الخميس - 18 أبريل 2024
الخميس - 18 أبريل 2024

سينما الأطفال تشكو شُح التمويل في «مهرجان الشارقة»

في الوقت الذي تشهد فيه دور العرض وأيضاً القنوات العربية الموجهة للأطفال ازدهاراً فعلياً لنتاج صناعة عالمية أتقنت تلبية توقعات هذه الشريحة العمرية المهمة، فإن الصناعة نفسها على الصعيد المحلي والعربي تتراوح بين الخفوت والغياب، بسبب العديد من التحديات التي تحول دون إنتاج فيلم سينمائي متكامل قادر على جذب الأطفال والارتقاء بعقولهم وأفكارهم. وقال فنانون ومنتجون، التقتهم «الرؤية» على هامش مهرجان الشارقة السينمائي للطفل، إن صناعة سينما الصغار تعاني ضعف التمويل، في ظل توجه المنتجين إلى صناعة أفلام للكبار، أو حتى أعمال تلفزيونية تبقى ذات عوائد مالية مجزية، ما يحتم إطلاق صناديق استثمارية تنهض بهذه الصناعة. ورأوا أن سينما الصغار تحتاج إلى التسويق الجيد، أسوة بسينما الكبار، إضافة إلى ابتكار مضامين أفلام مبتكرة بأدوات وإمكانات ذات جودة عالية قادر على منافسة التكنولوجيا الرقمية التي تسيطر على الأطفال. * غياب الدعم قال الممثل والمستشار الثقافي في وزارة الثقافة وتنمية المعرفة الدكتور حبيب غلوم إنه لا توجد صناعة حقيقية لسينما الطفل، وما زال الجميع يشتغلون على فكرة الأفلام فقط، ولم يصلوا بعد إلى مرحلة إنتاج فيلم سينمائي متكامل للطفل من الألف إلى الياء. وأضاف «سينما الطفل بحاجة إلى دعم حقيقي سواء مادياً أو من خلال تمكين الكادر البشري المتخصص في هذا المجال من ممثلين، وكتاب، وخبراء تقنيين، لأن صناعة السينما تحتاج إلى مقومات وعناصر عدة للوصول إلى نتائج ترضي الفئة المستهدفة». لكن غلوم لفت إلى أن الشارقة تلعب دوراً كبيراً في صناعة سينما الطفل وتقود قاطرة التغيير على مستويات عالمية، منذ انطلاق الدورة الأولى لمهرجان الشارقة السينمائي للطفل، فضلاً عن دعمها للفن الهادف وتطوير قدرات ومهارات أصحاب المواهب السينمائية والشباب ودعم السينمائيين المهتمين بسينما الطفل. * تحديات عديدة رأى عضو لجنة تحكيم الأفلام في مهرجان الشارقة للطفل السينمائي الممثل والمخرج أحمد إيراج أن تحديات سينما الطفل مركبة ومتعددة، إذ تحتاج هذه الصناعة إلى التسويق الجيد أسوة بسينما الكبار، ولا سيما أنها الأكثر تأثيراً في تكوين فكر وثقافة الطفل. وأضاف أن الصناعة تواجه تحدياً آخر هو قلة كتّاب النصوص القادرين على تقديم محتوى يتناسب وإيقاع العصر، إلى جانب تطلعات الفنانين التي أصبحت تنصب على العوائد المالية التي يمكن تحقيقها عبر هذه الأفلام، مغفلين الرسالة والهدف اللذين يجب أن يحملهما العمل. من جانبه، أكد الفنان والمنتج الإماراتي أحمد الجسمي أن الحاجة ماسة إلى تاسيس صناعة أفلام سينمائية موجهة للأطفال، مشيراً إلى أن هذه النوعية من الأفلام تبقى بحاجة إلى دعم مؤسساتي نظراً لقلة مردودها وصعوبة تسويقها فعلياً، وهو دعم سيؤدي غيابه إلى تفضيل المنتجين أفلام الكبار أو الأعمال اتلفزيونية الأعلى مردودأً، أو على الأقل التي تجنبهم الخسارة. * صناديق استثمارية وللنهوض بصناعة سينما الأطفال، طالب أحمد إيراج بتأسيس صناديق استثمارية لدعم المبدعين في سينما الصغار، على غرار الصناديق التي تدعم الشباب في المشاريع الريادية. وقال إن تأسيس هذه الصناعة يحتاج إلى غرس ثقافة سينمائية حقيقية في نفوس الأطفال منذ الصغر، عبر إطلاق المهرجانات وتنظيم العروض الفيلمية في الحدائق العامة والمرافق الترفيهية. افتقار مهني أما المتخصص في صناعة أفلام الأطفال بديزني سابستيان غايشوت فأرجع ضعف سينما الأطفال إلى قلة التمويل المالي، الذي يعد سبباً رئيساً في تراجع صناع الأفلام عن إنتاج أعمالهم. وأوضح غايشوت أن سينما الطفل تواجه تحدياً تكنولوجياً، يتمثل في حاجة المتخصصين إلى إنتاج محتوى سينمائي يستقطب الأطفال بأدوات وإمكانات رقمية ذات جودة عالية، تمكنهم من دعم أعمالهم بطرق مبتكرة قادرة على الجذب والاقتناع. ** «زافاري» يحاكي أدغال أفريقيا أزيح بمسلسل الرسوم المتحركة «زافاري»، للمخرج العالمي ديفيد دوزريتس، الستار عن مهرجان الشارقة السينمائي للطفل. ويعتمد المسلسل في تجربته البصرية والسمعية على بناء عالم جديد من الحيوانات الغريبة المستوحاة من القارة الأفريقية وأدغالها، إذ عمل المؤلف على رسم بطل المسلسل «زومبا» على هيئة فيل صغير لديه خطوط حمار وحشي، فيما شكّل صورة صديقه «كوينسي» على هيئة قرد، وكذلك «بوكاي» الزرافة التي تظهر في صورة طاؤوس. ** تجارب للصغار تشارك قناة ماجد للأطفال في التظاهرة، باعتبارها الشريك الإعلامي الرسمي للمهرجان، من خلال «استديو ماجد» الذي يسعى إلى اكتشاف مواهب الصغار الواعدة في التقديم التلفزيوني والتقليد الصوتي. وذكرت المسؤولة عن الاستديو مريم السركال أن القناة أطلقت مبادرة خلاقة ستستمر طوال أيام المهرجان، تتمثل في إتاحة الفرصة للأطفال بإجراء تجارب أداء صوتي للتعرف إلى المواهب الفنية والإبداعية لدى الصغار.