2018-06-20
يكثف مركز خدمات المزارعين في أبوظبي جهوده لتكريس التوجه نحو محاصيل علفية تناسب البيئة والظروف المناخية المحلية، وتتميز بانخفاض مستوى استهلاكها للمياه، سعياً للحد من استنزاف المخزون الحيوي من المياه، في ظل تصنيف الإمارات ضمن الدول الأكثر معاناة من شح الموارد المائية.
ويعكف المركز حالياً، وفقاً لرد على استفسار لـ «الرؤية»، على اختبار فعالية بعض الأصناف الجديدة من الأعلاف وجدوى زراعتها في المزارع المحلية من خلال المزارع النموذجية، فيما تجري الاختبارات بالتنسيق مع المركز الدولي للبحوث الزراعية في المناطق الجافة (إيكاردا)، والمركز الدولي للزراعة الملحية، ووزارة البيئة والمياه.
وتدخل الاختبارات في إطار مساعي المركز لتوفير المياه وتحسين تغذية الثروة الحيوانية، بعد اختبار زراعة أنواع من الأعلاف مثل السيسبان، والمورينغا، ولوسيانا، فيما تجري حالياً عمليات زراعة لعلف «باغرا نابيير»، كبديل لحشائش الرودس التي تم وقف زراعتها عام 2010، بسبب استهلاكها المفرط للمياه.
وقال مدير إدارة الخدمات الفنية بالإنابة الدكتور علاء جمعة، إن اختيار حشيش «باغرا نابيير» جاء اعتماداً على مستوى الإنتاجية العالي لهذا النوع من النبات، إضافة إلى قدرته على تحمل الملوحة إلى حد بعيد، ما يجعله مثالياً للمزرعة الحديثة.
وتهدف التجارب بشكل رئيس إلى إيجاد علف مستدام ينتج مستويات قوية من المادة الخضراء، وينمو في المناطق المالحة، ويستهلك كميات أقل من المياه، يضيف الدكتور جمعة، مشيراً إلى أن المميزات الغذائية للأعلاف الجديدة تشمل الاستساغة العالية وسهولة الهضم بالنسبة للحيوانات.
ويتيح الاعتماد على أعشاب «باغرا نابيير» عدم حاجة المزارعين إلى شراء البذور بشكل سنوي، نظراً لإمكانية سقيه بواسطة العُقَل الساقية فقط، كما يمكن الاحتفاظ به في الحقل لمدة تتراوح بين سنتين إلى ثلاث سنوات، على أن يتم قصه مرة كل 30 إلى 45 يوماً.
وإضافة إلى التوعية بأساليب الزراعة المستدامة، يشجع المركز المزارعين أيضاً على «تربية قطعان الماشية الصغيرة كالخراف والماعز، بهدف تنمية الثروة الحيوانية ودعم الأمن الغذائي» يقول مدير إدارة الخدمات الفنية بالإنابة لدى المركز.
وتعد الإمارات ضمن الدول الواقعة في حزام المناطق الجافة والقاحلة بمعدل متوسط لسقوط الأمطار يصل إلى أقل من 100 مم سنوياً، ومعدل تغذية طبيعي منخفض للمياه الجوفية يصل إلى أقل من عشرة في المئة من إجمالي المياه المستخدمة سنوياً.