الجمعة - 19 أبريل 2024
الجمعة - 19 أبريل 2024

70 جريمة إبادة ضد الأيزيديين عبر التاريخ

70 جريمة إبادة ضد الأيزيديين عبر التاريخ
في واد ينحصر بين جبال مؤثثة بالكهوف قرب مدينة شيخان، في سهل نينوى شمال العراق، يقع معبد لالش، يعني وادي الصمت، وهو مركز الطائفة الأيزيدية في العالم، حيث يزدحم اليوم بعشرات الآلاف من أتباع الطائفة لممارسة طقوسهم الخاصة احتفالاً بعيد رأس السنة الأيزيدية، وهي مناسبة أيضاً للتعارف بين الشباب والشابات للخطبة والزواج.

تعرض الأيزيديون لأكثر من 70 حملة إبادة عبر التاريخ، أغلبها من قبل العثمانيين.

وكانت آخر حملات الإبادة على يد تنظيم داعش الإرهابي، الذي سبى نساءهم وقتل رجالهم عندما هاجمهم في معقلهم بمدينة سنجار بمحافظة نينوى عام 2014.


عرب أم أكراد؟


يقول خضر دوملي، المختص بالشأن الأيزيدي والأقليات في العراق لـ «الرؤية»، إن «عدد نفوس الأيزيديين في العراق قبل غزو تنظيم داعش نحو نصف مليون نسمة ينتشر أغلبيتهم في محافظة نينوى». مضيفا «أما عددهم في العالم فيبلغ نحو المليون ومئتي ألف نسمة».

وعن لغتهم، يوضح أن «الأيزيدية كرد من الجانب القومي ولم يوجدوا سابقاً في غير كردستان، واللغة الكردية هي لغة الأم ولغة النصوص الدينية».

لكن هناك من يعترض على هذه المعلومات، خصوصاً الأمير الأيزيدي أنور بن معاوية، إذ يقول إن «التسمية الصحيحة هي اليزيديون، ونحن عرب أقحاح وعبر التاريخ نقيم في محافظة نينوى وهي محافظة عربية ولا تتبع لإقليم كردستان العراق».

طبقات وعادات

يتكون المجتمع الأيزيدي من ثلاث طبقات، هي الأمراء، والبيرة (رجال الدين)، ثم المريدون.

ويشرح هافال بابا شيخ أن «من ضمن طبقة الشيوخ هناك عائلة الأمراء، ومسؤولية الأمير دينية ودنيوية، وهو رئيس المجلس الروحاني، بينما يعتبر شيخ الديانة والذي يلقب بـ (بابا شيخ) المرجع الديني للأيزيديين، إضافة إلى وجود المجلس الروحاني الأيزيدي، والذي مقره في محافظة دهوك شمال العراق».

ويوضح هافال أن عادات الأيزيديين هي ألا يتزوج أفراد أية طبقة من الطبقة الأخرى، بل يتزاوج أبناء الطبقة الواحدة فيما بينهم فقط.

ومن أبرز عادات الأيزيديين هي أن تعبر عتبة الباب، وأن لا تدوس عليها بقدمك، ذلك أن «عتبة مكان العبادة أو البيت أو الدكان هي باب الرزق، لهذا يحرم أن تضع قدمك عليها بل تعبرها حتى لا ينقطع الرزق»، حسب ما يوضح أحد رجال الدين في المعبد.

ويضيف «من تقاليد زيارة مكان العبادة هي تقديم الهدايا مثل الشموع وزيت إيقاد المشاعل وقطع الأقمشة الملونة التي تعقد في شباك قبر عادي بن مسافر من قبل النساء اللواتي يطلبن تحقيق أمنية معينة، وفي الأغلب الزواج والولادة».

أعياد

للأيزيديين أعياد رئيسة، أبرزها عيد رأس السنة، ويقوم الأيزيديون في هذا العيد بإشعال النار في البيوت ويوضع في النار التمر أو الزبيب وتؤكل بعد ذلك للتبرك بها.

جرائم داعش

الحديث عن الأيزيديين لا بد أن يتضمن سرداً للجرائم التي تعرضوا لها في سنجار والموصل على يد تنظيم داعش، الذي خطف الآلاف من النساء والرجال والأطفال. ويعاني الأيزيديون اليوم من مآسي غياب أبنائهم وبناتهم ومن جرائم القتل والاغتصاب التي تعرضت لها نساؤهم.

يوضح دوملي أنه «ما زال هناك 3040 أمرأة وطفلاً مصيرهم مجهول منذ أن اختطفهم الدواعش في أغسطس 2014»، مؤكداً أن «أسوأ الجرائم التي تعرضنا لها هي خطف أكثر من ستة آلاف امرأة وفتاة، وسبي الأيزيديات وفق خطة منظمة، وقتل وتجنيد الأطفال».

ويستند دوملي على آخر تحديث لإحصائيات المديرية العامة لشؤون الأيزيدية في وزارة الأوقاف والشؤون الدينية في حكومة إقليم كردستان العراق، التي نشرت مطلع عام 2019، موضحاً أن عدد قتلى الأيزيديين على يد تنظيم داعش منذ غزوه لسنجار بلغ 1293 قتيلاً.