2018-12-25
يغلق 2018 أبوابه، ليزيد من جرح فلسطين على مدى 70 عاماً. استباح الاحتلال كل الأرض والحقوق والمقدسات، بمساندة الولايات المتحدة.
لكن في العام الأخير ومع إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، زاد التحيز، ولم تبقِ أمريكا حتى على ورقة التوت، والتي طالما تغنت بادعائها بأنها وسيط بين الطرفين في رعايتها على مدى عقدين ونصف العقد جهود السلام.
كسرت أمريكا كل ذلك دون مواربة عندما نفذت وعداً من التسعينات بالقدس عاصمة لإسرائيل، مستغلة واقعاً عربياً مفكّكاً، وفلسطين أكثر مأساوية، تتصارع فيها القوى سعياً لمغانم على أرض سراب.
* غضب عربي
أثار قرار أمريكا بخصوص القدس موقفاً عربياً رافضاً، سواء في قرارات الجامعة العربية والأقطار العربية، وفي ذلك اعتبر خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود أن نقل السفارة الأمريكية إلى القدس «غير مبرر وغير مسؤول» ويقوّض عملية السلام.
واتخذت الجامعة العربية موقفاً رافضاً للإجراء الأمريكي.
* الموقف الإسلامي
رفضت جميع الدول الإسلامية القرار باعتباره اعتداء على المقدسات العربية والإسلامية في الأراضي المقدسة، وأعلن الأزهر أن القرار سيفتح باباً على الغرب قبل الشرق.
ونظم الأزهر بالتعاون مع مجلس حكماء المسلمين مؤتمراً في القاهرة لمناصرة القدس، وأعلن شيخ الأزهر أحمد الطيب 2018 «عام القدس».
* تصدٍّ دولي
شهدت الجمعية العمومية للأمم المتحدة تنديداً واسعاً بالقرار الأمريكي الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل، ومن أصل 193 دولة في الجمعية العمومية، رفضت 128 الانحياز، بما فيهم حلفاء لأمريكا مثل بريطانيا وفرنسا. ولم يحظَ التوجه الأمريكي إلا بتأييد سوى تسع دول فقط، وامتنعت 35 دولة أخرى عن التصويت.
الموقف الدولي اعتبر صفعة في وجهة أمريكا، وتأكيد على أن معركة القدس لم تنتهِ بعد.
* انتفاضة الحق المنسي
ابتكر الفلسطينيون في العام 2018 أسلوباً جديداً في استعادة أحد المطالب التي تعد لب الصراع مع إسرائيل، وهو حق العودة. وفي ذكرى يوم الأرض (30 مارس)، انطلقت مسيرات حق العودة، ومنذ ذلك التاريخ لم تتوقف هذه المسيرات .. كل يوم جمعة تحتشد الجماهير على حدود غزة والضفة. و على الرغم من قوة البطش الإسرائيلية التي قتلت ما يزيد على 225 فلسطينياً وإصابة نحو 25 ألفاً، فإن المسيرات لم تتوقف على مدى 40 جمعة.
* الصفقة الغامضة
ظل الرئيس الأمريكي ترامب يردد أن برنامجه في الشرق الأوسط سيركز على إطلاق صفقة تحقق السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين، واصفاً إياها بـ «صفقة القرن»، لكن لم تراوح كلمات الرئيس الأمريكي مكانها وظلت الصفقة حالة غامضة لا أحد يعلم عنها شيئاً، رغم أنها تحيط بمستقبل شعب.
وعلى الرغم من حالة الغموض، فإن الإدارة الأمريكية سعت إلى ضمان التأييد لها، دون أن تقدم ما يحفز الفلسطينيين على قبولها.
* محاربة «الأونروا»
لم تتوقف الإدارة الأمريكية في مواقفها تجاه فلسطين على المواقف السياسية، فقط بل أمتدت إلى الجوانب الاقتصادية والإغاثية، وأعلنت الإدارة في أغسطس الماضي وقف دعمها النهائي لوكالة غوث اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) لممارسة مزيد من الضغط على الفلسطينيين، بعد أن خفّضت الإدارة 200 مليون دولار من أموال الدعم الاقتصادي الفلسطيني لبرامج الدعم في الضفة الغربية وقطاع غزة.
* إغلاق مكتب المنظمة في واشنطن
استمرت مواقف الإدارة الأمريكية تجاه الفلسطينيين، وأغلقت في سبتمبر مكتب منظمة التحرير في واشنطن بدعوى رفض القادة الفلسطينيين التحدث إلى ترامب، وعدم إجراء مفاوضات سلام مع دولة الاحتلال، ومواصلة الفلسطينيين العمل مع المحكمة الجنائية الدولية ضد جرائم الحرب الإسرائيلية.
وكشف القرار الأخير عن نية إدارة ترامب تجاه الفلسطينيين والعمل على عقابهم لعدم قبول ما تحدده من مواقف، حتى لو كان على حساب حقوقهم ومصالحهم.
* المال القطري يعمق الانقسام
أطلت قطر في القضية الفلسطينية من جديد، لتعلب دور مساعدة إسرائيلية في تغذية الانقسام الفلسطيني، بعد أن قامت الدوحة عبر سفيرها محمد العمادي بإدخال أموال إلى غزة لدفع رواتب موظفي حركة حماس.
وأثارت الخطوة غضب الفلسطينيين، للطريقة المهينة التي جرى بها إدخال الأموال وأسلوب توزيعها على الفلسطينيين، وهو ما دعا قطاعات واسعة في غزة لرشق السفير القطري مرات عدة بالحجارة لاتهام قطر بلعب دور تخريبي في غزة.
كما اعتبر الرئيس الفلسطيني محمود عباس أن الأموال القطرية تزيد من حالة الانقسام وتشجع حماس على عدم قبول المصالحة.
أما بالنسبة لإسرائيل، فدافعت حكومتها عن السماح بدخول حقائب الأموال القطرية إلى غزة، باعتبار أن ذلك لا يخدم الفلسطينيين بل لمصالح مشتركة مع قطر، وهو ما أكد عليه أخيراً رئيس أركان جيش الاحتلال الإسرائيلي غابي إيزنكوت.
* حلم المصالحة الضائع
تحولت المصالحة بين مكونات الشعب الفلسطيني، بعد الانقلاب الحمساوي في 2007، إلى حلم .. وصارت إمكانية جمع اللحمة الوطنية أمراً صعب المنال.
ورغم نجاح الجهود المصرية قبل نهاية العام الماضي في جمع الفرقاء الفلسطينيين على اتفاق مصالحة، لإنهاء حالة الانقسام، لكن ظل هذا الاتفاق حبيس الأدراج. وتردّد أنّ الوساطة المصرية وصلت حد تحديد جدول زمني لإنهاء الانقسام، وعودة السلطة لغزة في ظل حكومة وحدة وطنية.
وتعقدت الآمال بأن يتحقق في 2018 حلم المصالحة، بعدما طوي العام على عشرات الجولات برعاية مصرية دون تحقيق نتيجة، رغم ما يحيط بالقضية الفلسطينية من مخاطر تصل إلى حدود كارثية، وتزايد معاناة الفلسطينيين، لكن يبدو أن القيادات غير منشغلة بمعاناة الانقسام.
لكن في العام الأخير ومع إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، زاد التحيز، ولم تبقِ أمريكا حتى على ورقة التوت، والتي طالما تغنت بادعائها بأنها وسيط بين الطرفين في رعايتها على مدى عقدين ونصف العقد جهود السلام.
كسرت أمريكا كل ذلك دون مواربة عندما نفذت وعداً من التسعينات بالقدس عاصمة لإسرائيل، مستغلة واقعاً عربياً مفكّكاً، وفلسطين أكثر مأساوية، تتصارع فيها القوى سعياً لمغانم على أرض سراب.
* غضب عربي
أثار قرار أمريكا بخصوص القدس موقفاً عربياً رافضاً، سواء في قرارات الجامعة العربية والأقطار العربية، وفي ذلك اعتبر خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود أن نقل السفارة الأمريكية إلى القدس «غير مبرر وغير مسؤول» ويقوّض عملية السلام.
واتخذت الجامعة العربية موقفاً رافضاً للإجراء الأمريكي.
* الموقف الإسلامي
رفضت جميع الدول الإسلامية القرار باعتباره اعتداء على المقدسات العربية والإسلامية في الأراضي المقدسة، وأعلن الأزهر أن القرار سيفتح باباً على الغرب قبل الشرق.
ونظم الأزهر بالتعاون مع مجلس حكماء المسلمين مؤتمراً في القاهرة لمناصرة القدس، وأعلن شيخ الأزهر أحمد الطيب 2018 «عام القدس».
* تصدٍّ دولي
شهدت الجمعية العمومية للأمم المتحدة تنديداً واسعاً بالقرار الأمريكي الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل، ومن أصل 193 دولة في الجمعية العمومية، رفضت 128 الانحياز، بما فيهم حلفاء لأمريكا مثل بريطانيا وفرنسا. ولم يحظَ التوجه الأمريكي إلا بتأييد سوى تسع دول فقط، وامتنعت 35 دولة أخرى عن التصويت.
الموقف الدولي اعتبر صفعة في وجهة أمريكا، وتأكيد على أن معركة القدس لم تنتهِ بعد.
* انتفاضة الحق المنسي
ابتكر الفلسطينيون في العام 2018 أسلوباً جديداً في استعادة أحد المطالب التي تعد لب الصراع مع إسرائيل، وهو حق العودة. وفي ذكرى يوم الأرض (30 مارس)، انطلقت مسيرات حق العودة، ومنذ ذلك التاريخ لم تتوقف هذه المسيرات .. كل يوم جمعة تحتشد الجماهير على حدود غزة والضفة. و على الرغم من قوة البطش الإسرائيلية التي قتلت ما يزيد على 225 فلسطينياً وإصابة نحو 25 ألفاً، فإن المسيرات لم تتوقف على مدى 40 جمعة.
* الصفقة الغامضة
ظل الرئيس الأمريكي ترامب يردد أن برنامجه في الشرق الأوسط سيركز على إطلاق صفقة تحقق السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين، واصفاً إياها بـ «صفقة القرن»، لكن لم تراوح كلمات الرئيس الأمريكي مكانها وظلت الصفقة حالة غامضة لا أحد يعلم عنها شيئاً، رغم أنها تحيط بمستقبل شعب.
وعلى الرغم من حالة الغموض، فإن الإدارة الأمريكية سعت إلى ضمان التأييد لها، دون أن تقدم ما يحفز الفلسطينيين على قبولها.
* محاربة «الأونروا»
لم تتوقف الإدارة الأمريكية في مواقفها تجاه فلسطين على المواقف السياسية، فقط بل أمتدت إلى الجوانب الاقتصادية والإغاثية، وأعلنت الإدارة في أغسطس الماضي وقف دعمها النهائي لوكالة غوث اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) لممارسة مزيد من الضغط على الفلسطينيين، بعد أن خفّضت الإدارة 200 مليون دولار من أموال الدعم الاقتصادي الفلسطيني لبرامج الدعم في الضفة الغربية وقطاع غزة.
* إغلاق مكتب المنظمة في واشنطن
استمرت مواقف الإدارة الأمريكية تجاه الفلسطينيين، وأغلقت في سبتمبر مكتب منظمة التحرير في واشنطن بدعوى رفض القادة الفلسطينيين التحدث إلى ترامب، وعدم إجراء مفاوضات سلام مع دولة الاحتلال، ومواصلة الفلسطينيين العمل مع المحكمة الجنائية الدولية ضد جرائم الحرب الإسرائيلية.
وكشف القرار الأخير عن نية إدارة ترامب تجاه الفلسطينيين والعمل على عقابهم لعدم قبول ما تحدده من مواقف، حتى لو كان على حساب حقوقهم ومصالحهم.
* المال القطري يعمق الانقسام
أطلت قطر في القضية الفلسطينية من جديد، لتعلب دور مساعدة إسرائيلية في تغذية الانقسام الفلسطيني، بعد أن قامت الدوحة عبر سفيرها محمد العمادي بإدخال أموال إلى غزة لدفع رواتب موظفي حركة حماس.
وأثارت الخطوة غضب الفلسطينيين، للطريقة المهينة التي جرى بها إدخال الأموال وأسلوب توزيعها على الفلسطينيين، وهو ما دعا قطاعات واسعة في غزة لرشق السفير القطري مرات عدة بالحجارة لاتهام قطر بلعب دور تخريبي في غزة.
كما اعتبر الرئيس الفلسطيني محمود عباس أن الأموال القطرية تزيد من حالة الانقسام وتشجع حماس على عدم قبول المصالحة.
أما بالنسبة لإسرائيل، فدافعت حكومتها عن السماح بدخول حقائب الأموال القطرية إلى غزة، باعتبار أن ذلك لا يخدم الفلسطينيين بل لمصالح مشتركة مع قطر، وهو ما أكد عليه أخيراً رئيس أركان جيش الاحتلال الإسرائيلي غابي إيزنكوت.
* حلم المصالحة الضائع
تحولت المصالحة بين مكونات الشعب الفلسطيني، بعد الانقلاب الحمساوي في 2007، إلى حلم .. وصارت إمكانية جمع اللحمة الوطنية أمراً صعب المنال.
ورغم نجاح الجهود المصرية قبل نهاية العام الماضي في جمع الفرقاء الفلسطينيين على اتفاق مصالحة، لإنهاء حالة الانقسام، لكن ظل هذا الاتفاق حبيس الأدراج. وتردّد أنّ الوساطة المصرية وصلت حد تحديد جدول زمني لإنهاء الانقسام، وعودة السلطة لغزة في ظل حكومة وحدة وطنية.
وتعقدت الآمال بأن يتحقق في 2018 حلم المصالحة، بعدما طوي العام على عشرات الجولات برعاية مصرية دون تحقيق نتيجة، رغم ما يحيط بالقضية الفلسطينية من مخاطر تصل إلى حدود كارثية، وتزايد معاناة الفلسطينيين، لكن يبدو أن القيادات غير منشغلة بمعاناة الانقسام.