2018-07-19
لم يعد التلوث هاجس الحكومات فقط، بل إن انتشار بعض الأمراض المرتبطة بالتنفس والصدر قد دفع الكثيرين إلى وضع الكمامات على مدار اليوم خصوصاً في المدن الكبرى لحمايتهم من عناصر التلوث المتمثلة في الدخان والبكتريا والغازات المنتشرة في الهواء.
وبحسب وكالة الأمن الصحي الفرنسية، فإن الأقنعة التي يتم تداولها تحت مسمى مكافحة التلوث لا تزال البيانات حولها غير كافية لإثبات فائدتها الصحية بالقدر الذي يدفع الوكالة للتوصية باستخدامها.
وكانت الوكالة الوطنية للسلامة الغذائية والعمل قد بدأت منذ فترة إجراء تقييم لفاعلية الكمامات في الوقاية من تلوث الهواء، خصوصاً بعد رصد نحو 215 منتجاً في الأسواق الفرنسية، والجميع يؤكد كفاءتها في الحماية من الإصابة بالعديد من الأمراض.
ووفقاً لصحيفة لوموند الفرنسية، فإن الأهداف الرئيسة لهذه المنتجات هي لراكبي الدراجات والمواطنين ذوي الحساسية والأطفال والنساء الحوامل وسكان المناطق الجغرافية شديدة التلوث.
ولفتت الصحيفة إلى أن فعالية القناع تعتمد على تصميمه وكفاءة المرشح الذي تم تجهيزه به وقدرته على التكيف مع مورفولوجية المستخدم. ومن أبرز ما لاحظته وكالة الأمن الصحي أنه إذا كانت فعالية القناع التي تم اختبارها في المختبر عالية، إلا أنها لا تعكس الكفاءة في ظل ظروف الاستخدام الحقيقية.
من جهة أخرى أوضح تقرير الوكالة أن معظم الأقنعة التي تدعي احتواءها على تقنيات ترشيح الجسيمات المنتشرة في الهواء تصطدم بكون تلوث الهواء يتسم بمزيج معقد من الجسيمات والغازات، مثل أكاسيد النيتروجين السامة المنبعثة من مركبات الديزل، لذا فإن هذه الأقنعة لا تحمي من المواد الموجودة في الهواء في الحالة الغازية.
ويرى الخبراء أن هذه الكمامات يمكن أن تعطي المستخدم «إحساساً زائفاً بالحماية» قد يؤدي إلى التعرض المفرط للتلوث، لذا لا تنصح الوكالة بالتشجيع على ارتداء الأقنعة، بل تحث الدول على اتخاذ إجراءات للحد من الانبعاثات الملوثة المسؤولة عن وفاة 48 ألف شخص سنوياً في فرنسا.