السبت - 25 مارس 2023
السبت - 25 مارس 2023

هزيمة قاسية لأردوغان بخسارة أنقرة وإسطنبول في الانتخابات المحلية

تعرض حزب الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إلى انتكاسة كبرى أمس بعدما أظهرت نتائج الانتخابات المحلية أن حزب العدالة والتنمية الذي يحكم البلاد منذ عقد ونصف خسر العاصمة السياسية أنقرة، وإسطنبول عصب الاقتصاد في البلاد.

وتشكل خسارة أهم مدينتين في البلاد هزيمة مدوية لأردوغان، الذي كان رئيس بلدية إسطنبول والذي حظي بقدرة كبيرة في السابق على الفوز بشكل متكرر في الانتخابات.

وانخرط أردوغان بقوة في الحملة الانتخابية فصوّر الانتخابات البلدية على أنها معركة حياة أو موت، لكن الاقتراع كان بمثابة استفتاء على حكم حزب العدالة والتنمية في ظل تدهور الاقتصاد التركي.


وأعلن رئيس اللجنة العليا للانتخابات سعدي غوفن أن مرشح المعارضة لتولي رئاسة بلدية إسطنبول أكرم إمام أوغلو يتصدر النتائج بنحو 28 ألف صوت مع فرز معظم الأصوات.


وحصل إمام أوغلو على قرابة 4,16 مليون صوت مقابل 4,13 مليون لمرشح حزب العدالة والتنمية رئيس الوزراء السابق بن علي يلديريم.

وأعلن المرشحان فوزهما في وقت مبكر عقب سباق محموم لترؤس بلدية كبرى مدن البلاد عندما أظهرت النتائج الأولية أنهما متعادلان تقريباً.

وقال إمام أوغلو أمس «نريد أن نبدأ بالعمل على خدمة الشعب في أقرب وقت ممكن. نريد أن نتعاون مع جميع المؤسسات في تركيا لنتمكن سريعاً من سد احتياجات إسطنبول».

عقاب

وفي أنقرة، تقدم مرشح المعارضة لرئاسة مجلس بلدية العاصمة منصور يافاش على مرشح حزب العدالة والتنمية محمد أوز هسكي بحصوله على 50,89 في المئة من الأصوات مقابل 47,06 في المئة بعد فرز 99 في المئة من صناديق الاقتراع.

وقال يافاش أمام أنصاره الذين لوحوا بالأعلام التركية الحمراء وأطلقوا الأسهم النارية خلال تجمع احتفالي «فازت أنقرة. الخاسر في أنقرة هو أوز هسكي، خسرت السياسات القذرة وانتصرت الديمقراطية».

من جهته، أعلن أوز هسكي أمس أنه ينبغي «احترام قرار صناديق الاقتراع» لكنه أضاف أن حزبه سيتقدم بطعون رفضاً «لأخطاء مؤكدة» تم ارتكابها في العديد من مكاتب الاقتراع.

وقال أردوغان الذي بدا أمس متقبّلاً لخسارة بعض المناصب البلدية رغم عدم إشارته مباشرة إلى النتائج في أنقرة أو إسطنبول، «سنبدأ العمل على تحديد مكامن الضعف لدينا ومعالجتها».

وتحمل خسارة إسطنبول على وجه الخصوص حساسية بالنسبة لأردوغان الذي ترعرع في حي قاسم باشا في المدينة الذي يقطنه أفراد الطبقة العاملة ولطالما كرر لأعضاء حزبه أن الفوز في المدينة يساوي الفوز بتركيا كاملة.

تسلط

ويؤكد الناشطون المدافعون عن حقوق الإنسان وحلفاء أنقرة الغربيين أن الديمقراطية تأذّت في عهد أردوغان وخصوصاً بعد انقلاب عام 2016 الفاشل الذي اعتقل على خلفيته عشرات الآلاف.

وقبل أيام من الانتخابات، تراجعت الليرة التركية مجدداً ما أعاد إلى الذاكرة الأزمة التي عاشتها العملة المحلية عام 2018 والتي تأذت بفعلها الكثير من العائلات التركية.

وتوقع مسؤول في حزب العدالة والتنمية ومصدر آخر مقرب من الحزب إجراء تعديل وزاري وتغييرات أخرى في الدائرة المحيطة بأردوغان خاصة بعد الخسارة في إسطنبول.

وقال المسؤول الذي طلب عدم نشر اسمه «ستحدث تغييرات بكل تأكيد في بعض المواقع مثل الدائرة المقربة من أردوغان في الحزب ومجلس الوزراء».

وأضاف «تتوقع الأسواق حدوث تغيير في مجلس الوزراء. هذا يجعل التغيير ضرورياً».