2018-07-17
قدمت هيئة الإذاعة البريطانية أدلة دامغة جديدة على تورط النظام القطري في تمويل الإرهاب، عبر التسريبات التي نشرتها الثلاثاء بشأن فدية المليار دولار التي دفعتها الدوحة لجماعات إرهابية مرتبطة بإيران لإطلاق سراح 28 عضواً من العائلة الحاكمة من أيدي إرهابيين في العراق.
وبرغم إنكار النظام دفع أموال ضخمة لإتمام الصفقة قبل عام، فإن أدلة الإدانة تتوالى.
وكشف تقرير هيئة الإذاعة البريطانية الجديد عن مجموعة من الرسائل النصية والاتصالات الهاتفية بين السفير القطري في العراق زايد الخيارين، ووزير الخارجية الحالي، محمد بن عبدالرحمن آل ثاني، وتؤكد هذه الاتصالات إقدام قطر على دفع أكثر من مليار دولار فدية إلى الإرهابيين في العراق، ودعماً لميليشيات إيرانية في سوريا مقابل الإفراج عن رهائن من الأسرة الحاكمة عام 2017.
ودخلت قطر في مفاوضات مع جماعة إرهابية في العراق، وكان أحد أطرافها قائد فيلق القدس في الحرس الثوري الإيراني قاسم سليماني من أجل تأمين إطلاق سراح 28 عضواً في الأسرة القطرية الحاكمة، كانوا اختطفوا أثناء رحلة صيد على الحدود العراقية.
وبينت التسريبات كيف استغل النظام في الدوحة الطيران القطري المدني لدعم الإرهاب، لكونه ينقل الأموال لجماعات إرهابية لدعمها وتمكينها من القيام بدورها التخريبي.
أرسلت قطر الأموال الضخمة على متن الطيران القطري لفك الرهائن المحتجزين في بغداد في عملية تلاعب فضحتها الحكومة العراقية لاحقاً، وبذلك سخّرت الدوحة الطيران المدني لدعم الإرهاب والعمليات الإرهابية، عبر استخدام الخطوط الدولية.
وأكدت المعلومات المستقاة من التسريبات المدعومة بالتسجيلات الصوتية الدعم الكبير الذي قدمه الأمير السابق حمد بن خليفة آل ثاني لميليشيات حزب الله في لبنان.
ترفع الدول شعار «عدم منح فدية لإرهابيين» كي لا يستفيدوا من هذه الأموال في دعم عملياتهم الإرهابية، وتبين الاتصالات والرسائل النصية بين محمد بن عبدالرحمن آل ثاني والسفير القطري كيف وافقت قطر بكل سهولة على دفع فدية غير مسبوقة والتدخل في مسار النزاع السوري، لمصلحة إيران وحلفائها من أجل استرجاع الرهائن.
واستعانت قطر بجبهة فتح الشام (جبهة النصرة سابقاً) المرتبطة بتنظيم القاعدة في تنفيذ طلب قاسم سليماني من أجل المساعدة في تنفيذ ما يسمى «اتفاق المدن الأربع» في سوريا، وهو ما يدل على كيفية استخدام الدوحة لإرهابيي القاعدة من أجل تمرير مصالحها مع النظام الإيراني.
وتضمنت الصفقة التزامات سياسية على قطر، منها وقف مشاركتها في التحالف العربي الداعم للشرعية اليمنية، وهو ما يثير شكوكاً بشأن الدور القطري في اليمن.
واتضح الموقف القطري بعدما واجهت الدوحة اتهامات جدية بدعم الإرهاب، وبعد انتهاء مشاركتها في التحالف، أبدى النظام القطري دعماً واضحاً لميليشيات الحوثي الإيرانية.