السبت - 20 أبريل 2024
السبت - 20 أبريل 2024

ضحايا هجوم نيوزيلندا يلتمسون السكينة في مكة

يؤدي 200 شخص من المصابين وأسر الضحايا في الهجوم الذي استهدف مسجدين في نيوزيلندا في مارس الماضي فريضة الحج هذا العام بدعوة من خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود، ملتمسين السكينة وسائلين الله أن يعينهم على تجاوز الأزمة التي عصفت بحياتهم.وقالت رنا خليل التي فقدت زوجها في الهجوم، وهي أم أردنية لثلاثة أطفال أصغرهم عمره ثلاث سنوات، «كنا فعلاً محتاجين أن نمسح على قلوبنا».

وأضافت رنا (36 عاماً) التي تسعى لنيل الإقامة الدائمة في نيوزيلندا لتكمل ما بدأه زوجها «دعوت لنفسي ولأولادي ولزوجي بالرحمة وللجميع، هو شعور رائع لا يوصف»، وتابعت «المسلمون هنا في مكة متعاطفون جداً معنا.. يحاولون مواساتنا».

وقع هجوم نيوزيلندا أثناء صلاة الجمعة في 15 مارس الماضي، حيث أطلق مسلح النار داخل مسجدي النور ومركز لينود الإسلامي في مدينة كرايست تشيرش، ولقي 50 شخصاً على الأقل حتفهم وأصيب 50 آخرون، جميعهم من المسلمين، في حادث إطلاق النار الأكثر دموية في تاريخ نيوزيلندا التي لا يزيد عدد المسلمين فيها على 50 ألف نسمة.


في اليوم التالي للهجوم، ألقت نائلة حسن، الشرطية المسلمة الأعلى رتبة في شرطة نيوزيلندا، كلمة مؤثرة خلال تأبين الضحايا، بكت خلالها وقالت إنها «فخورة لكونها مسلمة، وقائدة في شرطة نيوزيلندا».


وجاءت نائلة إلى السعودية ضمن الوفد كضيوف لبرنامج خادم الحرمين الشريفين للحج والعمرة.

وتقول نائلة، المولودة لأم إنجليزية وأب باكستاني إن مجيئهم للحج «هو الشيء الأبرز منذ ذلك الهجوم الإرهابي. سيكون أمراً مؤلماً للكثيرين لكنه مفيد».

وتابعت «أود أن أكون هنا لرعاية ضحايانا. هم الأبطال الحقيقيون لا أنا».

لم تكن نائلة معروفة في أوساط الجالية المسلمة الصغيرة في نيوزيلندا قبل هجوم المسجدين، لكنها أصبحت بعدها شخصية تحظى بالاحترام الكبير ويتوجه إليها المسلمون للمساعدة في حل مشاكلهم مع الحكومة وقضاء حوائجهم.

وقضى شحادة السيناوي (64 عاماً)، تاجر السيارات النيوزيلندي من أصل أردني، نحو تسعة أسابيع في المستشفى بعد إصابته برصاصتين في ساقه أثناء الهجوم، وهو لا يتحرك الآن إلا مستنداً على عكازين ويعاني من تشنجات متكررة بسبب قطع عصب في الساق، لكن أشد ما يحزنه هو الأصدقاء الذين قُتلوا «خلال ثوانٍ» عندما كانوا معه في المسجد.

يقول وهو يقترب من المسجد الحرام «أدعو لهم في كل يوم.. وأراهم في كل مكان».

لكن زيارة الكعبة تساعده في شحذ روحه المعنوية وتخفيف آلامه رغم مشاعر الإحباط التي تعتريه من حين لآخر

«أشعر أحياناً بخيبة الأمل عندما أنظر لنفسي، لكن أقول لنفسي بعدها: حسناً، أنا مسلم وهذا قدري، ولعله حدث لسبب ما. أحياناً تظن أن ما فعله الله لك سيئ، لكن بعدها يكون المآل شيئاً أعظم من ذلك».

وأشاد الحجاج بما وجدوه من خدمات مميزة منذ وصولهم لأرض السعودية، ضمن البرنامج الذي تشرف عليه وزارة الشؤون الإسلامية والدعوة والإرشاد ويستضيف 6500 حاجاً وحاجة من 79 دولة.