الأربعاء - 24 أبريل 2024
الأربعاء - 24 أبريل 2024

صناع السيارات الفرنسيين يخشون منطقة التجارة الحرة الأمريكية الأوروبية

ترسل أنباء الاتفاق على إنشاء منطقة تجارة حرة لواردات السيارات بين الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي رعدة في أوصال صناعة السيارات الفرنسية. ويأتي الاتفاق على إقامة منطقة تجارة حرة لواردات السيارات، في أعقاب وقف إطلاق النار الذي توصل إليه الأمريكي دونالد ترامب مع رئيس المفوضية الأوروبية جون كلود يونكر في اجتماعهم الأسبوع الماضي في البيت الأبيض، لنزع فتيل حرب الرسوم الجمركية على الواردات الصناعية. وتقول شركات صناعة السيارات الفرنسية إن هذه الصفقة ستفتح الباب أيضاً أمام المنافسين الآسيويين، لأن قواعد منظمة التجارة العالمية تنص على أن جميع الامتيازات يجب أن تمنح لكل الشركاء المتمتعين بوضع الدول الأولى بالرعاية. وتشير الشركات الفرنسية إلى أن إعفاء شركات السيارات الأمريكية من الرسوم الجمركية للوصول إلى الأسواق الأوربية، يعني أيضاً ضمان الحق نفسه للشركاء الآسيويين الذين ينتجون سيارات بتكلفة أقل. وتعني هذه الخطوة لشركات السيارات الفرنسية مثل «رينو» و«ستروين» و«بي اس ايه» التي تنتج السيارة بيجو، زيادة شراسة المنافسة في أسواقهم الأوروبية، في الوقت الذي لا يستفيدون فيه من إلغاء الرسوم على واردات السيارات إلى الأسواق الأمريكية، لأنهم لا يستطيعون بيع سياراتهم هناك. ويصف رئيس لوبي «بي اف ايه» الفرنسي لصناعة السيارات لوك شاتيل، فكرة إلغاء الرسوم الجمركية بالخطرة، لأنها ستؤدي من وجهة نظره إلى ما يشبه «نزع تسلح من جانب واحد». ويضيف شاتيل أن الاتفاقات متعددة الأطراف لخفض الرسوم الجمركية، يمكن أن تسفر عن قواعد منافسة غير عادلة إذا ما سمح للصين واليابان وكوريا بدخول حلبة السباق. ويصف شاتيل، الذي شغل منصب وزير دولة في حكومة الرئيس الفرنسي الأسبق نيقولا ساركوزي، الفكرة بأنها تهديد مباشر لصناعة السيارات الفرنسية، ما يدفع شركات صناعة السيارات الفرنسية لرفض الاتفاقيات متعددة الأطراف لخفض الرسوم الجمركية. وتتصدر ألمانيا باعتبارها أكبر دولة مصدرة للسيارات في أوروبا، قائمة المتضررين من فرض ترامب رسوماً جمركية جديدة على واردات السيارات إلى الأسواق الأمريكية، مستنداً إلى دعاوى حماية الأمن القومي الأمريكي، وهي الحجة نفسها التي استند إليها لفرض رسوم جمركية على واردات الصلب والألمنيوم. وتمثل السيارات الألمانية المصدرة من الاتحاد الأوروبي إلى الأسواق الأمريكية نحو نصف الصادرات، ما يفسر الترحيب الكبير من شركات صناعة السيارات الألمانية مثل «مرسيدس» و«أودي» و«بي ام دبليو» للاتفاق بين جونكر وترامب. ويصف وزير الاقتصاد الألماني بيتر التمير الاتفاق بأنه إنجاز كبير ينقذ ملايين الوظائف، ويحول دون اندلاع حرب تجارية، فيما أكدت نائبة المتحدثة باسم الحكومة الألمانية أولريك ديميير مساندة ألمانيا للمفوضية الأوروبية في المفاوضات المقبلة مع الولايات المتحدة.