الجمعة - 19 أبريل 2024
الجمعة - 19 أبريل 2024

لماذا تثير حرائق الأمازون أزمة للبرازيل والعالم؟

لماذا تثير حرائق الأمازون أزمة للبرازيل والعالم؟

صورة عبر أقمار اصطناعية لمراقبة الأرض من ناسا تظهر حرائق الأمازون في أمريكا الجنوبية. أ ف ب

تثير الحرائق المستعرة في غابات الأمازون غضباً دولياً بسبب أهمية هذه الغابات المطيرة بالنسبة للبيئة، ودفعت الحرائق رئيس البرازيل جايير بولسونارو لإرسال الجيش للمساعدة في مكافحتها.



ولكن ما أهمية الحفاظ على هذه الغابات بالضبط؟

غابات الأمازون أكبر غابة استوائية مطيرة في العالم، وتقع 60 في المئة منها في البرازيل، وتشتهر بالتنوع البيولوجي إذ توجد بها أنواع فريدة كثيرة من النباتات والحيوانات.



وتمتص هذه الأدغال الكثيفة كمية هائلة من انبعاثات ثاني أكسيد الكربون في العالم، وهو غاز دفيء يعتقد أنه أكبر عوامل تغير المناخ، لذا فإن العلماء يقولون إن الحفاظ على غابات الأمازون أمر جوهري في محاربة الاحتباس الحراري.

وبلغت حرائق الغابات في كل أنحاء البرازيل أعلى مستوياتها منذ عام 2003، وازدادت بنسبة 84 في المئة هذا العام حتى يوم 23 أغسطس مقارنة بنفس الفترة قبل عام، وذلك حسب ما أفادت وكالة أبحاث الفضاء البرازيلية.

واندلع 78383 حريقاً منذ بداية العام، نصفها تقريباً في أغسطس وحده.

وشهدت ثمان من ولايات البرازيل التسع زيادة في الحرائق، وبلغت الزيادة 146 في المئة في ولاية أمازوناس الأكبر في البلاد.

ويخشى العلماء من أن استمرار تدمير غابات الأمازون قد يؤدي إلى نقطة تحول تدخل المنطقة بعدها إلى دورة ذاتية من الموت التدريجي للغابات فيما تتحول من غابات مطيرة إلى سافانا.



حرائق متعمدة لإخلاء الأرض

غالباً ما يتم إشعال حرائق في غابات الأمازون عمداً لإخلاء الأرض. وبعد أن يحصل قاطعو الخشب على ما يريدون، يحرق مضاربون ما يتبقى من نباتات لإخلاء الأرض على أمل بيعها لمزارعين.

وتفصل عدة أشهر غابات الأمازون عن موسم الجفاف الذي يمكن فيه لهذه الحرائق أن تنتشر خارج نطاق السيطرة بشكل أسهل.

وارتفع معدل إزالة الغابات في الشهور السبعة الأولى من 2019 بنسبة 67 في المئة مقارنة بالعام الماضي وزاد بأكثر من ثلاثة أمثاله في يوليو تموز وحده.

ويعتقد نشطاء البيئة أن من يقطعون الغابات هم من يبدأون الحرائق.

رد حكومة البرازيل

أشار رئيس البرازيل في بادئ الأمر إلى أن الحرائق أمر طبيعي، ثم قال إن منظمات غير حكومية تشعل الحرائق لإلحاق الضرر بحكومته، ولم يقدم دليلاً على هذا وتراجع لاحقاً عن هذا الاتهام.

وقال بولسونارو إن بلاده لا تملك الموارد اللازمة لمكافحة حرائق في منطقة بحجم غابات الأمازون، فيما حذر الدول الأخرى من التدخل وذكر أن التمويل الأجنبي يهدف لتقويض سيادة البرازيل.

وقررت الحكومة الآن نشر الجيش لمكافحة الحرائق وطلبت عدة ولايات في منطقة الأمازون دعمه. ولا يزال من غير الواضح كيف سيتم نشر الجيش ولا مدى فعاليته.

أوروبا غاضبة

اتهم الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون نظيره البرازيلي بالكذب حول دور العوامل البيئية في الحرائق، وقال إن حرائق الأمازون طوارئ دولية و"إبادة بيئية" وانتقد حكومة البرازيل لعدم بذلها مزيداً من الجهد لحماية الغابة المطيرة.

وقال مكتب ماكرون في بيان إنه سيعارض الموافقة النهائية على اتفاق التجارة الحرة بين الاتحاد الأوروبي وتكتل ميركسور الذي يضم دولاً من أمريكا الجنوبية لأن بولسونارو غير صادق.

وقال ماكرون خلال قمة السبع في فرنسا، إن قادة الولايات المتحدة واليابان وألمانيا وفرنسا وإيطاليا وبريطانيا وكندا يضعون اللمسات الأخيرة على اتفاق محتمل خلال قمتهم السنوية على تقديم "مساعدة فنية ومالية" للدول المتأثرة بالحرائق بما في ذلك البرازيل.

رد فعل البرازيليين

خرج البرازيليون إلى الشوارع في أكثر من 12 مدينة للاحتجاج على تقاعس الحكومة عن مكافحة الحرائق، وأغلقوا طرقاً رئيسة في برازيليا وساو باولو. ونُظمت احتجاجات أمام سفارتي البرازيل في باريس ولندن.

وعلى وسائل التواصل الاجتماعي انتشر وسم #صلوا من أجل أمازوناس وغيره على تويتر. وتداول مستخدمون مؤيدون لبولسونارو وسماً ترجمته "الأمازون دون المنظمات غير الحكومية" ليصبح من المواضيع الأكثر انتشاراً على المنصة.