الخميس - 28 مارس 2024
الخميس - 28 مارس 2024

الصراع بين كتلتي الصدر والعامري يعرقل استكمال الحكومة

الصراع بين كتلتي الصدر والعامري يعرقل استكمال الحكومة
اتجهت الأنظار إلى المجلس النيابي العراقي أمس الأول لحسم ملف الوزارات العالقة وإنهاء حالة الاستقطاب التي تعطل عمل الحكومة وإقرار الملفات ذات الأولوية، مثل الموازنة العامة.. لكن الخلافات ظلت هي السمة السائدة التي تسمّم المشهد السياسي.

وفي سعي لتفسير هذا التعثر الجديد، ومعرفة سبب عدم مصادقة البرلمان العراقي على الوزارات الثلاث المتبقية: الداخلية والدفاع والعدل، ما يعني ترحيل الخلافات إلى العام المقبل، بيّن البرلماني العراقي السابق عزة الشابندر أن السبب «صراع إرادات بين الكتل السياسية».وقال البرلماني السابق عبر الهاتف من بغداد، أمس، إن «موقف رئيس الوزراء عادل عبدالمهدي سيكون ضعيفاً إذا لم تدعمه الكتل القوية، وبالتالي سيؤثر هذا على تنفيذ برنامج الحكومة التي تخضع لتجاذب بين كتلتي (سائرون) و(البناء)»، مشيراً إلى أن «خريطة العملية السياسية في العراق وضحت هذه المرة مبكراً منذ الانتخابات التشريعية التي جرت في مايو، والتي أسفرت عن انشقاقات في التحالفات التقليدية، الشيعية والسنية والكردية».

وأضاف الشابندر الذي يوصف في السياسة العراقية بـ «صانع الملوك»، أنه «كان هناك سعي جديّ لأن يكون هناك اصطفافات وتحالفات تقليدية، فدخل السنة في تحالفين مع الشيعة بينما ضعف التحالف الكردستاني بسبب انشقاق التحالف بين الحزبين الكرديين الرئيسيين: الديمقراطي الكردستاني بزعامة مسعود بارزاني والاتحاد الوطني الكردستاني الذي أسسه الرئيس العراقي الراحل جلال طالباني»، موضحاً أن هذه المسارات بلورت اتجاهين: كتلة «سائرون» بزعامة مقتدى الصدر، والمتحالف أيضاً مع النصر بزعامة رئيس الوزراء السابق حيدر العبادي، وتيار الحكمة بزعامة عمار الحكيم، والمسار الآخر هو كتلة البناء بزعامة هادي العامري، والمتحالف مع دولة القانون (بزعامة نوري المالكي) والمنشقين عن تحالف النصر بزعامة فالح الفياض.


وقال الشابندر إن «كلا التحالفين أو المسارين مدعومان خارجياً، الأول


(سائرون) ومن معهم لقي وما زال إسناداً أمريكياً واضحاً، بينما تدعم إيران بقوة تحالف البناء»، منبهاً إلى أنه «من الخطأ أن نقول إن إيران قد تدخلت في الانتخابات أو في رسم خارطة الأوضاع السياسية ذلك لأن إيران موجودة أصلاً في المشهد السياسي العراقي وهي تخطط وترسم مسارات حلفائها منذ سنوات ولا تحتاج أن تتدخل، وبالتأكيد ليس لنا أن نقارن بين الدعم الأمريكي والوجود الإيراني، فالثاني أكثر قوة وتأثيراً».

وأوضح الشابندر «لو استمر تحالف الصدر والعامري لكان هو الأكثر عدداً وقوة، ولكن موضوع ترشيح فالح الفياض من قبل تحالف البناء (العامري) واعتراض سائرون (الصدر) بقوة على هذا الترشيح عصف بالتفاهمات التي اتفقوا عليها بعد الانتخابات»، مشيراً إلى أن «اعتراض الصدر ليس على اسم الفياض شخصياً بل إن الصراع انتقل من موضوع المرشح إلى صراع بين إرادتين». واستطرد قائلاً: «كان الفياض مرشح تحالف البناء لرئاسة الوزراء كون البناء الكتلة الأكثر عدداً في البرلمان، وعندما توافقت الكتل على ترشيح عادل عبدالمهدي لرئاسة الحكومة رشح العامري الفياض لحقيبة الداخلية،أي أنهم وافقوا على التضحية بمنصب أكبر مقابل وزارة الداخلية، مع أنه يشغل مناصب أمنية مهمة منذ عشر سنوات، وهي رئيس جهاز الأمن الوطني ومستشار الأمن الوطني، فهذا ليس كثيراً عليه حسب اعتقاد تحالفه».