على التقاليد التراثية، وصارت الأمهات أكثر وعياً بالحاجة إلى المساعدة فور الولادة مع تخفيف العبء عن الأجداد، موضحاً أنه بعد إلغاء سياسية الطفل الواحد بالصين في 2015، فإن نحو ثلاثين في المئة من عملائه يحضرون إلى أحد فروع مركزه الطبي لولادة الطفل الثاني.