2018-10-15
لاحظ مشاركون في ندوة نقدية أعقبت مسرحية «صدأ»، التي جاءت ضمن مهرجان دبي لمسرح الشباب، كثرة التطويل في العمل البعيد تماماً عن روح «أبو الفنون» الذي يعرف بأنه فن التكثيف والاختزال.
فيما ثمنوا الانسجام بين أبطال المسرحية، مشيرين إلى أن هناك كيمياء تجمعهم، فجاء أداؤهم متناسقاً أبهر الجمهور، لافتين إلى أن الديكور خلق أجواء حقيقية تعبّر عن الحبكة السردية للرموز والدلالات الكثيرة التي طرحها المؤلف في النص.
* سينوغرافيا جيدة
ثمّن الفنان الإماراتي محمد الحاجي جهود فريق مسرح دبا الفجيرة الذي استطاع توظيف السينوغرافيا بصورة جيدة، ولكنه أبدى تساؤله عن الغموض الذي اكتنف بعض المشاهد وجعلها عصية على فهم المتخصص فما بالك بالمشاهد العادي، مبدياً اعتراضه على المدة الزمنية للعرض ويرى أنها طويلة متخمة بالحوار الذي كان بالإمكان اختصاره.
استشهد على ذلك المط والتطويل بالربع الأول من العرض الذي بدا رتيباً مملاً، بعد أن تسللت إليه فترات صمت أوقعته في بحر الملل، مبدياً اندهاشه من المزج بين المفردات الشعبية واللغة العربية الفصحى، حيث لم يكن هنالك دافع درامي لإقحامها غير محاولة استجلاب الضحك من وجوه الجمهور.
* صراع الأجيال
تناقش مسرحية «صدأ» التي قدمتها فرقة مسرح دبا الفجيرة، مساء أول من أمس، قضية التغيير في المجتمعات وقدرتها على مواكبة عصر الحداثة، مطلقة صرخة في وجه المتجمدين الذين لا يريدون إلا أن يراوحوا مكانهم.
انزاحت الستارة على مشهد لصخرة ضخمة تتوسط المسرح، وهي العثرة التي سدت طريق السكة الحديدية التي رمز بها المخرج إلى المتحجرين الذين يقفون أمام أي فكر للتطور.
يخرج من إحدى زاويا المسرح رجل بدا كأنه مشرد، ملابسه ممزقة، يجر عربته التي أكلها الصدأ، خطواته روتينية. يدخل نقيضه الآخر وهو شاب يحمل حقيبته، يتأمل المكان المهجور كأنه يحلم بتحويله إلى مكان يعج بالحياة.
لكن الرجل المشرد يرفض ما يجول في عقل الشاب ويبدأ في رمي العثرات متذرعاً بحزنه على فقدان طفلته التي جعلته يكره الناس والحياة، رافضاً الانفتاح على الحياة والتطور، بل يسعى لإبعاد الشاب الطموح بكل الطرق حتى إنه يهم بضربه كي يقتله حتى لا يغير من تفاصيل المكان الميت.
يذكر أن مسرحية «صدأ» للمخرج إبراهيم القحومي من تأليف أحمد عبدالله راشد، وبطولة أيمن الخديم وعبدالله الخديم.
* استجداء الجمهور
تساءل الفنان الإماراتي حسن رجب عن العدد الكبير من الدلالات التي أقحمت على العرض، مؤكداً أنه لا يحتمل هذه الكمية الضخمة من الرموز التي أصابت المشاهد بالتوهان، مشيراً إلى أن الموسيقى التي قدمت في العرض لم تكن مناسبة، إذ يعتقد أنها تقدم استجداء لمشاعر الجمهور لا أكثر.
وأوضح أن العمل لم يوفق في استخدام تقنية «الفلاش باك» التي جاءت في سياق محاولة تفسير سبب رفض بطل العمل لمحاولات التغيير، لافتاً إلى أن هذا المشهد أقحم على العمل ولم يضف إليه أي شيء، متسائلاً ما الفائدة التي ستعود على العمل من هذه القصص الدخيلة؟!