2018-12-21
أثار قرار انسحاب القوات الأمريكية من سوريا العديد من التساؤلات حيال التوقيت، الدوافع، من المستفيد ومن الخاسر، فضلاً عن محاولة حصر الانعكاسات على ميادين المعارك، إضافة إلى التداعيات الجيوسياسية.
الأكيد أنّ القرار كان مفاجئاً، حتى داخل الولايات المتحدة الأمريكية، ما دفع «المعنيين» إلى المسارعة لعقد قمة للتشاور، فها هما الرئيسان الإيراني حسن روحاني والتركي رجب أردوغان يعقدان مباحثات في أنقرة لبحث قرار واشنطن سحب قواتها بدل أن يقود الفراغ الأمريكي إلى مواجهة منفلتة، وغير محسوبة، بينهما، خصوصاً أنّ الجيش التركي ماضٍ في مخططه لتنفيذ عملية شرق الفرات التي ستضعه في مواجهة مع قوات النظام، الذي ربّما يحاول مساعدة القوات الكردية التي استغاثت به، وربما مع القوات الإيرانية، أو حتى الروسية، التي ستهب لمساعدة الجيش السوري إذا ما خرجت المواجهة عن النطاق.
وفي هذا الصدد، أكد وزير الدفاع التركي خلوصي أكار أن القوات المسلحة التركية تواصل الإعداد لعملية «لمكافحة الإرهاب» في منبج ومناطق في شرق الفرات، و«دفن» القوات الكردية في خنادقها، وفي سعي لقراءة حسابات الربح والخسارة والتداعيات والأسباب لهذا القرار المباغت، سعت «الرؤية» إلى استطلاع آراء محلّلين عسكريين سوريين.
ويعدّد المحلّل العسكري الاستراتيجي العميد خالد الحبوس لـ «الرؤية» ثلاثة أسباب للقرار الأمريكي المباغت، وهي:
- إصرار تركيا على شن معركة ضد عناصر الوحدات الكردية، التي تصنفها أنقرة إرهابية، باعتبارها خطراً على أمنها القومي، برغم وضع أمريكا نقاط مراقبة على الحدود التركية.
- عدم خروج القوات الإيرانية، أو أذرعها من الميليشيات، أو تحجيمها.
- إحراج الروس في الداخل السوري والدفع إلى مواجهة تركية - روسية، إذ كان الروس يتوقّعون مواجهة تركية - أمريكية عبر تشجيعهم الأتراك على إطلاق معركة شرق الفرات.
فالأكراد حلفاء للنظام، وإذا ما حصل الهجوم التركي ضدهم فمن الممكن أن يتدخل النظام، ما قد يحّتم تدخلاً روسياً لحمايتهم، ليتحوّل الأمر في النهاية إلى مواجهة روسية - تركية.
أما عن دواعي هذا الانسحاب، فيرى الحبوس أنّها المواجهة المرتقبة ضد إيران وحزب الله: «فعندما تحين ساعة الصفر لأي عمل عسكري ضد إيران يتحتّم عدم وجود أي جندي أمريكي في مرمى النيران الإيرانية أو حزب الله والميليشيات الإرهابية الأخرى فوق الأراضي السورية»، لذلك يحرص ترامب على ضمان سلامة جنوده قبل فتح أي معركة ضد إيران.
وقال المحلّل الاستراتيجي السوري إنّ المواجهة بين الولايات المتحدة وإيران ستؤدي إلى ضعضعة النظام الإيراني، ليضطر معها إلى سحب قواته من سوريا.
وأضاف: «المستفيد الأول من هذا الموقف هو الشعب السوري، إذ أصبح الإيرانيون يتحكمون بكل مفاتيح الدولة السورية: الأمن الداخلي، القوات العسكرية، النظام السياسي، وحتى الاقتصاد، كما أن هناك تغوّلاً إيرانياً لإحداث تغيير ديموغرافي ومذهبي».
وتابع: «أما المستفيد الثاني، فهو إسرائيل، فخروج النظام الإيراني من سوريا سيقطع الاتصال بين الإيرانيين وحزب الله، وسيؤثر في خط التسليح البري عبر العراق وسوريا إلى لبنان بما بين 70 و90 في المئة، ولن يبقى إلا البحر، وهذا يمكن السيطرة عليه».
المستفيد الثالث، هو روسيا، فمصالحها تتصادم أحياناً مع الإيرانيين، وبشار الأسد لا يزال يعتبر إيران الحليف الأكبر برغم أنّ الروس هم الذين ثبّتوا حكمه، وستتحوّل بعدها كل المكاسب إلى مكاسب روسية.
ويرصد المحلل السوري تداعيات سلبية على النظام بعد خروج القوات الإيرانية، ما قد يعود بفائدة للشعب السوري «الذي سيعمل على إعادة تجميع قواته» لمواجهة قوات نظام بشار التي ستصاب بالوهن.
من جانبه، قال القيادي في الجيش السوري الحر العقيد فاتح حسون إنّ الانسحاب هدف إلى تفادي أي اشتباكات مع الأتراك بعد «التفاهم» بين الرئيسين ترامب وأردوغان قبل ثلاثة أيام.
ورجّح حسون انسحاب القوات الأمريكية «جزئياً» باتجاه قواعد بعيدة عن الحدود السورية الشمالية المتوقع أن تكون مسرحاً لعمليات الجيش التركي وفصائل الجيش الحر ضد ميليشيات «قسد».
والمحصلة، وفقاً للحبّوس، سيشكّل انسحاب القوات الأمريكية فراغاً تستفيد منه روسيا وإيران ومن ورائهما النظام.
ويضيف: «نحن حريصون على أن نفوت الفرصة على هؤلاء، وأن نستطيع إعادة أهالي المنطقة المهجرين إلى منازلهم، ونبسط سيطرة قوى الثورة والمعارضة السورية على هذه المناطق وفق تفاهمات مع تركيا».تأثيرات
دعا ترامب - على غرار سلفه باراك أوباما، وبرغم الاختلاف الكبير بينهما - لإنهاء التدخل العسكري الخارجي لأنه مكلف ولا يحظى بدعم كبير بين الأمريكيين، إلا أن قرار ترامب لقي إدانة من خصومه الديمقراطيين الذين قالوا إنه لم يفكر جيداً في قراره، وكذلك الجمهوريين الذين يخشون من التأثيرات الجيوسياسية.
الأكيد أنّ القرار كان مفاجئاً، حتى داخل الولايات المتحدة الأمريكية، ما دفع «المعنيين» إلى المسارعة لعقد قمة للتشاور، فها هما الرئيسان الإيراني حسن روحاني والتركي رجب أردوغان يعقدان مباحثات في أنقرة لبحث قرار واشنطن سحب قواتها بدل أن يقود الفراغ الأمريكي إلى مواجهة منفلتة، وغير محسوبة، بينهما، خصوصاً أنّ الجيش التركي ماضٍ في مخططه لتنفيذ عملية شرق الفرات التي ستضعه في مواجهة مع قوات النظام، الذي ربّما يحاول مساعدة القوات الكردية التي استغاثت به، وربما مع القوات الإيرانية، أو حتى الروسية، التي ستهب لمساعدة الجيش السوري إذا ما خرجت المواجهة عن النطاق.
وفي هذا الصدد، أكد وزير الدفاع التركي خلوصي أكار أن القوات المسلحة التركية تواصل الإعداد لعملية «لمكافحة الإرهاب» في منبج ومناطق في شرق الفرات، و«دفن» القوات الكردية في خنادقها، وفي سعي لقراءة حسابات الربح والخسارة والتداعيات والأسباب لهذا القرار المباغت، سعت «الرؤية» إلى استطلاع آراء محلّلين عسكريين سوريين.
ويعدّد المحلّل العسكري الاستراتيجي العميد خالد الحبوس لـ «الرؤية» ثلاثة أسباب للقرار الأمريكي المباغت، وهي:
- إصرار تركيا على شن معركة ضد عناصر الوحدات الكردية، التي تصنفها أنقرة إرهابية، باعتبارها خطراً على أمنها القومي، برغم وضع أمريكا نقاط مراقبة على الحدود التركية.
- عدم خروج القوات الإيرانية، أو أذرعها من الميليشيات، أو تحجيمها.
- إحراج الروس في الداخل السوري والدفع إلى مواجهة تركية - روسية، إذ كان الروس يتوقّعون مواجهة تركية - أمريكية عبر تشجيعهم الأتراك على إطلاق معركة شرق الفرات.
فالأكراد حلفاء للنظام، وإذا ما حصل الهجوم التركي ضدهم فمن الممكن أن يتدخل النظام، ما قد يحّتم تدخلاً روسياً لحمايتهم، ليتحوّل الأمر في النهاية إلى مواجهة روسية - تركية.
أما عن دواعي هذا الانسحاب، فيرى الحبوس أنّها المواجهة المرتقبة ضد إيران وحزب الله: «فعندما تحين ساعة الصفر لأي عمل عسكري ضد إيران يتحتّم عدم وجود أي جندي أمريكي في مرمى النيران الإيرانية أو حزب الله والميليشيات الإرهابية الأخرى فوق الأراضي السورية»، لذلك يحرص ترامب على ضمان سلامة جنوده قبل فتح أي معركة ضد إيران.
وقال المحلّل الاستراتيجي السوري إنّ المواجهة بين الولايات المتحدة وإيران ستؤدي إلى ضعضعة النظام الإيراني، ليضطر معها إلى سحب قواته من سوريا.
وأضاف: «المستفيد الأول من هذا الموقف هو الشعب السوري، إذ أصبح الإيرانيون يتحكمون بكل مفاتيح الدولة السورية: الأمن الداخلي، القوات العسكرية، النظام السياسي، وحتى الاقتصاد، كما أن هناك تغوّلاً إيرانياً لإحداث تغيير ديموغرافي ومذهبي».
وتابع: «أما المستفيد الثاني، فهو إسرائيل، فخروج النظام الإيراني من سوريا سيقطع الاتصال بين الإيرانيين وحزب الله، وسيؤثر في خط التسليح البري عبر العراق وسوريا إلى لبنان بما بين 70 و90 في المئة، ولن يبقى إلا البحر، وهذا يمكن السيطرة عليه».
المستفيد الثالث، هو روسيا، فمصالحها تتصادم أحياناً مع الإيرانيين، وبشار الأسد لا يزال يعتبر إيران الحليف الأكبر برغم أنّ الروس هم الذين ثبّتوا حكمه، وستتحوّل بعدها كل المكاسب إلى مكاسب روسية.
ويرصد المحلل السوري تداعيات سلبية على النظام بعد خروج القوات الإيرانية، ما قد يعود بفائدة للشعب السوري «الذي سيعمل على إعادة تجميع قواته» لمواجهة قوات نظام بشار التي ستصاب بالوهن.
من جانبه، قال القيادي في الجيش السوري الحر العقيد فاتح حسون إنّ الانسحاب هدف إلى تفادي أي اشتباكات مع الأتراك بعد «التفاهم» بين الرئيسين ترامب وأردوغان قبل ثلاثة أيام.
ورجّح حسون انسحاب القوات الأمريكية «جزئياً» باتجاه قواعد بعيدة عن الحدود السورية الشمالية المتوقع أن تكون مسرحاً لعمليات الجيش التركي وفصائل الجيش الحر ضد ميليشيات «قسد».
والمحصلة، وفقاً للحبّوس، سيشكّل انسحاب القوات الأمريكية فراغاً تستفيد منه روسيا وإيران ومن ورائهما النظام.
ويضيف: «نحن حريصون على أن نفوت الفرصة على هؤلاء، وأن نستطيع إعادة أهالي المنطقة المهجرين إلى منازلهم، ونبسط سيطرة قوى الثورة والمعارضة السورية على هذه المناطق وفق تفاهمات مع تركيا».تأثيرات
دعا ترامب - على غرار سلفه باراك أوباما، وبرغم الاختلاف الكبير بينهما - لإنهاء التدخل العسكري الخارجي لأنه مكلف ولا يحظى بدعم كبير بين الأمريكيين، إلا أن قرار ترامب لقي إدانة من خصومه الديمقراطيين الذين قالوا إنه لم يفكر جيداً في قراره، وكذلك الجمهوريين الذين يخشون من التأثيرات الجيوسياسية.