الاحد - 08 ديسمبر 2024
الاحد - 08 ديسمبر 2024

الإمارات والصين.. أنموذج فعّال في التعاون التجاري وتبادل الخبرات والمعلومات

تعد دولة الإمارات بمقومات بنيتها التحتية المتميزة وتصدرها العديد من مؤشرات الجودة العالمية، فضلاً عن الأمن والاستقرار، المحطة الشرق أوسطية المهمة في طريق الحرير البحري للقرن الـ21 مع الدول الواقعة على طول الحزام. وأطلق الرئيس الصيني شي جين بينغ عام 2013 مبادرة «الحزام والطريق» التي تهدف إلى تطوير وإنشاء طرق تجارية وممرات اقتصادية تربط أكثر من 60 دولة، وتمثل تلك المبادرة، استراتيجية تنموية تتمحور حول التواصل والتعاون بين الدول، وخصوصاً بين الصين ودول أوروبا وآسيا، وتتضمن فرعين رئيسين وهما «حزام طريق الحرير الاقتصادي البري» و«طريق الحرير البحري»، وتسعى بكين من خلال هذه المبادرة إلى توثيق الروابط التجارية والاقتصادية بين آسيا وأوروبا وأفريقيا. تنامي دور الإمارات دولياً وسعى البنك الصناعي التجاري الصيني، أحد أكبر المصارف في العالم، بأصول تبلغ 2.32 تريليون دولار، إلى تعزيز مكانته في الشرق الأوسط، والمساهمة في تطوير ونمو العلاقات الإماراتية الصينية، على خلفية تنامي دور الإمارات وقوتها على الصعيد الدولي بشكل عام، وتدفق الأعمال التجارية، ما فتح المجال لزيادة التعاون التجاري بين الشركات الإماراتية والصينية. وفي ظل اهتمام الشركات الصينية بالاستثمار وقّعت موانئ أبوظبي العام الماضي اتفاقية مساطحة لمدة 50 عاماً مع شركة الاستثمار والتعاون وراء البحار لمقاطعة جيانغسو المحدودة «جوسيك»، في منطقة التجارة الحرة لميناء خليفة التابعة لمدينة خليفة الصناعية، لتحقيق الأهداف المشتركة وتعزيز التنمية الاقتصادية، وإضافة نوعية للنشاط الصناعي والتجاري من خلال منظومة متكاملة تدعم نمو وازدهار قطاعات الصناعة والتجارة والخدمات اللوجستية. وأسهم توقيع خمس شركات صينية (سوزهو جيانغي وود، جيانغسو جينزي إنفيرومينتال القابضة، هانيرجي ثين فيلم باور جروب، جيانغسو فانتاي، وجوانج تشنغ) عقود تأجير بأكثر من 1.1 مليار درهم مع شركة «جوسيك» للاستفادة مبكراً من المزايا التجارية للاتفاقية، في توفير أكثر من 1400 فرصة عمل، وتعزيز القوة المالية للمنطقة، وتعميق روابطها مع مبادرة الحزام والطريق. 70 مليار دولار التبادل التجاري وتتمتع الإمارات والصين بثروات طبيعية وهياكل اقتصادية ونظم صناعية، وتسعيان إلى تحقيق التكامل في الأهداف المشتركة لتعميق التعاون بينهما في كل المجالات، وتمتلكان علاقات راسخة ومتميزة تشهد تطوراً نوعياً ومتنامياً منذ زيارة صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة إلى الصين، خاصة توقيع الاتفاقية الإستراتيجية بين الإمارات والصين، ثاني أكبر شريك تجاري وأكبر مصدر للدولة، حيث يصل حجم التبادل التجاري سنوياً إلى 70 مليار دولار، لتوثيق الروابط الاقتصادية والاستثمارية والتجارية، ودعم جهود التنمية الاقتصادية من خلال مبادرتي «الحزام والطريق» و«طريق الحرير البحري»، حيث تمثل دولة الإمارات منفذاً لنحو 60 في المئة من الصادرات الصينية إلى المنطقة. وأبرمت شركة مبادلة للاستثمار في ديسمبر 2015 شراكة مع شركة «الاستثمار في رأس المال» التابعة لـ «بنك التنمية الصيني» لإنشاء صندوق الاستثمار الاستراتيجي الإماراتي الصيني المشترك، تتمتع بالمرونة الكافية التي تخول له استكشاف طيف من الاستثمارات الإستراتيجية البديلة وفئات الأصول من فئات متعددة، والفرص الاستثمارية في مجالات خاصة تشمل مشاريع الاستثمار الخضراء، بهدف بناء محفظة متوازنة تركز على تحقيق عائدات مستدامة وحماية رأس المال الأساسي، ويتولى تحديد فرص الاستثمار المتاحة. وفي أعمال الدورة السادسة من اللجنة الاقتصادية والتجارية والفنية المشتركة بين الإمارات والصين، التي عقدت العام الماضي في الصين، استعرض الجانبان النمو لحجم التبادل التجاري غير النفطي بين الدولتين، حيث بلغت قيمة التبادل التجاري غير النفطي بين الإمارات والصين خلال عام 2016 نحو 46 مليار دولار، والاستفادة من الفرص الكبيرة المتاحة أمام الشركات في كلا البلدين لزيادة الاستثمارات والتعاون التجاري خلال المرحلة المقبلة، وعلى مواصلة بذل الجهود المشتركة، واتخاذ كافة التدابير الرامية إلى تعزيز أوجه التعاون خلال السنوات المقبلة بالتركيز على 13 قطاعاً حيوياً. مشاركة مهمة في إكسبو 2020 ويتضمن التعاون التجاري والاقتصادي الاستثمار والصناعة والطاقة والطاقة المتجددة والشركات الصغيرة والمتوسطة، والصناعات المبتكرة والصحة والتعليم والسياحة والبنية التحتية والخدمات المالية والفحص والحجر الصحي، والمواصفات والمقاييس، الفضاء والطيران والتعاون المحلي، بالتركيز على عدد من القطاعات الحيوية ذات الأولوية على الأجندة الاقتصادية للبلدين، ومن أبرزها في مجالات التجارة والاستثمار والطاقة والبنية التحتية والخدمات المالية والسياحة، إلى جانب الخطوات التي تم اتخاذها لتأسيس نماذج فعالة للتعاون الصناعي، وتبادل الخبرات في المجالات التقنية وتكنولوجيا المعلومات. وستستعرض الصين مبادرة «حزام واحد طريق واحد»، إضافة إلى الابتكارات والإنجازات التقنية والعلمية المتنوعة التي تسهم في رسم ملامح الصين الحديثة، خلال مشاركتها المقبلة في إكسبو 2020 دبي ضمن جناحها الذي يتميز باعتماده على أحدث التقنيات، ويمتد على مساحة تناهز 4636 متراً مربعاً بتكلفة تقدر بأكثر من 367 مليون درهم، كما سيشكل الجناح الصيني في إكسبو 2020 منصة مهمة لاستعراض الإرث الثقافي والحضاري للصين، وما توصلت إليه من ابتكارات تقنية وصناعية، وتسليط الضوء على الفرص الواعدة للتعاون مع مختلف أنحاء العالم، مع التركيز على استعراض العلاقات الثنائية بين البلدين.