2018-06-07
في الوقت الذي يتطلع فيه أنصار البيئة في العالم أجمع إلى بداية عصر السيارات الكهربائية وانتشارها بدل سيارات البنزين الملوثة للبيئة، يشكل الموضوع مصدر قلق لمسؤولي وخبراء الاقتصاد الألماني.
ووفقاً لصحيفة ليزيكو الفرنسية، تخشى الحكومة الألمانية من إمكانية اختفاء نحو 75 ألف وظيفة بحلول عام 2030، بسبب تراجع وتيرة إنتاج سيارات البنزين، بحسب ما أوردته دراسة حديثة لمؤسسة فراونهوفر الألمانية.
وأوضحت الدراسة أن الانتقال من المحروقات إلى الكهرباء في مجال صناعة المحركات سيتسبب في حذف 100 ألف منصب عمل من أصل 210 آلاف يضمنها القطاع حالياً في ألمانيا، بينما لن يخلق أكثر من 25 ألف وظيفة في غضون الـ12 عاماً المقبلة.
ويتوقع الخبراء وصول حصة السيارات الكهربائية من السوق الألماني إلى 25 في المئة عام 2030، و15 في المئة للسيارات الهجينة.
وحذرت نقابة عمال صناعة السيارات في ألمانيا «آي جي ميتال» من أن الكثير من المزودين لن يقدروا على تكييف نموذجهم الاقتصادي مع هذه التغيرات الجذرية في سوق السيارات، خصوصاً الشركات الصغرى والمتوسطة.
ونبه جورج هوفمان رئيس النقابة إلى أن «عواقب هذا الانتقال ستكون وخيمة على المناطق التي لا تمتلك وظائف بديلة»، خصوصاً أن 800 ألف شخص يعملون في قطاع صناعة السيارات بشكل مباشر في ألمانيا.
وبحسب الدراسة، يتطلب تركيب مليون محرك بنزين 3990 عاملاً، مقابل 1840 فقط بالنسبة للمحركات الكهربائية وبطارياتها، وذلك بسبب تَكوّن الأخيرة من قطع أقل من نظيراتها الحرارية.
وينتظر أن تكون ألمانيا أكبر المتضررين اقتصادياً من نمو سوق السيارات الكهربائية على حساب سيارات الديزل، ذلك أن معظم عمالقة تصنيع معدات السيارات من قبيل بوش وز.ف وكونتينونتال يوجدون في ألمانيا.
وطالبت النقابة الفاعلين في القطاع والسياسيين بالتفكير منذ الآن في استراتيجية عاجلة لتفادي ما يمكن أن يتحول إلى أزمة اجتماعية حقيقية في ألمانيا.