2018-07-08
أكد سياسيون عراقيون أن التحالفات البرلمانية المقبلة تشكلها دول إقليمية، ولا تتشكل بقرار عراقي.
وشكلت نتائج الانتخابات التشريعية العراقية آخر اهتمامات المواطن العراقي، وهو ما أظهرته كتابات العراقيين في وسائل التواصل الاجتماعي (تويتر وفيسبوك) التي تشكو ارتفاع درجات الحرارة التي بلغت 53 مئوية وسط غياب الطاقة الكهربائية وشح المياه، وتفشي وباء (الحمى النزيفية)، والحرمان من الخدمات الصحية والبلدية. ويجابه ذلك عدم اهتمام الحكومة والأحزاب السياسية المنشغلة كلية بتشكيل تحالفات تستولي على البرلمان، والمناصب الرئيسة في الحكومة المقبلة.
قال لـ «الرؤية» الكاتب السياسي العراقي إياد الزاملي رئيس تحرير موقع (كتابات) الإلكتروني، إن «العراقيين لم يهتموا أصلاً بالمشاركة في هذه الانتخابات، بعد أن أصيبوا بخيبات أمل متكررة، وبعد تصويتهم في ثلاثة انتخابات كرّست للوجوه ذاتها التي أدخلت العراق في سلسلة من الأزمات المدمرة».
وأضاف الزاملي، الذي قاد مع ناشطين عراقيين حملة لمقاطعة الانتخابات أن «المشاركة الحقيقية في التصويت للانتخابات التشريعية الأخيرة بلغت 19 في المئة، عكس ما أعلنته مفوضية الانتخابات العليا من أن المشاركة بلغت 45 في المئة، وكانت جهات رقابية محلية ودولية ومراقبون ووكالات أنباء عالمية قد أشارت بوضوح إلى مقاطعة أغلبية العراقيين للتصويت»، مضيفاً أن «النتائج والحقائق التي توصل إليها البرلمان العراقي، المنتهية ولايته، برهنت على عدم مصداقية مفوضية الانتخابات والنتائج التي توصلت إليها، ما استدعى تكليف سبعة قضاة مستقلين لتولي مهام المفوضية في عمليات إعادة الفرز والعد اليدوي».
وبحسب الناطق الرسمي باسم مفوضية الانتخابات القاضي ليث جبر، من المقرر أن تبدأ في بغداد، اليوم، عمليات العد والفرز اليدوي لصناديق اقتراع، سُجلت عليها شكاوى وطعون في ست محافظات جنوبية.
وكان القضاة المنتدبون من مفوضية الانتخابات قد أنهوا البارحة الأولى عمليات العد والفرز اليدوي لمحافظة كركوك بعد خمسة أيام من العمل.
وأشار الزاملي إلى أنه «حتى الطبقة السياسية غير مكترثة بنتائج العد والفرز اليدوي، بدليل أن الكتل السياسية، الشيعية والسنية، ماضية في اجتماعاتها لتشكيل تحالفاتها البرلمانية وفق برامج المحاصصة المعمول بها، ما يعني أن الأمل مفقود في التغيير أو إجراء إصلاحات حقيقية في المستقبل المنظور».
في هذه الأثناء، أعلن تحالف (القرار العراقي) بزعامة نائب رئيس الجمهورية أسامة النجيفي، أمس الأول، عن التوصل إلى تشكيل كتلة سنية برئاسة الأمين العام للمشروع العربي في العراق خميس الخنجر، لتتحاور مع بقية التحالفات البرلمانية، وبمشاركة كل من رئيس البرلمان السابق سليم الجبوري، ونائب رئيس الوزراء السابق وزعيم القائمة العربية صالح المطلك، بينما ما زالت الكتل الشيعية تتفاوض مع تحالف (سائرون) بزعامة زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر، وهادي العامري زعيم ميليشيات بدر المدعومة من إيران ورئيس كتلة (الفتح) التي تضم ميليشيات مسلحة مدعومة من إيران، مثل (عصائب أهل الحق) و(كتائب حزب الله العراقي) لتشكيل الكتلة الكبرى في البرلمان المقبل.
وقال الناشط السياسي عبدالله الألوسي لـ «الرؤية» نحن «باعتبارنا من العرب السنة لا نعترف بمن يدعي تمثيلنا في البرلمان، ثم إن المشكلة التي دمرت العراق منذ 15 عاماً هي التحالفات الطائفية والقومية، السنية والشيعية والكردية، ونحن لا نقر بهذه التقسيمات المذهبية أو القومية، بل نحن مع عراق واحد وموحد».
وأضاف الألوسي «من المؤكد أن التحالفات البرلمانية القادمة تشكلها دول إقليمية، ولا تتشكل بقرار عراقي، فمن يدعي أنه يمثل العرب السنة مدعوم من تركيا وقطر، وكان اجتماعهم في إسطنبول الأسبوع الماضي قد مني بالفشل بسبب صراعهم على المناصب، ومثلما هو معروف أن التكتل الشيعي مدعوم تماماً من قبل إيران، ولا تزال الإدارة الأمريكية في موقف المتفرج».