الجمعة - 26 أبريل 2024
الجمعة - 26 أبريل 2024

جميلة بوحيرد: لن أترشح لأي منصب .. والجزائريون ملتزمون بالسلمية

مشاركة المناضلة الجزائرية جميلة بوحيرد في المظاهرات التي خرجت أمس الأول، لرفض ترشيح الرئيس عبدالعزيز بوتفليقة لولاية خامسة، أعطت دلالة خاصة، لما تحمله من رمزية للجزائريين.

وأكدت بوحيرد أن مشاركتها في المظاهرات تأتي تجسيداً لموقفها منذ الاستقلال بأن تكون في صف الشعب وليس السلطة، ووجهت نداء إلى الشباب الجزائري المنتفض بأن يبتعد عن العنف ويواصل رسالته السلمية الحضارية، قائلة «أنا معكم، اتخذ موقفاً، لا أتكلم كثيراً، ولن يثنيني شيئاً عن الدفاع عنه»، وهو ما جاء في حوارها الخاص مع «الرؤية».


- برأيك ما السبب وراء خروج الجزائريين؟


خروج الشباب لرفض العهدة الخامسة يرجع إلى رغبتهم في التغيير، خاصة أن الوضع الصحي للرئيس حرج وبقاءه في السلطة يضع البلاد في مصير مجهول، ولذلك كان هناك رغبة شبابية إلى وقف ذلك، والبحث عن حل آخر ينقذ الوطن من عسرته وحالة الجمود التي تعتريه.


ـ بماذا تنصحين للحفاظ على سلمية المظاهرات؟

أقول لشباب الجزائر المتحضر والمتحرر، أنتم أحفاد المناضلين، العربي بن مهيدي، ومحمد بوضياف، ورابح بطاط، وكريم بلقاسم، استمروا في احتجاجاتكم السلمية، لا تخربوا وطنكم بأيديكم، ولا تتركوا جماعة العنف يجرونكم لمستنقع الدم، ليس خوفاً بل حفاظاً على الوطن، وأعلموا أنني دائماً ابنة الشعب الجزائري ولم أخرج يوماً عن إرادته، وسأبقى دائماً ابنة هذا الشعب.

ـ ما تعليقك على بعض المناوشات خلال المسيرات؟

شاهدنا جميعاً شباب كل الولايات الجزائرية خرجوا في مسيرات سلمية قولاً وفعلاً، ولا أحد بإمكانه أن ينكر ذلك، فالشباب تحرك من ساحة أول مايو بالعاصمة إلى قصر الرئاسة وانسحب قبل حلول الظلام.

والذين شاهدناهم يحاولون التخريب هم جماعة تم إرسالهم لتشويه ما رسمه الشباب الجزائري وصورته السلمية الراقية التي قدمها للعالم من رقي وتميز في تسيير التظاهرات.

وتثبت صور التلاحم بين الشعب وعناصر الأمن أن الشباب الجزائري شباب راشد، لكن هناك أيادٍ غير راشدة، لكن هذا لن يستمر، فمطلب الجميع واضح وهو رحيل نظام بوتفليقة.

ـ كيف ترين تعامل الجيش والشرطة مع الحشود؟

أفراد الجيش وعناصر الأمن الجزائري وطنيون للنخاع، وأي فرد منهم يعرف واجبه تجاه الجزائر ولن يغرر بهم أي شخص مهما كان، لأنهم يعلمون جيداً معنى «الجزائر الأم الوطن».

وأذكر هنا أنني قدمت وردة لرجل أمن، ففرح بها كثيراً ووضعها على صدره تعبيراً منه على الفخر وحب الشعب.

وهذا دليل على أن الشرطة والجيش هم أبناء الجزائر الأوفياء، يرفضون محاولة أي طرف لتخريب البلاد.

ـ المظاهرات التي جابت الشوارع كانت دون قائد، فما دلالة ذلك؟

الشعب الجزائري ضرب مثالاً حضارياً لدى خروجه للشارع سلمياً، وأثبت أنه قائد لنفسه ويستطيع تدبير شؤونه في مثل هذه الأزمات، ولا يوجد من يمكنه تغيير هذه القناعة لدى هذا الشعب، الذي اعتبر أفراده أبنائي جميعاً.

والمسيرات اتسمت بالعفوية، وهذا دليل على أن الجزائريين شعب واعٍ جداً، وهذا ما لم يحدث مثلاً في فرنسا بالنسبة للسترات الصفراء، والتي شاهدناها تحول العاصمة باريس إلى شعلة ملتهبة في أكثر من «سبت».

وبالنسبة لقائد ورأس المظاهرات، أقول لكم إن الشعب هو القائد والمنفذ حتى إسقاط الولاية الخامسة لبوتفليقة.

ـ ماذا تقولين للرئيس بوتفليقة الذي كان شريكاً لك في النضال ضد الاحتلال الفرنسي؟

لو كنت مكان بوتفليقة ما تشبثت بالكرسي والحكم، خاصة إذا وجدت أن هناك رفضاً شعبياً واضحاً، وكنت سأنسحب من المشهد فوراً، من دون انتظار خروج مظاهرات ضدي.

- هل لديك توجه أو رغبة في الترشح للانتخابات أو دعم طرف معين؟

لا أفكر مطلقاً في الترشح أو الحصول على أي منصب، أريد فقط أن أستمر في لقب «ابنة الشعب»، ولا يوجد لدي اتجاه لدعم شخص معين في الانتخابات، وسأرحب بمن يختاره الشعب.

مسيرة نضالية

شاركت في الكفاح ضد الاستعمار الفرنسي للجزائر وعمرها 20 عاماً وكانت تدرس الأزياء والموسيقى، لكنها نالت لقب المطلوب رقم واحد لدى الفرنسيين وقبض عليها عام 1957.

صدر ضدها حكم بالإعدام، لكن انتفاضة العالم أجبرت السلطات الفرنسية على تعديل الحكم إلى المؤبد.

أفرج عنها عقب حصول الجزائر على الاستقلال عام 1962، واختلفت مع الرئيس الجزائري الأسبق أحمد بن بيلا، وجسدت السينما العربية كفاحها في فيلم «جميلة».