2018-06-19
دعت قرينة صاحب السمو حاكم الشارقة سمو الشيخة جواهر بنت محمد القاسمي رئيسة مؤسسة القلب الكبير والمناصرة البارزة للأطفال اللاجئين لدى المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين دول العالم ومنظماته إلى وضع قضية اللاجئين في جوهر اهتماماتها، باعتبارها قضية مركزية تتفوق في أهميتها على أي قضية إنسانية أخرى نظراً لتأثيرها الكبير على الاستقرار والسلام العالميين وعلى مستقبل أجيال كاملة من الأطفال والشباب في الدول التي تعاني مرارة الهجرة واللجوء.
وقالت سموها: «إن الوصول إلى مستقبل يحفظ للإنسان كرامته ويتسم بالتنمية والتطور يبدأ من معالجة أسباب اللجوء والحد من الظروف التي أدت إليها فنحن نتعامل مع أزمات إنسانية تتطلب جهوداً فعالة ومستمرة لمواجهتها ومحاولة توفير البيئة المناسبة للاجئين من أجل مواصلة حياتهم بشكل طبيعي قدر الإمكان كي يظلوا على أمل بقرب العودة إلى ديارهم ويتمتعوا بالقدرة على المشاركة في مسيرة التنمية المستدامة».
جاءت تصريحات سموها في ذكرى تأسيس مؤسسة القلب الكبير وبمناسبة اليوم العالمي للاجئين الذي يصادف 20 يونيو من كل عام، ويأتي هذا العام في ظل استمرار الصراعات والنزاعات التي مزقت الأوطان وتسببت في الكثير من المعاناة للملايين من البشر، الذين وجدوا أنفسهم مضطرين إلى الرحيل عن بلدانهم ليمضوا في رحلة لجوء طويلة تاركين خلفهم كل ما يملكون، سعياً وراء مأوى آمن لهم ولأطفالهم حاملين معهم ذكريات الوطن وأحلامهم إلى ما وراء الحدود.
ووفقاً للمفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، أُجبر 65.6 مليون شخص في أنحاء العالم على الفرار من ديارهم، وهو رقم لم يسبق له مثيل من بين هؤلاء نحو 21.3 مليون لاجئ أكثر من نصفهم دون سن الـ 18 عاماً، ففي كل يوم ينزح نحو 34.000 شخص قسراً نتيجة النزاعات أو الاضطهاد معظمهم محرومون من أبسط الحقوق الأساسية مثل الغذاء والرعاية الصحية والتعليم.
وفي رد فعل إنساني على هذه المأساة بادرت العديد من المنظمات الإغاثية الدولية إلى تقديم المساعدات الضرورية والعاجلة للاجئين لتخفيف وطأة اللجوء ومرارته عنهم، وبرز من بين هذه الجهود ما تقدمه مؤسسة القلب الكبير المؤسسة الإنسانية العالمية المعنية بمساعدة اللاجئين والمحتاجين حول العالم، والتي أطلقتها سمو الشيخة جواهر بنت محمد القاسمي رسمياً في يونيو 2015 تزامناً مع اليوم العالمي للاجئين في إمارة الشارقة التي تقف دائماً إلى جانب اللاجئين والمحرومين في مختلف الدول والمناطق.
وشهد العام الماضي إنجازات كبيرة لـ «القلب الكبير» على الصعيد الإغاثي، حيث نفذت الكثير من المشاريع الإنسانية وقدمت تبرعات سخية في قطاعات خدمية وصحية وتعليمية وأطلقت للمرة الأولى مبادرتين فريدتين في العمل الإنساني، أولهما جائزة الشارقة الدولية لمناصرة ودعم اللاجئين وصندوق تمكين الفتيات الهادف إلى مناصرة حقوق الفتيات القاصرات حول العالم، واختتمت إنجازاتها الكبرى للعام 2017 باختيارها الشيخ سلطان بن أحمد القاسمي رئيس مجلس الشارقة للإعلام مبعوثاً إنسانياً لها، تقديراً لمكانته الإعلامية وجهوده المجتمعية ولما يتمتع به من قدرات في التوعية والتأثير بأهمية العمل الإنساني.