الجمعة - 29 مارس 2024
الجمعة - 29 مارس 2024

ابتكار إماراتي ذكي ينقذ الأطفال من الاختناق داخل السيارة

ابتكر فريق من الشباب الإماراتي جهازاً ذكياً يساعد على إنقاذ الأطفال من الاحتباس الحراري داخل السيارات والحافلات المدرسية في فصل الصيف، بعد أن تعددت حوادث وفيات الأطفال بالاختناق نتيجة عدم وجود تيار هوائي ونسبة كافية من الأكسجين. وأمعن فريق شبابي إماراتي مكون من محمد عمر اليحيائي، عبيد عبدالرحمن غلام، غانم حميد الكلباني، الذين يدرسون الهندسة الكهربائية والإلكترونية في جامعة خليفة في أبوظبي، في البحث عن حل لهذه المشكلة فكانت النتيجة جهازاً يعمل على تنبيه الوالدين أو من يقود السيارة أو حافلة المدرسة بوجود طفل في داخلها، كما يجري أوتوماتيكياً تهوية السيارة وخفض الحرارة داخلها. وأوضح اليحيائي أن الدافع لهذا الابتكار جاء نتيجة تجربة شخصية مر بها أحد أعضاء الفريق في الصغر، عندما نسيه الأهل داخل السيارة في أحد الأيام الحارة وواجه اختناقاً مميتاً لولا أن الأقدار كانت به رحيمة. وأضاف أن الفريق بحث عن أبرز الأسباب المؤدية إلى الاحتباس الحراري داخل السيارة والدول الموجود فيها بكثرة بسبب ارتفاع درجات الحرارة، إذ لاحظوا أن كثيرين يتضررون من الاحتباس الحراري داخل السيارة لعدم وجود تيار هوائي ونسبة كافية من الأكسجين. وأشار اليحيائي إلى أن الأمر يتطلب تركيب الجهاز المزود بقطع حساسة بجسم مقاعد السيارة التي يختلف عددها حسب حجم السيارة أو الحافلة لتعطي التنبيه بوجود أطفال، كما يجرى تركيب قطعة أساسية في مقعد السائق وقطعة أخرى بكرسي الطفل المثبت بالسيارة. وبيّن أنه يمكن الاستفادة من الابتكار بتجهيز حافلات المدارس أو جزء من مقاعدها بالجهاز، إذ من الممكن تخصيص 6 أو 8 مقاعد في الحافلة للأطفال الصغار تكون مزودة بالجهاز، إضافة إلى تزويد مقعد السائق أو مشرفة الحافلة بقطعتين أيضاً. من جانبه، قال عبيد غلام إن تنبيه السائق بوجود أطفال داخل السيارة يكون على ثلاث مراحل، الأولى تتمثل في وقت فتح السائق باب الحافلة مباشرة، والذي يتوجب عليه أن يضغط على أحد الأزرار لفصل صوت الإنذار أو إعطاء أمر يفيد بأن المقاعد خالية. وأضاف أن مرحلة التنبيه الثانية تأتي بعد مرور من 5 إلى 10 دقائق من ترك السائق للسيارة حسب ارتفاع الحرارة داخل السيارة، حيث يجري تنبيه السائق إما عن طريق اهتزاز مفتاح السيارة والمزود بقطعة من دائرة الجهاز، وإما عن طريق الهاتف المحمول المزود بتطبيق ذكي لاستقبال الإنذار من الجهاز. وأفاد غلام بأن المرحلة الثالثة تأتي عند قرب وقوع الخطر على الطفل، حيث تصدر السيارة نفسها إنذاراً عالياً لتنبيه المارة أو دوريات الشرطة بأن طفلاً بداخلها، أو لإسماع السائق إذا كان في مكان قريب ولم ينتبه عن طريق المفتاح أو الهاتف المتحرك. أما غانم حميد الكلباني فأوضح أن العمل على المشروع استمر نحو ستة أشهر لإنجازه، كما شاركوا به في مسابقة بالعلوم نفكر التي حصل فيها الابتكار على المركز الثاني ضمن فئة الأمن والحماية. وأضاف أن الفريق يعكف حالياً على تطوير الابتكار من أجل طرحه في السوق، لافتاً إلى أن سعر الجهاز سيكون مناسباً للجميع، حيث تختلف التكلفة من سيارة إلى أخرى أو حافلة مدرسية بحسب عدد القطع المراد تركيبها.