الاحد - 08 ديسمبر 2024
الاحد - 08 ديسمبر 2024

حلف شمال الأطلسي: قلقون من أنشطة إيران المزعزعة للاستقرار

وكالات ـ بروكسل أعرب حلف شمال الأطلسي عن قلقه من الأنشطة الإيرانية المزعزعة للاستقرار في الشرق الأوسط، كما وافق على دعوة مقدونيا للبدء في محادثات الانضمام للحلف. ويرأس وزير دولة لشؤون الدفاع محمد بن أحمد البواردي، وفد دولة الإمارات للمشاركة في أعمال قمة منظمة حلف شمال الأطلسي (الناتو)، التي بدأت الأربعاء في بروكسل وتستمر يومين. وتنعقد قمة حلف شمال الأطلسي بمشاركة 28 من رؤساء الدول والحكومات، لمناقشة سبل تعزيز ورفع مستوى التعاون بين الدول الأعضاء والدول الشريكة، لمواجهة جميع أشكال التهديدات الحديثة التي تتعرض لها العديد من دول العالم. وعبر حلف شمال الأطلسي عن القلق من «الأنشطة المزعزعة للاستقرار»، التي تقوم بها إيران في منطقة الشرق الأوسط. كما عبروا عن قلقهم من «الاختبارات الصاروخية المكثفة» التي تجريها طهران ومن مداها ودقتها. وأعلن قادة الحلف خلال القمة «التزامهم الثابت» بأهداف الإنفاق الدفاعي المتفق عليها، وشددوا على مخاوفهم إزاء التهديدات التي تمثلها روسيا وإيران وكوريا الشمالية. وفي إيماءة واضحة لانتقادات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بأن الشركاء في الحلف ينفقون القليل جداً على الدفاع، قال الحلف في بيان «نحن ملتزمون بتحسين توازن المشاركة في نفقات ومسؤوليات عضوية الحلف». كما عبر القادة عن مخاوفهم من الأنشطة التي انتهجتها روسيا في الآونة الأخيرة، قائلين إنها تؤثر على الاستقرار والأمن، وأضافوا أنهم «يتضامنون» مع التقييمات البريطانية بأن روسيا هي المسؤولة عن هجوم بغاز أعصاب في مدينة سالزبري البريطانية، كما وافق الحلف أيضاً على دعوة مقدونيا للبدء في محادثات الانضمام إلى الناتو. وذكر الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الأربعاء أن «علاقاته جيدة جداً» مع المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، وذلك خلال لقاء عقد على هامش قمة الحلف الأطلسي. وقال ترامب للصحافيين «لقد عقدنا لقاء رائعاً، ونحن نبحث في النفقات العسكرية والتجارة. لدينا علاقات جيدة جداً». وكان ترامب شن قبل ساعات من قمة حلف شمال الأطلسي في بروكسل هجوماً حاداً على ألمانيا، متهماً إياها بإثراء روسيا وعدم الوفاء بالتزاماتها. وشن ترامب هجومه حتى قبل بدء أعمال القمة بالقول إن «ألمانيا تثري روسيا. إنها رهينة روسيا». وأضاف ترامب خلال لقاء مع الأمين العام لحلف شمال الأطلسي ينس ستولتنبرغ، الذي حاول تهدئته «إن ألمانيا خاضعة بالكامل لسيطرة روسيا. إنها تدفع مليارات الدولارات لروسيا لتأمين إمداداتها بالطاقة، وعلينا الدفاع عنهم في مواجهة روسيا. كيف يمكن تفسير هذا الأمر؟ هذا ليس عادلاً». وبدون ذكر اسمه ردت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل بأن لألمانيا سياساتها الخاصة، مؤكدة أن بلادها تتخذ قراراتها بشكل «مستقل». وأضافت «لقد عشت شخصياً في الجزء من ألمانيا الذي كان يحتله الاتحاد السوفييتي. إني سعيدة جداً بأننا اليوم موحدون تحت راية الحرية». وتجاهل المسؤولان الواحد الآخر في ممر المقر الجديد للحلف حتى المنصة لالتقاط الصورة التقليدية للمجتمعين. وندد الرئيس الأمريكي مرات عدة بمشروع أنبوب الغاز نورستريم، الذي سيربط مباشرة روسيا بألمانيا وطالب بالتخلي عنه. وهذا المشروع يثير انقساماً في صفوف الأوروبيين، إذ إن بولندا تعتبر من جهتها أن أوروبا لا تحتاج إليه. بدوره، قال وزير خارجية بولندا جاسيك شابوتوفيتش لدى وصوله إلى مقرّ الحلف إن نورستريم 2 «هو نموذج الدول الأوروبية التي تقدم أموالاً إلى روسيا، وتعطيها وسائل يمكن استخدامها ضد أمن بولندا». وتستورد دول الاتحاد الأوروبي ثلثي احتياجاتها من الاستهلاك (66 في المئة). وفي العام 2017 شكل ذلك 360 مليار متر مكعب من الغاز، بينها 55 مليار متر مكعب من الغاز الطبيعي المسال بقيمة 75 مليار يورو بحسب الإحصاءات الأوروبية. وحتى الآن نصف الغاز الذي يتم شراؤه هو روسي، لكن الأوروبيين يسعون إلى كسر هذا الاعتماد. وتعتمد الولايات المتحدة استراتيجية غزو أسواق لبيع غازها الطبيعي. فهي صدرت 17.2 مليار متر مكعب عام 2017، بينها 2.2 في المئة نحو موانئ الاتحاد الأوروبي. وسيبحث الملف الخميس في بروكسل خلال اجتماع أوروبي-أمريكي يشارك فيه وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو.