2018-05-04
يختار اللبنانيون، الأحد، ممثليهم في البرلمان للمرة الأولى منذ نحو عشرة أعوام شهدت انقسامات سياسية حادة ناتجة عن تداعيات النزاعات في المنطقة والصراعات الإقليمية على النفوذ، وفي ظل توافق سياسي هش في البلد الصغير المتعدد الطوائف. وعلى الرغم من أن الانتخابات ستجرى وفق قانون جديد مبني على النظام النسبي، يتوقع أن تبقي على القوى السياسية التقليدية تحت قبة البرلمان. وبعد انقطاع طويل، بات موضوع الانتخابات الشغل الشاغل للبنانيين، وإن كانوا لا يعولون على تغييرات كبيرة تتيح معالجة القضايا الكبرى في البلد ذي الموارد المحدودة، والبنى التحتية المهترئة. وبعدما كان بإمكان الناخبين، وفق القانون الأكثري السابق، اختيار مرشحين من لوائح عدة أو منفردين، بات الأمر يقتصر اليوم على لوائح مغلقة محددة مسبقاً. وتظهر اللوائح الراهنة زوال التحالفات التقليدية التي طبعت الساحة السياسية منذ العام 2005، لجهة انقسام القوى بين فريقي 8 آذار الذي يعد حزب الله الإرهابي المدعوم من إيران أبرز أركانه، و14 آذار بقيادة رئيس تيار المستقبل ورئيس الحكومة الحالية سعد الحريري. ويشير أستاذ العلوم السياسية في الجامعة الأمريكية في بيروت هلال خشان إلى أنه «في البداية سيحصد حزب الله وحلفاؤه أغلبية المقاعد في البرلمان»، في إشارة إلى رئيس المجلس النيابي نبيه بري والرئيس اللبناني ميشال عون. وسيأتي ذلك، وفق قوله، «مقابل تراجع لتيار المستقبل يعود بشكل أساسي إلى كون الحريري ارتكب أخطاء سياسية كثيرة خصوصاً بتقديمه تنازلات من دون مقابل». وكان تيار المستقبل وحلفاؤه حازوا خلال انتخابات 2005 و2009 الأغلبية النيابية.