الجمعة - 29 مارس 2024
الجمعة - 29 مارس 2024

كُتّاب: الرواية التاريخية حكاية وليست وثيقة ومصداقيتها تخضع لأهواء الكُتّاب

أكد كتاب روائيون أن الرواية التاريخية حكاية وليست وثيقة يمكن الاعتماد عليها في سرد أحداث تاريخية، مشيرين إلى أن هذا النوع من الروايات جاء لملء الفراغات التاريخية بين الأحداث، منوهين بأنها تأتي لترصد الصراع المثخن بالمشاعر المتباينة. وأشاروا إلى أن مهمة الكاتب ليست مثل مهمة المؤرخ، فهو ليس عبدًا للتاريخ بل مثيراً لإشكالياته، داعين من يكتبون هذا النوع من الروايات إلى دراسة التاريخ جيداً، ومؤكدين أن هناك تبايناً كبيراً في مصداقية هذه الروايات، إذ يعمل الكاتب على إعادة تدوير المادة التاريخية بما يتوافق مع أفكاره ويخدم نصه. في البداية يؤكد الروائي شاكر نوري أن كاتب الرواية التاريخية بالتأكيد ليس مؤرخاً، ولا تعتبر أحداث رواياته وثيقة تاريخية كما أوضح في روايته «خاتون بغداد» التي تحكي عن بداية الاحتلال البريطاني للعراق. وأوضح بأنه مَزج في روايته بين التاريخ والعاطفةِ والخَيال والسِّيرة، مؤكداً بأن الرواية ليستْ وثائقيَّة، ولا تُؤرِّخُ بقدرٍ ما ترصُدُ الصِّراعَ المَليء بالعَواطفِ والأحَاسيس. وأشار نوري إلى أن مهمة الكاتب ليست مثل مهمة المؤرخ، فهو ليس عبدًا للتاريخ بل هو مثير لإشكالياته. من جهته، يرى الكاتب القصصي والمسرحي مصطفى تاج الدين الموسى أن المصداقية في الروايات التاريخية عامل لا يمكن الاتكاء عليه كثيراً لتقييم مثل هذا النوع من الروايات، إذ يحق للمبدع هنا إعادة تدوير المادة التاريخية بما يتوافق مع أفكاره ويخدم نصه. لكنه اشترط عدم الإساءة للشخصيات والحوادث التاريخية، خصوصاً أن المبدع هنا لا يقدم وثيقة علمية مسلم بها إنما يقدم رؤية خاصة به، نستطيع أن نقبلها بحرية أو نرفضها، وبعض تلك الروايات قد نحبها وبعضها قد لا نحبها. وأكد أن الحوادث التاريخية معروفة، مشيراً إلى الرواية «وكذلك السينما» تعمل على ملء الفراغات التاريخية بين الأحداث التاريخية، مثل الحياة اليومية في بعدها العادي والطبيعي للشخصية التاريخية بعيداً عن حدثها التاريخي. من جانبها تعتقد الكاتبة والمؤلفة أمل الحارثي أن كاتب الروايات التاريخية يجب أن يكون باحثاً في التاريخ من باب أولى لأهمية المصداقية فيها، إلا أن حال الرواية التاريخية برأيها ليس وردياً. وتؤكد أن بعض من يكتبون التاريخ عن طريق الرواية لديهم توجهات معينة وآراء قد لا تكون صحيحة، لكنهم يطرحونها بقوة في رواياتهم لتغيير الحقائق. ودعت القارئ إلى أن يعمل على تنويع مصادر معلوماته، ويقرأ بعين الناقد، وأن يعي أن الكاتب ليس سوى إنسان يصيب ويخطئ.