الجمعة - 19 أبريل 2024
الجمعة - 19 أبريل 2024

السعيد بوتفليقة .. "رئيس" الرئيس

السعيد بوتفليقة .. "رئيس" الرئيس
«حارس بوابة الرئاسة» .. بهذه الكلمات وصفت صحيفة «الفايننشال تايمز» اللندنية شقيق الرئيس الجزائري عبدالعزيز بوتفليقة، لتعبّر عن مدى قوة «عين السلطان»، «رئيس الظل» أو «رئيس الرئيس» السعيد بوتفليقة.

ثقة الرئيس الجزائري عبدالعزيز بوتفليقة بنفسه جعلته يتصرف بحرص شديد للتحكم في إدارة القصر، فلا صوت فوق صوت الرئيس، ولكن ذلك الأمر لم يدم طويلاً، فقبل مرض عبدالعزيز بجلطة دماغية في أبريل 2013 لم يكن السعيد بوتفليقة سوى صورة تظهر إلى جانب شقيقه في المراسم الرسمية، ولكن بعد مرض الرئيس أصبح السعيد حديث الناس والإعلام والعالم.
وبحسب الجنرال المتقاعد حسين بن حديد الذي سجن بسبب تصريحاته، قبل أن تتدخل جهات نافذة وتطلق سراحه، فإن عبدالعزيز بوتفليقة ورغم إحاطة نفسه برجال الثقة، إلا أنه اختص شقيقه السعيد بصلاحيات واسعة، وأوعز إلى محيط القصر «سعيد أخي .. رئيس أيضاً»، وهكذا استطاع السعيد عزل كبار القادة في الجيش والسياسة.
وتعمقت في الأوساط الجزائرية فكرة أن من يدفع بكرسي الرئيس المتحرك هو من يمسك بزمام القصر، خاصة بعد ظهور السعيد المتكرر محاطاً برئيس الحكومة ووزراء ومسؤولين نافذين في الجزائر، ما أوحى للجميع بأن السعيد بات ممسكاً بزمام الأمور.
السعيد بوتفليقة الذي وصفته «الفايننشال تايمز» اللندنية بأنه حارس بوابة الرئاسة الجزائرية، هو في الشائع السياسي الحاكم الحقيقي للبلاد منذ عام 2014.
وتتفق المعلومات في أوساط الاختصاص والمتابعة على أن سعيد بوتفليقة (مواليد يناير 1958) هو الذي أغنى شقيقه عن مشقات المتابعة الرئاسية بأن تولى إدارة الدولة من خلال ما يعرف في الجزائر باسم «مجموعة الـ19» الذين يديرون البلاد من خلف الستار.

وتتحدث المعلومات بتوسع عن انقلاب قيل إن سعيد بوتفليقة نفذه، بعد إصابة شقيقه بالجلطة الثانية في 2014.


وتقول صحيفة «نيويورك تايمز» الأمريكية، في إشارة للانقلاب المذكور، إن إعادة هيكلة قيادة المخابرات التي تولاها طويلًا محمد مدين، واسمه الحركي (توفيق)، جرت خلال عام 2014.


كما جرى سجن كبار قادة الجيش، ومنهم عبدالقادر عرابي والجنرال حسان، وجاءت تلك الخطوات مصحوبة بسلسلة قوانين تم بها تشديد الرقابة على الصحافة وعلى الذين أسمتهم الحلقة الصغيرة الحاكمة بـ «مخربي معنويات الأمة».
كما تحدثت صحيفة «الإندبندنت» البريطانية عن أن السعيد بوتفليقة عاد بعد ذلك وفتت «مجموعة الـ19» التي كان يستعين بها، فتحول بعضهم إلى المعارضة مثل علي بن فليس رئيس الحكومة الأسبق الذي انسحب أخيراً من ترشيح نفسه للرئاسة.
والسبت الماضي، انطلقت تغريدة على تويتر تقول إن السعيد بوتفليقة توفي في أحد مستشفيات الولايات المتحدة أثناء علاجه من سرطان البنكرياس الذي كان في حالة متقدمة.

التغريدة الموقعة باسم منير جيجبل، لم يتبرع أحد على تويتر أو غيره بالرد عليها أو نفيها، ولكن توقيت الحديث عن وفاة السعيد جاء في الوقت الذي كان فيه شقيقه الرئيس عبدالعزيز يتلقى العلاج في جنيف بسويسرا، وفي مرحلة مرضية متقدمة أيضاً.