الخميس - 25 أبريل 2024
الخميس - 25 أبريل 2024

كتاب: الساحة تعج بإصدارات شبابية مفخخة بأطروحات سطحية وأخطاء لغوية

تعج الساحة الأدبية الإماراتية بالكثير من الإصدارات لكتاب شباب، لكنهم يفتقرون إلى أبسط أسس وقواعد الكتابة، فضلاً عن احتواء إصدارتهم على أخطاء لغوية وإملائية وركاكة في الأسلوب السردي وسطحية في الطرح، بحسب ما أكده كتاب وأدباء مخضرمين. وقالوا إن الكثير من الكتاب الجدد لا يستمعون إلى النصح، مكتفين بمن يصفقون لهم على مواقع التواصل الاجتماعي، كما أن بعضهم لا يطورون من أدواتهم ولا يصقلون مواهبهم بالقراءة، والاستفادة من تجارب الأدباء الكبار، فضلاً عن أن دور النشر هي السبب الرئيس في تفشي هذه الظاهرة، إذ تغاضت عن الكثير من الأخطاء ونقاط الضعف وسهلت النشر للشباب المفتقر إلى أهم أدوات الكتابة. ركاكة الأسلوب وتفصيلاً، أوضح الكاتب الإماراتي إبراهيم الهاشمي أن إصدارات الكثير من الكتاب الشباب تفتقر إلى أبسط شروط وقواعد الكتابة الأدبية، ناهيك عن أنها مفخخة بالأخطاء اللغوية والإملائية، إضافة إلى أنها تعاني من ركاكة الأسلوب وعدم المنطقية في الطرح. وذكر أن الغالبية العظمى منهم لا يقرؤون لزيادة مخزونهم من المفردات والمصطلحات اللغوية التي تثري نتاجهم الأدبي، بل لا يحرصون أيضاً على حضور الأمسيات الثقافية وورش العمل التدريبية ولا يتقبلون نصحاً من أحد، بل يحصرون أنفسهم في دائرة صغيرة من الشباب لن تفيدهم، ولن تخلق منهم أدباء مخضرمين. ويرى الهاشمي أن المشكلة الكبرى في عدم تقبل الكثير من الكتاب الشباب النصح والاستماع لمن هم أكبر منهم خبرة وتجربة وسناً، مكتفين بمن يصفقون لهم على مواقع التواصل الاجتماعي التي أتاحت لأي شاب أن يكتب ما يريد بأي أسلوب وطرح، حتى ولو كان بعيداً عن أبسط قواعد الكتابة الأدبية القويمة. وحمل الكاتب الإماراتي دور النشر جانباً كبيراً من الظاهرة، إذ يوجد منها ما يتعامل مع الأمر وكأنه تجارة وتتغاضى عن الكثير من الأخطاء ونقاط الضعف، لأن الشاب لديه متابعون كثر على مواقع التواصل، لافتاً إلى أن هناك مفارقة عجيبة عندما تمنح جائزة لإصدار كاتب شاب مليء بالأخطاء. دور النشر في دائرة الاتهام أما الكاتب والمترجم شهاب غانم، فيرى أن التقويم وتنمية الملكات الأدبية يبدأ من المدرسة والجامعة، ومن ثم لا بد أن يكون الشاب لديه شغف بالتطوير والاطلاع والقراءة، مبيناً أن بعض دور النشر هي السبب الرئيس في تفشي هذه الظاهرة، عندما سهلت النشر للشباب المفتقر إلى أبسط أسس الكتابة. وذكر أن من لم يطور نفسه لن يتقدم مهما طرح من إصدارات، بل من الممكن أن تكون إصداراته وبالاً عليه وتقضي على مستقبله الأدبي، لأن القارئ اليوم مثقف ويجب احترام عقله وفكره. ولفت إلى أن الكثير من الكتاب الشباب يتجهون نحو كتابة الرواية، وهم أبعد ما يكونون عن إصدار إحداها، إذ يفتقرون إلى التجارب الحياتية وتراكم الخبرات التي تمنحهم المصداقية في الطرح. تسرع هدام من جانبه، أوضح الكاتب مانع المعيني أن ثمة الكثير من الأسباب التي قد توقع الكاتب الشاب في تجارب غير موفقة، فما إن يتلمس الشاب موهبته في الكتابة يهرع إلى دار النشر فوراً لنشر مادته الأدبية دون البحث في هذا العالم المتشعب، أو تطوير موهبته. وأضاف أن الكاتب الشاب بحاجة إلى الاهتمام أكثر بعمله الأدبي من ناحية البحث عن التوجيه والإرشاد والاستشارة، فالكثير من الكتاب الشباب وقعوا في هذا الخطأ.