2018-10-23
بعد أن تحوّل الحصول على أكبر عدد من المتابعين و«اللايك، الشير والريتويت» إلى هوس لدى البعض، ابتكر باحثو شهرة وسائل جديدة لشراء ورشوة المتابعين بعيداً عن الطرق التقليدية عبر إجراء مسابقة وهمية والجائزة إيداع مبلغ مالي مغرٍ في حساب الفائز. وعادة ما يشترط مقدمو المسابقة على رواد عالم التواصل متابعة صاحب الحساب، وتفضيل تغريدته وإعادة نشرها والتعليق عليها، بغض النظر عن محتواها الذي يكون في الأغلب هلامياً ولا ينتمي إلى عالم الواقع. ويلجأ البعض إلى هذه الطريقة بعد حملة موقع تويتر الأخيرة التي استهدفت إغلاق حسابات غير نشطة من قوائم المتابعة، الأمر الذي جعل من شراء المتابعين الوهميين مكشوفاً للجميع وغير آمن. * اهتزاز الثقة عزت الاستشارية الأسرية غادة المجركش هذه الظاهرة إلى ارتباط مستوى الثقة بالنفس لدى بعض مستخدمي وسائل التواصل بمجموع الإعجابات والتعليقات على ما ينشرونه أو بعدد متابعيهم، كما يعتبرونه إنجازاً عظيماً بغض النظر عن مدى صدق معجبيهم أو خلفياتهم الاجتماعية. ورأت أن اتجاه البعض لشراء المتابعين يرجع إلى رغبة في حصد الاهتمام وكسب الشهرة، كما الاقتراب من المشاهير أنفسهم ليختلط لديهم مفهوم الإنجاز والنجاح الشخصي في الواقع وما يعيشه في العالم الافتراضي. * عقلية تجارية اعتبرت الاختصاصية الاجتماعية كنانة حاتم الحصول على متابعين مقابل إيداع مال دليلاً على العقلية التجارية لصاحب الحساب، مشيرة إلى أن هذا الأمر ينفّر المتابعين الحقيقيين الذين يمكن أن يجذبهم محتوى الحساب بالفعل. وأكدت أن اتباع هذه الطريقة يفقد المتابع الثقة بالمحتوى، ويمكن أن تتعارض معه لتضيع مصداقية صاحبه، مضيفة أن معظم المتابعات التي يرصدها الحساب تضيع بمجرد انتهاء المسابقة. وأردفت أن استغلال حاجة الآخرين المادية والوعود بالمال بهدف تحقيق الانتشار أمر غير مقبول، ويعرض الكثيرين من رواد مواقع التواصل الاجتماعي للوقوع ضحية احتيال أو تشهير. * وصفة شرعية من جانبه، دعا الخبير التقني همام أديب أصحاب الحسابات إلى عدم الانجرار وراء تجميع المتابعين وإهمال المحتوى، الأمر الذي يجعل عمر الحساب قصيراً، ومضيعة للجهد، الوقت والمال. وتوجه بنصائح إرشادية لزيادة عدد المتابعين على صفحات التواصل دون اللجوء إلى شراء جمهور وهمي، أولها إيجاد هوية واضحة للحساب، ومتابعة الحسابات المشابهة، إذ إن الاهتمامات المشتركة بين المتابعين تعد أولى العناصر الجاذبة لهم. وقال إن «استخدام الوسم المناسب للمنشورات في الصفحة يعتبر من أهم عناصر الانتشار بالشكل الصحيح، إذ يميل رواد سوشيال ميديا إلى استخدام الكلمات المفتاحية أو الوسم أكثر من البحث العشوائي عن الصفحات المرتبطة بها». وأكد إمكانية استخدام «هاشتاغات» عدة في المنشور الواحد، لافتاً إلى أهمية ملء خانة التعريف الشخصي بنبذة مختصرة عن محتوى الصفحة وإرفاقها بالصور التعبيرية التي تجذب الانتباه. وركز على أهمية التفاعل المباشر بكتابة التعليقات على منشورات الآخرين، إلى جانب عدم إهمال الرد على التعليقات التي ترد على صفحة الحساب، كما طرح أسئلة مثيرة للاهتمام بهدف جذب التفاعل واستقطاب متابعين جدد، وإنشاء محتوى قيّم، غني بالصور والمعلومات الفريدة المرتبطة بموضوع الصفحة، ومراعاة الدقة الإملائية كما مصداقية المعلومات قبل النشر.