الثلاثاء - 11 فبراير 2025
الثلاثاء - 11 فبراير 2025

الأمم المتحدة: ممارسات النظام السوري في الغوطة الشرقية جريمة ضد الإنسانية

وصفت الأمم المتحدة ممارسات جيش النظام السوري خلال حصار الغوطة الشرقية بأنها جريمة ضد الإنسانية، في حين أكدت المعارضة السورية أن نظام الأسد يحشد قواته وميليشيات إيرانية استعداداً لمعركة ضارية في محافظتي درعا والقنيطرة. وأعلنت لجنة تحقيق تابعة للأمم المتحدة الأربعاء، أن القوات الموالية للنظام السوري ارتكبت جرائم خلال حصارها لمنطقة الغوطة الشرقية قرب العاصمة دمشق، شملت بشكل أساسي تجويع المدنيين، ما يجعلها ترقى إلى «جرائم ضد الإنسانية». ودخلت القوات التابعة للنظام السوري هذه المنطقة في أبريل الماضي بعد حصارها لنحو خمس سنوات. وجاء في بيان أصدره المحققون بعد إنهاء تحقيقاتهم «في ختام أطول حصار في التاريخ الحديث .. تندد لجنة التحقيق التابعة للأمم المتحدة بهذه الممارسة الوحشية». وكان مجلس حقوق الإنسان كلف لجنة التحقيق المستقلة والدولية حول سوريا في مارس الماضي بالتحقيق في الأحداث التي جرت بين فبراير وأبريل 2018 في الغوطة الشرقية. ونشرت الأربعاء تقريرها المؤلف من 23 صفحة تفصل معاناة المدنيين في هذه المنطقة. وقال رئيس هذه اللجنة باولو بينيرو في البيان «من المشين تماماً مهاجمة مدنيين محاصرين بشكل عشوائي، وحرمانهم بشكل ممنهج من الغذاء والدواء». واتهم القوات الموالية للنظام السوري باستخدام تكتيكات «غير شرعية» تستهدف «تأديب السكان وإجبارهم على الاستسلام أو الموت جوعاً». وورد في التقرير أن «بعض الأعمال التي قامت بها القوات الموالية للحكومة خلال الحصار، خصوصاً حرمان السكان المدنيين من الغذاء بشكل متعمد، ترقى إلى جرائم ضد الإنسانية». وأشار التقرير أيضاً إلى أن «مئات آلاف السوريين من نساء وأطفال ورجال في أنحاء البلاد عانوا طويلاً من التداعيات السلبية والدائمة لهذا النوع من القتال الذي يعود إلى القرون الوسطى». إلى ذلك، قالت مصادر في المعارضة السورية إن جيش النظام كثف قصف مناطق تسيطر عليها المعارضة في الجنوب الغربي مع حشده قوات من أجل حملة لاستعادة المنطقة الواقعة على الحدود مع الأردن وهضبة الجولان التي تحتلها إسرائيل. وجزم مقاتلو المعارضة بأن مسلحين مدعومين من إيران متحالفين مع نظام الأسد عززوا وجودهم في المنطقة، وذلك رغم نفي قيادي في التحالف الإقليمي الذي يحارب دعماً للأسد وجود عدد كبير من القوات المدعومة من إيران هناك. وتم نشر قوات النخبة الحكومية المعروفة بقوات «النمر» أيضاً من أجل الهجوم. وكانت هذه القوات قادت حملة أدت لانتزاع السيطرة على منطقة الغوطة الشرقية قرب دمشق. وذكر مقاتلو المعارضة أن قوات من النخبة في الجيش السوري مدعومة من مقاتلين محليين تدعمهم إيران يكثفون هجمات الكر والفر على مواقعهم فيما يعرف بـ«مثلث الموت» والذي يقع بين ريف دمشق الجنوبي ومحافظتي درعا والقنيطرة. وأفاد قيادي معارض بانفجار قنبلة أدى لإصابة مقاتلين عدة في بلدة نبع الصخر، مشيراً إلى أنه واحد من هجمات مماثلة متزايدة يتحمل مسؤوليتها مقاتلون مدعومون من إيران في المنطقة. وشهد اليومان الماضيان اتساع المناوشات وضربة جوية وكمائن نصبتها المعارضة على امتداد طريقين سريعين رئيسيين يستخدمهما الجيش لنقل تعزيزات إلى مدينة درعا المقسمة بين مناطق تسيطر عليها الحكومة وأخرى خاضعة للمعارضة. ويتبادل الجيش ومقاتلو المعارضة أيضاً إطلاق النار والقصف بالقذائف على أحد الخطوط الأمامية في المدينة.