2018-05-18
جددت دولة الإمارات موقفها الثابت تجاه القضية الفلسطينية ودعمها الفلسطينيين لاستعادة حقوقهم المشروعة، محذرة من تبعات التصعيد الإسرائيلي ضد المتظاهرين الفلسطينيين في قطاع غزة، مؤكدة أهمية العمل الجماعي للخروج بموقف عربي حازم وفاعل لتوفير حماية دولية للفلسطينيين.
ألقى المندوب الدائم لدولة الإمارات لدى للأمم المتحدة في جنيف عبيد سالم الزعابي كلمة دولة الإمارات في إطار أعمال الدورة الاستثنائية الـ 28 لمجلس حقوق الإنسان، المعنية بالنظر في حالة حقوق الإنسان الآخذة في التدهور في الأرض الفلسطينية المحتلة، بما فيها القدس الشرقية والتي دعت إلى عقدها دولة فلسطين ودولة الإمارات نيابة عن المجموعة العربية.
وعبر الزعابي في مستهل الكلمة عن إدانة دولة الإمارات الشديدة لما شهده العالم خلال المجزرة التي ارتكبتها سلطات جيش الاحتلال الإسرائيلي ضد المتظاهرين الفلسطينيين الذين خرجوا في مسيرات سلمية تعبيراً عن رفضهم للأمر الواقع الذي فرضته قوات الاحتلال بنقل سفارة الولايات المتحدة إلى القدس الشريف، والتي أدت إلى وقوع أكثر من 70 شهيداً، وما يفوق 3000 جريح بالرصاص الحي لقوات الجيش الإسرائيلي.
وأعرب السفير الزعابي عن شجب دولة الإمارات الشديد للتصعيد الإسرائيلي الذي يشهده قطاع غزة واستنكارها الشديد لاستخدام الاحتلال القوة المفرطة ضد الفلسطينيين العزل، وفي هذا الصدد، حذر من التبعات السلبية لمثل هذا التصعيد الخطير.
ونوه بأن دولة الإمارات تؤكد ضرورة الالتزام بقرار مجلس الأمن رقم 478 لعام 1980 الذي ينص بشكل واضح على دعوة الدول التي أقامت بعثات دبلوماسية في القدس إلى سحب هذه البعثات من المدينة المقدسة، وتدعو المجتمع الدولي إلى الاضطلاع بمسؤولياته تجاه وقف العنف وحماية الشعب الفلسطيني الشقيق.
وفي هذا السياق، أعلن السفير الزعابي عن استعداد دولة الإمارات التام للعمل في الإطار العربي بغية الخروج بتحرك دبلوماسي عربي حازم وفاعل لطلب تدخل دولي عاجل لتوفير حماية دولية للفلسطينيين وإبراز التداعيات السلبية للقرار الأمريكي على مستقبل القضية الفلسطينية في المنظمات الدولية كافة، فضلاً عن تداعياته على الأمن والاستقرار ليس فقط في الشرق الأوسط بل على العالم أجمع.
وأكد أن إسرائيل القوة القائمة بالاحتلال يجب ألا تبقى في مأمن من المحاسبة على ما ترتكبه من جرائم في حق الشعب الفلسطيني، وهو أمر مخالف للقواعد كافة التي وضع أسسها القانون الدولي في مجالي المساءلة وعدم الإفلات من العقاب.
وفي ختام كلمته أمام مجلس حقوق الإنسان، جدد السفير الزعابي موقف دولة الإمارات الثابت والمستمر تجاه القضية الفلسطينية، ودعمها للأشقاء الفلسطينيين في استعادة حقوقهم المشروعة وفق قرارات الشرعية الدولية، ومبادرة السلام العربية.
كما ألقى الزعابي كلمة في هذا الإطار باسم المجموعة العربية، كون الإمارات تترأس المجموعة العربية في جنيف حالياً، أكد فيها أن التنديدات الرسمية من أغلب حكومات العالم والمسيرات الشعبية التي جابت معظم دول العالم تؤكد استياء واستنكار المجتمع الدولي لعدوان الجيش الإسرائيلي ضد مظاهرات سلمية نظمها المواطنون الفلسطينيون احتجاجاً على تدهور حقوقهم الأساسية وحالتهم الإنسانية.
وأضاف أن الجرائم المرتكبة ضد المتظاهرين الفلسطينيين أدت إلى مقتل العشرات من المدنيين، من بينهم الأطفال والنساء، وجرح الآلاف من الآخرين، إضافة إلى إطلاق القنابل المسيلة للدموع التي أدت إلى مقتل ليلى الغندور الطفلة الرضيعة التي لم تتجاوز ثمانية أشهر من عمرها نتيجة استنشاقها للغازات المسمومة، فضلاً عن إصابة المئات من المدنيين.
وتابع «قدمنا بوصفنا مجموعة عربية مشروع قرار جرت مناقشته هذا الصباح، عبرنا فيه عن قلقنا العميق إزاء جرائم القتل المتواصلة ضد الفلسطينيين المدنيين من قبل إسرائيل، القوة القائمة بالاحتلال والعدوان والتي اعتبرتها الكثير من التقارير الدولية المستقل أعمالاً قد ترقى إلى جرائم حرب، كما عبرنا في المجموعة عن استيائنا لغياب أي مساءلة أو آلية لمنع إسرائيل من الإفلات من العقاب كلما تعلق الأمر بها».
وأردف «نناشد باسم المجموعة العربية ونخاطب الضمير الإنساني لكل الدول في هذا المجلس الموقر وخصوصاً الدول الأعضاء بأن يجري اعتماد مشروع القرار المقدم أمام الدورة الاستثنائية ليوم غد بتوافق الآراء».