2018-07-02
تجددت التظاهرات في جنوب غرب إيران احتجاجاً على تلوث المياه، بعد مواجهات دامية بين المتظاهرين وقوات الأمن، فيما غادر الرئيس الإيراني حسن روحاني طهران الاثنين متوجهاً إلى سويسرا والنمسا في مسعى لاستجداء الدعم الأوروبي لمحاولة إنقاذ الاتفاق النووي، بعد أن انسحبت منه واشنطن.
وتأتي زيارة روحاني بعد نحو شهرين من انسحاب الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بشكل أحادي من الاتفاق النووي مع الدول العظمى (الصين وفرنسا وألمانيا وبريطانيا وروسيا) في يوليو 2015.
وسيزور روحاني سويسرا الاثنين والثلاثاء، ثم فيينا الأربعاء، حيث تم التوقيع على الاتفاق النووي التاريخي مع الدول العظمى في يوليو 2015.
وقال روحاني في مطار مهر أباد في العاصمة الإيرانية، حسب صور نقلها التلفزيون الإيراني، إن الرحلة ستكون «مناسَبة للبحث في مستقبل الاتفاق».
وكان الاتفاق النووي بمنزلة حجر الزاوية لسياسة روحاني، وتسبب انسحاب الولايات المتحدة منه بتعرضه لانتقادات قاسية من التيار المتشدد في بلاده.
وحتى قبل قرار ترامب، كان الإيرانيون يشكون من أن الزيادة المأمولة في الاستثمارات الأجنبية بعد اتفاق عام 2015 لم تتجسد على أرض الواقع.
ويفسح قرار واشنطن الآن المجال أمامها لفرض عقوبات جديدة على طهران ستشمل الشركات التي تواصل العمل في إيران، وأعلنت شركات أجنبية عدة أنها ستعلق أنشطتها في إيران في ضوء إعادة فرض العقوبات.
ومن المقرر أن يلتقي روحاني نظيره السويسري آلان بيرسي، وأكد المستشار النمساوي سيباستيان كورتز أنه سيناقش بصراحة مع روحاني دور إيران المقوض للاستقرار في الشرق الأوسط، وقال كورتز إنه سيحاول إيجاد «كلمات واضحة» لمناقشة وضع حقوق الإنسان في إيران.
في هذه الأثناء، اشتبك متظاهرون مع قوات الأمن في جنوب غرب إيران مساء الأحد، بعد يوم من مقتل وإصابة عدة محتجين في مواجهات ليلية اندلعت تنديداً بتلوث المياه.
وتوعدت السلطات الإيرانية المحتجين بسبب نقص المياه في مدينة خورمشهر جنوب البلاد، فيما تتواصل الاحتجاجات وسط تقارير عن وقوع قتلى وجرحى في إطلاق الشرطة النار على المحتجين.
ونقلت تقارير إيرانية عن وزير الداخلية عبدالرضا رحماني فاضل قوله «نبذل الجهود لإنهاء هذه الاحتجاجات بأسرع ما يمكن وسط ضبط نفس من جانب الشرطة وتعاون السلطات، لكن إذا حدث العكس ستقوم الجهات القضائية وقوات إنفاذ القانون بواجبها».
وسمع دوي إطلاق نار في تسجيلات مصورة بُثت على مواقع التواصل الاجتماعي عن الاحتجاجات في خورمشهر التي تشهد احتجاجات منذ ثلاثة أيام إلى جانب مدينة عبدان المجاورة.
ويعيش في إقليم خوزستان الغني بالنفط الذي تقع به مدينة خورمشهر العديد من أفراد الأقلية العربية في إيران الذين يشكون منذ فترة طويلة من فساد النظام والتمييز ضدهم والتشديد الأمني.
وكان عشرات الآلاف من الإيرانيين، خرجوا في جميع شوارع المدن الإيرانية في يناير الماضي، في انتفاضة ضد النخبة الدينية غير المنتخبة والسياسة الخارجية لإيران وتدخلاتها في شؤون دول المنطقة، قبل أن تخمد قوات الحرس الثوري لهيب الانتفاضة وتقمع المحتجين، ما أسفر حينها عن مقتل واعتقال الآلاف من الإيرانيين.