2018-07-08
يشكو الأدب الصامت الإهمال والتجاهل الشديد، وضعف الدعم المادي، ما يضع الكتّاب في حالة خوف من خوض هذه التجربة، على الرغم من أهمية الأدب الصامت في تأسيس ثقافة بصرية تمنح الفرصة للأطفال والكتّاب والرسامين وناشري الكتب الاطلاع على عوالم مختلفة ومغايرة في صناعة الكتب، حسب ما أكده كتّاب إماراتيون.
وطالب كتاب بإطلاق معارض مختصة في الكتب والروايات الصامتة، فضلاً عن تنظيم ملتقيات ثقافية وورش عمل تبرز هذا النوع الأدبي، الذي يعتمد على الصورة ويمتلك قدرة على نقل الأفكار والمعاني وتجاوز الحواجز اللغوية والثقافية وإدخال المتعة إلى قلوب قرائه من جميع أنحاء العالم.
وقالت الكاتبة المختصة في أدب الطفل الشيخة مريم بن صقر القاسمي «إن الكتب الصامتة تلعب دوراً محورياً في محو الأمية البصرية، إذ إن للصورة بريقاً يخطف الأنظار والقلوب وتجذب القراء بمحتواها البصري».
ولا ترى القاسمي أن هذه الكتب صامتة أو خالية من لغة الحروف والكلمات، لأنها ناطقة بكل شيء وتطرح أفكاراً ومضامين بالألوان، لا سيما أننا نعيش في عصر الصورة وجاذبيتها التي تتفوق على كل اللغات.
وأضافت أن للصورة الصامتة أهمية تتخطى القوة البصرية المحدودة لتنطق بلغة عالمية مغايرة لها قدرتها التواصلية التي تفوق قدرة اللغة المنطوقة والمكتوبة، مطالبة بإطلاق معارض مختصة في الكتب الصامتة لينتشر فكرها على نطاق أوسع.
ويستند الأدب الصامت في قصص الكاتبة الإماراتية نادية النجار إلى استخدام مجموعة من الصور المتتالية التي تروي أحداثاً من دون إدراج أي كلمات أو نصوص.
وعلى الرغم من حداثته في العالم العربي، إلا أن أهميته بالنسبة للكاتبة نادية النجار، ترتكز على تأسيس ثقافة بصرية تمنح الفرصة للقراء للاطلاع على عالم مختلف ومغاير في صناعة الكتب، فحينما يوجد اللاجئون في أماكن متعددة ويتحدثون لغات مختلفة، نجد أن الكتب الصامتة ثروة حقيقية لأي بيئة متعددة اللغات تسهم في تعضيد التواصل بينهم.
وأكدت النجار أهمية تسليط الضوء على هذا النوع من الإصدارات بإطلاق ملتقيات تناقش أسباب ضعف هذا النوع من الكتب والتركيز على دعم الكتاب وتشجيعهم للكتابة في هذا المجال.
وحول القيمة الثقافية والأدبية للكتب الصامتة، أفادت رئيسة المجلس الإماراتي لكتب اليافعين مروة العقروبي بأن الصور تمتلك لغة عالمية تفوق قوتها البصرية وقدرتها التواصلية قوة اللغة المنطوقة والمكتوبة. ولمست العقروبي ذلك بشكل عملي من خلال الفرص التي وفرتها الكتب المصورة التي لا تحتوي على نصوص مكتوبة للأطفال اللاجئين، حيث لعبت دوراً في تسليتهم وتثقيفهم والتخفيف من الآثار النفسية التي واجهوها خلال رحلة اللجوء.
إلى ذلك، أشارت الكاتبة ميثاء الخياط إلى أن الكتب الصامتة تعتمد على قوة الصور المستخدمة لرواية القصص، وعلى الرغم من أنها خالية من الكلمات والحروف، إلا أنها قادرة على السرد بطريقة بسيطة ومتسلسلة، ولكنها تحتاج إلى دعم مادي وكتاب مختصين يرتقون بهذا اللون الإبداعي إلى مستويات الكتب والروايات النصية.

