2018-05-15
أثار التصعيد الإسرائيلي الذي شهده قطاع غزة الاثنين استنكاراً دولياً، والذي أدى إلى سقوط عشرات الشهداء، وآلاف الجرحى.
وأعلن الرئيس الفلسطيني، محمود عباس، الاثنين، تنكيس الأعلام لمدة ثلاثة أيام والإضراب العام في الأراضي الفلسطينية اليوم الثلاثاء، حداداً على عشرات الفلسطينيين، الذين استشهدوا بالرصاص الإسرائيلي في أحدث موجة من مسيرة العودة، والتي تزامنت مع احتفال نقل السفارة الأمريكية من تل أبيب إلى القدس عشية الذكرى الـ 70 للنكبة.
وحسب وزارة الصحة الفلسطينية، استشهد 58 فلسطينياً وجُرح 2771 آخرون، من بينهم 1373 أصيبوا بالذخيرة الحية، في اشتباكات على طول حدود قطاع غزة مع إسرائيل، فيما تستقبل مصر أول جريحين عبر معبر رفح للعلاج في مستشفياتها، بعد أن قررت إسرائيل فتح معبر كرم أبوسالم التجاري مع قطاع غزة.
وعبّرت الإمارات عن إدانتها واستنكارها الشديدين لاستخدام الاحتلال القوة المفرطة ضد الفلسطينيين العزل في مواجهة المسيرات السلمية التي انطلقت في الذكرى الـ 70 للنكبة، والذين يمارسون حقهم في التظاهر والمطالبة بحقوقهم المشروعة، محذرةً من التبعات السلبية لمثل هذا التصعيد الخطر.
كما دعت الإمارات في بيان لوزارة الخارجية والتعاون الدولي المجتمع الدولي إلى الاضطلاع بمسؤولياته تجاه وقف العنف وحماية الشعب الفلسطيني الشقيق، مجددة موقفها الثابت والمستمر تجاه القضية الفلسطينية ودعمها للأشقاء الفلسطينيين في استعادة حقوقهم المشروعة وفق قرارات الشرعية الدولية ومبادرة السلام العربية.
وأدانت المملكة العربية السعودية بشدة استهداف المدنيين الفلسطينيين العزل من قبل قوات الاحتلال الإسرائيلي.
وجددت السعودية في بيان لوزارة الخارجية تأكيد دعمها للأشقاء الفلسطينيين في استعادة حقوقهم المشروعة وفق قرارات الشرعية الدولية ومبادرة السلام العربية.
وأعلنت البعثة الكويتية لدى الأمم المتحدة، الاثنين، أنها دعت إلى اجتماع طارئ لمجلس الأمن صباح الثلاثاء حول الوضع في الشرق الأوسط، فيما منعت الولايات المتحدة تبني بيان لمجلس الأمن يدعو لإجراء تحقيق مستقل حول أعمال العنف في قطاع غزة.
وأكد الملك عبدالله الثاني في اتصال هاتفي مع الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون رفض وإدانة الأردن للاعتداءات السافرة والعنف الذي تمارسه إسرائيل في حق الشعب الفلسطيني في قطاع غزة، مطالباً المجتمع الدولي بضرورة تحمل مسؤولياته الأخلاقية والقانونية لحماية الشعب الفلسطيني، ومحذراً من تداعيات نقل السفارة الأمريكية إلى القدس.
وجدد العاهل المغربي الملك محمد السادس رفضه الاعتراف الأمريكي بالقدس عاصمة لإسرائيل ونقل سفارتها إليها، مؤكداً عدم جواز تغيير الوضع القانوني والتاريخي للمدينة المقدسة، والذي يعد تعارضاً مع القانون الدولي وقرارات مجلس الأمن ذات الصلة.
كما أكدت جمهورية مصر العربية في بيان لوزارة الخارجية دعم مصر الكامل للحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني، وعلى رأسها الحق في إنشاء دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية.
وعالمياً، دان الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون أعمال العنف التي ترتكبها القوات الإسرائيلية في حق المتظاهرين الفلسطينيين في غزة، وذلك في محادثتين عبر الهاتف أجراهما مساء الاثنين مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس والعاهل الأردني الملك عبدالله الثاني، بحسب بيان أصدره الأليزيه.
وأكد ماكرون رفض فرنسا قرار الولايات المتحدة فتح سفارة في القدس، مشدداً على أن وضع القدس لا يمكن تحديده إلا بين طرفَي النزاع، ضمن إطار يجرى التفاوض بشأنه تحت رعاية المجتمع الدولي.
ودعت بريطانيا على لسان وزير شؤون الشرق الأوسط، أليستر بيرت، إسرائيل إلى ضبط النفس، مشيراً إلى أن إطلاق إسرائيل الذخيرة الحية بكثافة على المحتجين الفلسطينيين مقلق للغاية.
كما دعت وزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي فيديريكا موغيريني إلى ممارسة أقصى درجات ضبط النفس، مضيفة «على إسرائيل احترام حق الاحتجاج السلمي ومبدأ عدم الإفراط في استخدام القوة».
وأشارت إلى الموقف الواضح والموحد للاتحاد الأوروبي فيما يتعلق بشأن القدس.
وأصدرت وزارة الخارجية في جنوب أفريقيا الاثنين بياناً أشارت فيه إلى قرار الحكومة استدعاء سفيرها لدى إسرائيل، سيسا غومباني بشكل فوري، بسبب الطابع الخطر والأعمى للهجوم الإسرائيلي الأخير.
وعبّر الرئيس البرازيلي ميشال تامر عن أسفه لأعمال العنف الرهيبة، موجهاً نداءً من أجل السلام.
ودعا وزير خارجية بلجيكا ديديه ريندرز إلى تجنب الاستخدام المفرط للقوة، والتوصل إلى حل دائم للنزاع عبر استئناف الحوار.
وعبّرت وزيرة خارجية النرويج آني أريكسن سورايدي عن قلقها العميق لدوامة العنف التي تشهدها الحدود بين إسرائيل وغزة، مضيفةً «من غير المقبول إطلاق الرصاص الحي على المتظاهرين».
وأعرب الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس عن قلقه البالغ إزاء التصعيد الحاد في أعمال العنف في الأراضي الفلسطينية المحتلة وارتفاع عدد الفلسطينيين الذين استشهدوا أو جرحوا في احتجاجات غزة، داعياً إلى ضرورة احتواء الأوضاع، وممارسة أقصى درجات ضبط النفس.
كما أشار المفوض الأعلى لحقوق الإنسان في الأمم المتحدة زيد رعد الحسين إلى أن استشهاد العشرات وإصابة المئات بالرصاص الحي في غزة يجب أن يتوقف فوراً، داعياً إلى محاسبة المسؤولين عن هذه الانتهاكات الفاضحة لحقوق الإنسان.