الخميس - 25 أبريل 2024
الخميس - 25 أبريل 2024

«ثلاثية غرناطة» تستعيد تفاصيل الأندلس في «الندوة»

قال كتّاب ومثقفون إن الكاتبة المصرية الراحلة رضوى عاشور، تجاوزت في رائعتها «ثلاثية غرناطة»، كل أساليب السرد التاريخي التقليدية، رغم أنها لم تذهب إلى غرناطة قبل كتابة الرواية، مشيرين إلى أنها تماهت مع الحالة الأندلسية وتمكنت بقدرة فائقة من ضبط إيقاع الوصف وكأنها عاشت في هذا الزمن وتشربت التفاصيل الدقيقة للمكان. وذهبت معظم التحليلات إلى أن الكاتبة تأخذنا في رحلة داخل دروب وأزقة الأندلس، حيث تضع القارئ داخل الأحياء العتيقة وعلى طرق حي البيزين التي تقف على جانبيها أشجار النخيل، الكستناء، اللوز، السرو والنخيل، عبر حوارات وكلمات تفوح منها رائحة الياسمين والنارنج والمشمش الغرناطي. واستفاض الكتاب في جلسة حوارية نظمتها ندوة الثقافة والعلوم بالتعاون مع صالون مؤسسة «بحر الثقافة» الأدبي، الذي انتقل أعضاؤه، من مقره الدائم، في أبوظبي، إلى ندوة الثقافة والعلوم، في دبي، من أجل التئام الفعالية في خصائص الرواية اللغوية، الأدبية، الفنية، وتفردها في مشهد السرد الروائي للحياة في الأندلس، وما تضمنته من فكر وإيحاءات، وحياة عامة. وروى الحاضرون عبر رؤية رضوى السحرية قصة الإنسان الذي عانى ولا يزال باسم الدين والقومية وأوهام الانتصارات في ثلاثيتها «غرناطة، مريمة، الرحيل» وأجمعوا على ما تتمتع به الرواية من حس للسرد القوي وخزينة كلمات العربية. سرد تاريخي وترى عضو مجلس إدارة الندوة عائشة سلطان أن الرواية تتسم بالبطء، مشيرة إلى أن القارئ يشعر بأنها لم تمتلك حدثاً مغرياً ومتسارعاً خصوصاً في البداية، وكان سقوط غرناطة بعد ذلك هو من بدد البطء وسارت أحداث الرواية في صورة سينمائية متلاحقة الأحداث. وأشارت إلى أن الرواية تقدم سرداً تاريخياً لجرح غائر داخل كل مسلم، وهذا ما جعل القارئ يستمر في القراءة رغم بطء الأحداث. ونوهت بأن رضوى عاشور أرادت أن تبرز دور المرأة كحامي للمجتمعات في ظل الصراع كونها تتصرف بشكل يراوح بين الصلابة والمرونة. ولفتت إلى أن الإسبان لا يتنكرون لجذورهم العربية والإسلامية، منوهة بأن إسبانيا تشهد نشاطاً سياحياً بفضل ما تمتلكه من تراث إسلامي يمثل بالنسبة لها ما يمثله النفط في منطقة الخليج، فلا تزال الشواهد العربية والإسلامية في إسبانيا مصدراً سياحياً مهماً. رؤية فلسفية وأكدت الشيخة هناء القاسمي أن الرواية شدتها وأدهشتها وكان أسلوب رضوى عاشور من السلاسة حتى أنها شجعتها على زيارة غرناطة أكثر من خمس مرات وكانت تسير في شوارعها وتشعر بتلك العصور الإسلامية في الأندلس التي تميزت بقوة الحضارة العربية. فيما قرأ الطالب إسماعيل السويدي الرواية مرتين، في المرة الأولى لم يتفاعل معها ولكن القراءة الثانية اكتشف نفسه فيها وأدهش بكم الفلسفة والتأمل في الرواية. وأشار إلى أنه تعاطف مع الرواية لتعرض أشخاص مسلمين بعيدين عن ديارهم الإسلامية وحافظوا على الإسلام بكل ما أتوا من قوة، في مقابل البعض ممن خرج عن الإسلام ودخل إلى المسيحية حفاظاً على وجوده وحياته. سيناريو متكامل اعتبر الكاتب نادر مكانسي الرواية واحدة من أجمل الأعمال الأدبية التي يستمتع بها القارئ نتيجة امتلاك رضوى عاشور الحس السردي واللغوي، مشيراً إلى أن ما يميز الرواية هو تلك الذخيرة من المفردات اللغوية، رغم أن الكاتبة درست الأدب الإنجليزي. وأشار مكانسي إلى أن زيارة الكاتبة للأندلس أعطت الرواية بعداً ومصداقية أكبر حيث اطلعت على السجل التاريخي للمدينة، منوهاً بأنها لا تقدم فقط سرداً تاريخياً ولكنها تقدم سيناريو فيلم يمتلك كل الملامح وهو ما تتسم به الرواية في اللغة السينمائية. وأكد أنه على الرغم من رحيل عاشور عام 2014 إلا أن الرواية تضم كثيراً من المشاهد الروائية لما يجري في الوطن العربي وهناك إسقاطات على بعض أحداث الواقع. اعتقادات خاطئة أشارت الكاتبة زينة الشامي إلى أن القشتاليين اعتقدوا كغيرهم أن الكتب والثقافة الشعبية واللغة واللباس هي مجرد مفردات الحفاظ على الهوية لذلك قرروا نسف هذه الهوية، إلا أنهم تعاملوا معها بطريقة لا إنسانية وصادمة مثلت وصمة في جبين الإنسانية. وتعتقد أن شخصية الجدة مريمة أضفت روح المرح على المشهد الروائي، مشيرة إلى أنها تستحق أن تكون بطل هذه الجزئية في الرواية لأنها كانت تعمل وتكد للإبقاء على حياة الأسرة. وأكد تمام المصري بأن رضوى عاشور مرت بأحداث غرناطة عبر أربعة أجيال من أبو جعفر وحسن وهشام وعلي الذي كان بطل مشهد الرحيل.