الجمعة - 29 مارس 2024
الجمعة - 29 مارس 2024

دعوة لتأهيل كوادر شابة تنتج قصص «المانغا» بنكهة إماراتية

تعاني قصص المانغا اليابانية من إقصاء دور نشر محلية لهذه الصنف الأدبي الجديد، بدافع الخوف من الخسارة المادية التي قد تتكبدها في حال إخفاقها في جذب القراء، إلى جانب تسيد روايات «الكوميكس» الأمريكية للمشهد الثقافي على حساب «المانغا» ما ساعد في تهميشها. ويرى كتاب ومخرجون ومتخصصون في مجال أدب الطفل، استطلعت «الرؤية» آراءهم، أن قصص المانغا تحتاج أولاً إلى تأسيس وعي جماهيري بأهميتها ومن ثم الترويج لها كي يتقبلها القراء بحفاوة. وقالوا إن قصص المانغا تشتكي قلة الدعم المادي وندرة الكوادر والمواهب الشابة المحلية المتخصصة في هذا المجال، كما أنه لا توجد صناعة حقيقية لـ «المانغا» على مستوى الوطن العربي. وطالبوا بإطلاق مبادرات وورش عمل تدريبية لإعداد وتأهيل جيل شاب قادر على إنتاج قصص مصورة غنية، ترفد صناعة الأفلام الكرتونية والمسلسلات الدرامية بمحتوى ذي معايير عالمية بصبغة إماراتية جاذبة للكبار قبل الصغار. * قصص بنكهة إماراتية أفاد المخرج الإماراتي فايز اليماحي بأن صناعة فن المانغا محلياً لا تزال تتلمس خطواتها الأولى، مضيفاً «نحن لا نمتلك خبرات متراكمة في هذا المجال، لأن ثقافة الاهتمام بالطفل لا تزال في المرتبة الثانية ولا يوجد وعي كافٍ بأهميته». وأضاف «إذا كانت هناك رغبة ملحة في صياغة شكل جديد للكتابة يجمع بين المانغا والثقافة المحلية، فيجب إطلاق مبادرات لإنتاج قصص مانغا عالمية بنكهة إماراتية». وطالب اليماحي بتأهيل جيل متخصص في كتابة المانغا، لأن هذا النوع من القصص يحتاج إلى ورش عمل مكثفة ومتواصلة تجمع تحت مظلتها مجموعة من الكتاب المحترفين لإنتاج رواية واحدة مؤثرة. * الخوف من المغامرة قالت صانعة الأفلام الناشئة غفران جودة إن بعض دور النشر المحلية لا تغامر بنشر روايات «المانغا» للمؤلفين الشباب الجدد، خوفاً من الخسارة المادية التي قد تتكبدها في حال إخفاق هذا النوع من القصص المصورة في جذب القراء، مقارنة بقصص «الكوميكس» التي أصبح لها جمهور محلي في الأعوام القلية الماضية. وأرجعت عزوف دور نشر عن تبني قصص المانغا إلى اعتيادها على ثقافة القصص الكرتونية المصورة «الكوميكس» التي تعتمد على الحلقات المنفصلة، أما المانغا فتعد شكلاً جديداً ومغايراً قد لا ينسجم وتطلعات القراء، من وجهة نظرهم. وأبدت غفران جودة تفاؤلها بانتعاش ورواج قصص المانغا في الأعوام المقبلة، إذ ظهر مجموعة من الكتاب والقراء المهتمين بهذا الشكل الجديد من الكتابة المصورة، ما قد يبشر بتغيرات جوهرية على الخارطة الأدبية لإفساح المجال لهذا النوع بالانتشار والوصول إلى القراء بطرق سهلة. * «فريج» دليل نجاح أما المتخصصة في أدب الطفل حنان دحلد، فأوضحت أن مجال التأليف للطفل يعاني بشكل عام من جملة تحديات مركبة، أبرزها قلة عدد المتخصصين في كتابة النصوص السينمائية للطفل، ما يتطلب تنظيم ورش عمل متخصصة لتطوير أدوات الكتابة المتخصصة لتفسح المجال أكثر لإنتاج روايات مانغا مؤثرة وذات حبكة متوازنة. ومن واقع التجربة المحلية بحسب دحلد، نجح المسلسل الكرتوني «فريج» في جذب شريحة واسعة من الجمهور، إذ اعتمد في تكوينه على روايات المانغا، ما يعني أن هذا النوع من القصص يمكنه تحقيق جماهيرية كبيرة إذا ما كان هناك تركيز جاد من قبل دور النشر على إنتاج قصص وروايات متخصصة في المانغا. * خطوات عملية جادة مديرة مهرجان الرسوم المتحركة «حرك دبي» لينا يونس، لم تكتفِ بإبداء رأيها في معاناة قصص المانغا على المستوى العربي، بل تعتزم تنظيم جلسات نقاشية وحوارية وورش عمل تدريبية لتبادل المعلومات بين صناع الكتب والمؤلفين وأصحاب المؤسسات الإعلامية لتسويق وشراء هذا النوع من القصص، وتحويلها إلى أفلام سينمائية ومسلسلات درامية ترتقي لذائقة المشاهدين.