الاثنين - 17 فبراير 2025
الاثنين - 17 فبراير 2025

البرازيل تتصدى للأخبار الكاذبة بمادة التحليل الإعلامي

في خطوة منها للتصدي والحد من انتشار الأخبار الكاذبة على شبكة الإنترنت، فرضت البرازيل على المدارس تعليم مادة التحليل الإعلامي. ويشهد العالم نقاشات متزايدة حول مشكلة اجتياح المعلومات المتفلتة من أي ضوابط لوسائل التواصل الاجتماعي، والتي يتم تحميلها بواسطة أشخاص لا يقيمون أي اعتبار لأخلاقيات الصحافة، ولعدم الانحياز أو حتى للحقيقة. ويقول لياندرو بيغوسي مدير التحرير في معهد خبراء التعليم نوفا إيسكولا إن «الهدف هو تعليم التلاميذ كيفية رصد الأخبار الكاذبة، والآن أصبح ذلك ضمن المناهج الدراسية الوطنية لأن البلاد ارتأت ضرورته». ويتابع بيغوسي أن «انتشار شبكات التواصل الاجتماعي خلق أوضاعاً طارئة في هذا الإطار». وفي ديسمبر 2017 فرضت البرازيل تعليم مادة التحليل الإعلامي، علماً أن بعض المدارس كانت أدرجتها منذ سنوات ضمن المنهج الدراسي، إلى جانب المواد التقليدية كالرياضيات والتاريخ. وتقول التلميذة كايو رودريغيز (14 عاماً) إن الصحافة البرازيلية ليست كاملة، لكنها تلعب دوراً أساسياً في التصدي لـ «الأخبار المزيفة» لأن «الإنترنت أو وسائل التثبت من الحقائق ليست متاحة للجميع». ويحلل التلاميذ المسجلون في برنامج «الصحافة الشابة» كذلك الأخبار المنشورة في الإعلام المحلي حول المشروع، وقد وجدوا مغالطات. وتتمتع البرازيل التي يبلغ عدد سكانها نحو 208 ملايين نسمة بحضور ضخم على وسائل التواصل الاجتماعي مع 120 مليون مستخدم لتطبيق واتساب وأكثر من 100 مليون مستخدم لفيسبوك وأكثر من 50 مليون شخص على إنستغرام. ويقول بيغوسي الذي يعمل في التدريب الصحافي «المثير للاهتمام في البرازيل أن الإعلام والمعرفة التكنولوجية يعتبران بأهمية المعرفة الكلاسيكية». وينفي بيغوسي أن يكون التحليل الإعلامي يشكل عبئاً إضافياً على النظام التعليمي، بقوله إنه يشكل «سياقاً لتحسين التربية». وبحسب فيرونيكا مارتنز كاناتا منسقة التكنولوجيا والتواصل في مدرسة خاصة فإن على الأطفال تحمل قسطهم من المسؤولية في ما يتعلق بالأخبار الكاذبة. وتقول «التكنولوجيا سهلت التواصل، لكن حان الوقت للتشكيك في محتواها»، إلا أن دراسة التحليل الإعلامي لن تخلق بالضرورة جيلاً جديداً من المراسلين.