السبت - 08 فبراير 2025
السبت - 08 فبراير 2025

ترحيب عالمي بنتائج قمة ترامب وكيم

استأثرت القمة الأمريكية الكورية الشمالية في سنغافورة الثلاثاء باهتمام دولي بالغ، وأجمعت العواصم العالمية على الترحيب بنتائج اللقاء، واعتبار ما تحقق خطوة مهمة نحو إخلاء شبه الجزيرة الكورية من السلاح النووي، كما رأى مراقبون أن المصافحة التاريخية بين الرئيس الأمريكي دونالد ترامب والزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون أمام أعلام البلدين وتوقيعهما وثيقة مشتركة في مراسم رسمية وتبادلهما المجاملات، كلها عوامل أضفت شرعية على نظام بيونغ يانغ على الساحة الدولية. وأكد ترامب أن عملية نزع السلاح النووي «ستبدأ قريباً جداً»، بعد عقد من التوتر حول الطموحات النووية لبيونغ يانغ. لكن صياغة الوثيقة الموقعة غامضة جداً خصوصاً في ما يتعلق بمواعيد تنفيذ بنودها، مشيرة إلى مفاوضات لاحقة من أجل تطبيق ما ورد فيها. وسيتولى وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو المفاوضات، بعد أن لعب دوراً أساسياً في إعادة إطلاق الحوار مع بيونغ يانغ. وتتضمن الوثيقة التزامات سابقة لبيونغ يانغ لم يطبقها النظام الكوري الشمالي، ولا تشير إلى نزع للسلاح النووي «قابل للتحقق ولا رجعة فيه» وهو ما كانت الولايات المتحدة تصر عليه قبل قمة سنغافورة. وتعهد كيم بموجب الوثيقة «بأن يلتزم بشكل ثابت وحاسم بنزع كامل للسلاح النووي من شبه الجزيرة الكورية». وفي مؤتمر صحافي مطول أكد ترامب أنه سيتم التحقق من نزع السلاح النووي، مشيراً إلى أن العقوبات على كوريا الشمالية ستظل ستستمر حتى إزالة «التهديد» الذي تشكله الأسلحة النووية. لكن ترامب قدم في المقابل تنازلاً، إذ أعلن أنه سيوقف المناورات العسكرية السنوية مع سيول التي يعتبرها الشمال «استفزازية للغاية». وكانت بيونغ يانغ طالبت في الماضي بتجميد هذه المناورات التي لطالما شكلت مصدر توتر. وشهدت قمة سنغافورة، وهي الأولى بين رئيس أمريكي في السلطة وزعيم كوري شمالي، مصافحات عدة بين الرجلين، في مشاهد بدت مستحيلة قبل أشهر حين بدت واشنطن على شفير النزاع مع بيونغ يانغ بعد تبادل الرجلين الاتهامات والشتائم. وأبدى ترامب استعداده لزيارة بيونغ يانغ «عندما يحين الوقت»، ودعا كيم الى زيارة البيت الأبيض. ورحب الرئيس الكوري الجنوبي مون جاي أن باتفاق سنغافورة باعتباره «حدثاً تاريخياً ينهي الحرب الباردة»، ممتدحاً كيم جونغ أون ودونالد ترامب «لشجاعتهما وتصميمهما» ما يؤدي بالكوريتين إلى طي صفحة «ماض قاتم من الحرب والمواجهة وفتح فصل جديد من السلام والتعاون»، وأضاف «سنعمل معاً بالتعاون مع كوريا الشمالية طوال الطريق». لكن مون حذر في الوقت نفسه من أن هذه ليست سوى «البداية وقد تكون هناك الكثير من الصعوبات المقبلة». وأثنت الصين الحليف الرئيس لكوريا الشمالية على قمة سنغافورة معتبرة أنها «تعلن بدء تاريخ جديد». في المقابل اقتصر ترحيب اليابان على امتداح الوثيقة المشتركة باعتبارها «خطوة أولى نحو حل شامل». وثمن الاتحاد الأوروبي القمة باعتبارها «خطوة مهمة وضرورية» تتيح إمكانية تحقيق «النزع الكامل للأسلحة النووية» في شبه الجزيرة الكورية. ورأت روسيا أن القمة تشكل حدثاً «إيجابياً». كما رحب مدير الوكالة الدولية للطاقة الذرية يوكيا أمانو بالبيان الصادر عن ترامب وكيم جونغ أون في ختام قمتهما التي عقداها في سنغافورة، مشيراً إلى استعداد الوكالة للقيام بأي أنشطة لازمة للتحقق من تطبيق ذلك. بدورها، أكدت مصر أن القمة وما عكسته من أجواء إيجابية تسهم دون شك في تعزيز إجراءات بناء الثقة في شبه الجزيرة الكورية. وفي السياق ذاته، ثمنت باكستان الاتفاقية التي تم توقيعها والهادفة إلى إخلاء شبه الجزيرة الكورية من الأسلحة النووية بالكامل والحد من التوترات. إلى ذلك، لفت مراقبون إلى أن ترامب تعامل على قدم المساواة مع رجل بدا قبل بضعة أشهر فقط كأنه يضع العالم على شفير حرب نووية ويتهم نظامه بانتهاكات رهيبة لحقوق الانسان. وفي الأجواء الفخمة المحيطة بفندق في سنغافورة الحيادية، بدا الزعيمان في أجواء مرحة أحياناً، فتنزها في حديقة الفندق ودعا ترامب كيم ليلقي نظرة على سيارته المصفحة «ذا بيست» (الوحش). وأحياناً أخرى بدا ترامب كأنه يسرف في إغداق عبارات الإطراء على الزعيم الأصغر منه سناً. وقال ترامب «أدركت أنه رجل موهوب جداً. وأدركت أيضاً أنه يحب بلاده كثيراً» مضيفاً أن كيم يتمتع «بشخصية رائعة» وهو «ذكي جداً». وبدا تناقض هذا المشهد صارخاً مع قمة مجموعة السبع قبل بضعة أيام، حيث وجد ترامب نفسه معزولاً بشأن السياسات التجارية بين حلفاء تقليديين.