الجمعة - 29 مارس 2024
الجمعة - 29 مارس 2024

كتب الجيب .. بديل ثقافي رفيقه الخيال لسطوة «التواصل»

عاودت كتب الجيب والميني الصغيرة الظهور مجدداً على الساحة الثقافية، خصوصاً بين أوساط الشباب الذي يبحث عن المعلومة في كبسولات معرفية مباشرة وهادفة ودقيقة، ما دفع دور نشر إلى تبني هذا الصنف الأدبي لانخفاض تكاليف طباعته وإقبال القراء عليه، حسب ما أكد كتّاب إماراتيون. وحول أسباب ظهور هذا النوع في ظل هيمنة منصات التواصل الاجتماعي على حياة الشباب، قال كتّاب إن روايات الجيب تتميز بقدرتها على اختزال المعرفة والفكرة المراد إيصالها إلى القراء، فضلاً عن سهولة حملها وأسعارها الملائمة، كما يناسب مضمونها الروايات الخيالية القصيرة والألغاز والحكم والاقتباسات التي تستهوي الشباب. ويعود ظهور كتب الجيب إلى عام 1953 بوصفها اسماً لمجموعة أدبية للمؤلف هنري فيليباتشي، وانتشرت على نطاق أوسع في فرنسا تحت مسمى «كتب الأربعة سنتات» وتجسدت آنذاك في روايات شعبية بتكلفة منخفضة. ومن أبرز سلاسل كتب الجيب المنتشرة في العالم العربي «رجل المستحيل، المكتب رقم 19، ملف المستقبل، كوكتيل 2000، المعارف الأساسية، وأفكار بنجوين العظيمة». غلاء الأسعار تفصيلاً، أرجع الكاتب والشاعر حمد اليحيائي سبب ظهور كتب الجيب والميني الصغيرة مجدداً إلى غلاء الأسعار وارتفاع مستلزمات الطباعة، ما أدى إلى عزوف عدد كبير من القراء عن شراء الكتب باهظة الثمن. وتوقع اليحيائي أن تشهد الفترة المقبلة انتعاشة حقيقية في العالم العربي لنشر مثل هذا النوع من الكتب، التي ربما تكون الأنسب لأذواق ورغبات اليافعين والشباب في ظل هيمنة التكنولوجيا ومنصات التواصل الاجتماعي على الحياة، فضلاً عن جاذبية مواضيع كتب الجيب وسهولة قراءتها. كتب السفر بدورها، قالت الكاتبة الإماراتية نوف إسماعيل إن قطاع النشر يشهد عودة قوية لكتب الجيب، وذلك نتاج لتنامي ظاهرة الإقبال على القراءة في وسائل المواصلات العامة، إذ تعد رفيقة الشباب في الحل والترحال. وترى أن المضامين السهلة والبسيطة هي القادرة على جذب الشباب في الوقت الجاري، ومن الذكاء أن يلجأ الكتّاب الجدد إلى هذا النوع المتجدد من المحتوى الجاذب والقادر على اختزال المعرفة في بضع صفحات. تشكيل وعي الشباب في المقابل، يرى الكاتب الإماراتي محمد البستكي أنه لا يخفى على أحد الدور الكبير الذي لعبته كتب الجيب في تشكيل وعي ملايين الشباب العربي قديماً وجذبهم إلى القراءة، وإثراء عالمهم بالمعارف المتنوعة والأفكار الخيالية والقصص المسلية. وذكر البستكي أن محتوى هذا النوع من الكتب يتسم بالخفة التي تقدم المعلومة في قالب جاذب وتشويقي للقراء، ومن الصعب تقديم محتوى تاريخي أو معرفي دسم في كتب تشبه الكبسولات المعرفية، لأنها تلائم الروايات الخيالية القصيرة والألغاز والحكم والاقتباسات وكتب التنمية البشرية. موضة «الشيتنغ بوك» أما مؤسس دار نشر «مدار» الكاتب والناشر علي المرزوقي، فأشار إلى ظهور موضة جديدة بين أوساط الشباب يطلق عليها «الشيتنغ بوك» ويتزود عبرها القارئ بأطراف المعرفة. ولكن في المقابل، يرى أن كتب الجيب تختلف عن إصدارات «الشيتنغ بوك» التي لا يرقى محتواها إلى تأسيس وعي يستطيع عبره الشباب مواجهة أسئلة الحياة المؤرقة. واعتبر كتب الجيب وعاء أدبياً متجدداً يلجأ إليه القارئ خلال المواصلات والسفر، إذ تقدم المعلومات بصور مبسطة ودقيقة.