الجمعة - 29 مارس 2024
الجمعة - 29 مارس 2024

استغفال النظام المصرفي العالمي

ضخت قطر عبر شبكتها المصرفية العنكبوتية مئات المليارات من الدولارات إلى منظمات إرهابية وجماعات متطرفة في أفغانستان والشيشان واليمن ومصر والعراق والسودان وليبيا وغزة، وفقاً لتقرير لمركز العقوبات والتمويل غير المشروع بعنوان «قطر وتمويل الإرهاب» صادر في يناير 2017، ورغم توزع الاستثمارات القطرية الخارجية والتي تبلغ نحو 335 مليار دولار على طيف واسع من الاستثمارات ما بين عقارات وشركات صناعية بل وحتى دور أزياء، إلا أن الاستحواذ على حصة أغلبية في البنوك العالمية هدفٌ رئيس لجهاز الاستثمار السيادي القطري، الذي يحتل بحسب معهد الصناديق السيادية العالمي المرتبة الـ 14 بين أكبر الصناديق السيادية في العالم. وتعرضت الكثير من البنوك العالمية لخسائر فادحة أبان الأزمة المالية العالمية عام 2008، وكانت هذه اللحظة هي الفرصة الذهبية التي تنتظرها قطر من أجل السيطرة على المصارف الدولية واستغلالها في نقل الأموال لتمويل الجماعات الإرهابية التي تحركها لتنفيذ سياستها الخارجية. وفي وقت واحد كان جهاز الاستثمار القطري يتفاوض مع سبعة بنوك عالمية للاستحواذ على حصة أغلبية في ملكيتها، من بينها بنك باركليز، وبنك ستاندرد تشارترد، وكريدي سويس ودويتشه بنك، ورويال بنك أوف سكوتلاند وغيرها من البنوك العالمية. ولم تكن رغبة جهاز الاستثمار القطري الحثيثة في الاستحواذ على حصة ملكية في البنوك العالمية نابعة من رغبة حقيقة في الاستثمار وتنويع مصادر الدخل، وإنما من رغبة قطر في إيجاد غطاء لعمليات الانتهاك التي تمارسها في النظام المصرفي الدولي. وبحسب تقرير الأمم المتحدة للاستثمار بلغت الاستثمارات الخارجية القطرية في عام 2011 نحو 6.027 مليار دولار بزيادة نسبتها 223.5 في المئة مقارنة مع حجم الاستثمارات القطرية الخارجية في عام 2010 والتي قدرت بنحو 1.863 مليار دولار.