الجمعة - 06 ديسمبر 2024
الجمعة - 06 ديسمبر 2024

الجابر في منتدى التعاون العربي - الصيني: تحرير الحديدة يجفف منابع الأسلحة الحوثية

وام ـ بكين أكدت دولة الإمارات أن عملية تحرير الحديدة جاءت للدفع بآفاق الحل السياسي في اليمن، وتجفيف منابع الأسلحة الحوثية، مجددة دعوة إيران إلى إيجاد حل سلمي لقضية الجزر الثلاث المحتلة. وتشارك دولة الإمارات في الدورة الثامنة للاجتماع الوزاري لمنتدى التعاون العربي الصيني، الذي انطلقت فعالياته الثلاثاء في العاصمة الصينية بكين، بحضور الرئيس الصيني شي جين بينغ، وعدد من قادة و رؤساء الوفود العربية وأحمد أبو الغيط الأمين العام لجامعة الدول العربية. يترأس وفد دولة الإمارات إلى الاجتماع وزير دولة الدكتور سلطان بن أحمد الجابر، ويضم مساعد وزير الخارجية والتعاون الدولي لشؤون المنظمات الدولية يعقوب الحوسني، وسفير الدولة لدى جمهورية مصر العربية مندوبها الدائم لدى الجامعة العربية جمعة مبارك الجنيبي، وسفير الدولة لدى جمهورية الصين الشعبية علي عبيد علي الظاهري. وشدد الجابر في كلمة خلال الاجتماع على أن جمهورية الصين الشعبية تعتبر شريكاً استراتيجياً مهماً للدول العربية، موضحاً أن العلاقات العربية الصينية شهدت تطوراً ملحوظاً وبلغت آفاقاً واسعة من التعاون المشترك بين الجانبين في المجالات كافة. وعبر عن حرص القيادة في دولة الإمارات على تطوير العلاقات النوعية التي تربطها مع جمهورية الصين الشعبية، واستمرار التواصل المستمر والبناّء معها، والعمل على إرساء علاقة استراتيجية شاملة بين البلدين الصديقين في جميع المجالات. علاقات تاريخية وأشار الجابر إلى أن المشاركة العربية الكبيرة في هذا الاجتماع تؤكد أهمية العلاقات التاريخية بين الدول العربية وجمهورية الصين الشعبية، والتي تمثل انعكاساً لتطلعات حكومات وشعوب هذه الدول للاستفادة من الفرص والموارد، وتعزيز جهود التنمية والتطوير وتبادل الخبرات مع جمهورية الصين الشعبية. وقال الجابر إن اللقاء يأتي «في ظل ظروف وتحديات صعبة تعيشها المنطقة والعالم، ولعل أبرزها انتشار آفة التطرف والإرهاب، وفي هذا الإطار، فإن التدخلات الإيرانية في الشؤون الداخلية للدول العربية ودعمها للمليشيات الإرهابية في البلدان العربية الشقيقة، يمثل تهديداً مباشراً للأمن والاستقرار في المنطقة والعالم، وعاملاً يقوض التنمية ويؤجج فتيل النزاعات، الأمر الذي يستدعي منا جميعاً المزيد من التنسيق والتعاون لمواجهة هذه التحديات الخطيرة». وأعرب عن استنكار دولة الإمارات لاستمرار الاحتلال الإيراني للجزر الإماراتية الثلاث (طنب الكبرى وطنب الصغرى وأبو موسى)، مجدداً الدعوة لإيران للتجاوب مع جميع المساعي الرامية إلى إيجاد حل سلمي لهذه القضية من خلال المفاوضات الثنائية، أو إحالتها إلى محكمة العدل الدولية. دعم الشرعية اليمنية وبشأن اليمن أوضح الجابر أن دخول قوات التحالف العربي لدعم الشرعية في اليمن بقيادة المملكة العربية السعودية، جاء بناء على طلب رسمي من الحكومة اليمنية الشرعية المعترف بها دولياً، واستنادا إلى قرار مجلس الأمن 2216 بهدف تحقيق الاستقرار وإعادة الشرعية إلى اليمن الشقيق. وأوضح «في هذا الإطار فإن عملية تحرير الحديدة جاءت للدفع بآفاق الحل السياسي في اليمن، وتسهيل دخول المساعدات إليه ودحر المليشيات الحوثية، عبر تجفيف منابع الأسلحة التي تستخدمها لمهاجمة الشعب اليمني، وتهديد أمن المملكة العربية السعودية». وبخصوص القضية الفلسطينية ومسيرة السلام في الشرق الأوسط، ذكّر الدكتور سلطان الجابر بموقف دولة الإمارات الثابت الذي يدعو لإقامة دولة فلسطينية مستقلة على حدود يونيو 1967 وعاصمتها القدس الشرقية، وفقاً للمرجعيات الدولية ومبادرة السلام العربية، مجدداً دعوة دولة الإمارات لجميع الأطراف للمضي قدماً لتحقيق سلام عادل ودائم وشامل يلبي تطلعات الشعب الفلسطيني الشقيق. وحول الشأن السوري، أوضح أن دولة الإمارات تؤكد أن الحل السياسي وحده الكفيل بإنهاء الأزمة في سوريا، مؤكداً دعم دولة الإمارات جميع الجهود التي تبذلها الأمم المتحدة لإحلال السلام في سوريا، والتدابير التي تتخذها للتخفيف من معاناة المدنيين هناك، بما في ذلك إنشاء مناطق تخفيف التصعيد. وجدد دعوة دولة الإمارات لمواصلة العمل مع جميع الدول والمنظمات الإقليمية والدولية المعنية بالأزمة السورية، لدعم الجهود الإنسانية والسياسية للتعجيل في إنهاء هذه الأزمة. إعلان بكين وشهد الحدث اعتماد إعلان بكين للاجتماع الوزاري لمنتدى التعاون العربي الصيني، ووثيقة البرنامج التنفيذي للمنتدى خلال الفترة بين 2018 – 2020، إلى جانب إقرار الإعلان التنفيذي العربي الصيني الخاص بمبادرة الحزام والطريق. جدير بالذكر أن المنتدى العربي الصيني تأسس عام 2004، وعقدت أولى دوراته في مقر الأمانة العامة للجامعة العربية بالقاهرة، تلتها دورة ثانية في بكين عام 2006. ويشكل المنتدى أحد أهم آليات التعاون العربي الدولي جنباً إلى جنب مع منتدى التعاون العربي الهندي، ومنتدى التعاون العربي الياباني، وقد أثمر التعاون بين الجانبين العربي والصيني من خلال هذا المنتدى، إطلاق عدد آخر من الآليات الفرعية، والتي تغطي معظم مجالات التعاون بين الجانبين مثل الطاقة والبيئة والاستثمار والإعلام وحوار الحضارات. ويعتبر الاجتماع الوزاري آلية عمل رفيعة المستوى في إطار منتدى التعاون الصيني العربي، تقضي بعقد اجتماع دوري على مستوى وزراء الخارجية والأمين العام لجامعة الدول العربية مرة كل سنتين في الصين، أو في مقر الجامعة العربية، أو في إحدى الدول العربية بالتناوب. ويبحث الاجتماع الوزاري سبل تعزيز التعاون بين الصين والدول العربية في المجالات السياسية والاقتصادية والأمنية، ويقوم الجانبان بمتابعة سير تنفيذ برنامج العمل للمنتدى، ووضع برامج تنفيذية جديدة، وتبادل الآراء حول القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك.