2019-09-11
واحدة من العلاقات المثيرة والخطيرة في الوقت ذاته على الصعيد الدولي هي علاقة فرنسا وإيران، والتكالب الفرنسي غير المبرر أو المفهوم من قبل الرئيس الفرنسي ماكرون على إنقاذ إيران من أزمتها الحالية، بل وتوفير مساقات سياسية لها للخروج من حلقة الضغوطات الأمريكية المتوالية والمتسارعة.
يلفت نظر المحلل السياسي المحقق والمدقق ما جرى الأسبوع الماضي، ففي وسط تكثيف إدارة الرئيس ترامب العقوبات على النظام الإيراني، والبدء في مسيرة ما أطلق عليه «حملة الضغط الأقصى»، كان الرئيس ماكرون يسارع إلى إعلان حزمة اقتصادية تبدأ من خمسة مليارات يورو وتصل إلى خمسة عشر مليار، تقدمها أوروبا للإيرانيين، في سبيل المحافظة على الاتفاق النووي الذي خرجت منه الولايات المتحدة الأمريكية بقرار من الرئيس ترامب.
السؤال الحائر حتى الساعة: «لماذا هذا الإصرار الماكروني إن جاز التعبير على إلقاء طوق النجاة للملالي؟ وهل هناك مصلحة ما بين باريس وطهران، تتجاوز المصالح والمنافع المتبادلة والتاريخية بين باريس وواشنطن؟
الشاهد أن تفكير الرئيس الفرنسي ماكرون يدعو للتساؤل من جديد: «هل فرنسا تتودد إلى إيران؟ وإن كان ذلك كذلك فهل وراء هذا التودد نوع من أنواع الخوف، أم طمع في الحصول على مكافاة، أي ذهب المعز وسيفه من جديد؟
بالقطع لا يمكن تصور أن فرنسا النووية، تلك التي حرص زعيمها الأشهر شارل ديغول على أن تبقى ترسانتها النووية خارج القرارات الفوقية للناتو، فرنسا سليلة الإمبراطورية النابليونية، تخشى من إيران بصورة ما، وتالياً فإنه لا يمكن مقاربة العلاقات التجارية الفرنسية مع أمريكا بنظيرتها مع إيران.
والثابت كذلك أن المشهد لا ينسحب على فرنسا فقط، وإنما يمتد إلى بقية دول الاتحاد الأوروبي، وفي القلب منها ألمانيا، ذلك أنه أذا كانت فرنسا هي العقل السياسي الأوروبي، فإن ألمانيا هي القاطرة الاقتصادية، وما بين القلب والعقل يبدو وكأن هناك إصراراً أوروبيا ًغير واضح المعالم تجاه تعميق هوة الخلافات مع الجانب الآخر من الأطلسي، بمعنى توسيع الهوة مع إدارة الرئيس ترامب.
لا يدرك المرء إن كانت فرنسا ترى المخاطر المترتبة على ما تقوم به إيران، أم إنها تراها وتتغاضى عنها وهنا الطامة الكبرى، الأمر الذي سيكلفها وبقية أوروباً أكلافاً مشابهة لما جرت به المقادير في العقود الثلاثة الأولى من القرن العشرين، وذلك حين هادنت دول أوروبا المختلفة النظام النازي في ألمانيا، وكانت النتيجة كارثية.
يمكن لنا أن نتساءل: «لماذا لم يفكر الرئيس ماكرون في الرد الذي عاد به وزير خارجيته إيف لودريان في ربيع عام 2018 عندما ذهب إلى الإيرانيين مطالباً إياهم بوقف البرنامج الصاروخي خاصتهم؟
يومها قالوا إنهم موافقون على الطلب الفرنسي بشرط أن تتخلى أوروبا وأمريكا عن صواريخهما في الحال، وهو رد عبثي يعني أنه طالما استمرت إيران في تطوير صواريخها البالستية تحت غطاء برنامج الفضاء الإيراني، فإن كافة مدن أوروبا معرضة لأن تكون أهدافاً يسيرة في الحال والاستقبال لنظام ثيولوجي غير مأمون الجانب في الحال أو الاستقبال.
مهما يكن من أمر فإن فرنسا مدعوة للاستيقاظ، لا سيما في ضوء الرفض الإيراني الرسمي لعرض ماكرون، ما يعني أن الإشكالية ليست اقتصادية بالنسبة للإيرانيين، وأن أهدافهم الحقيقية هي برنامج نووي وآخر صاروخي وغيرهما لإشاعة الفوضى وعدم الاستقرار في المنطقة ... فهل هذا ما يتطلع إليه الرئيس ماكرون؟
يلفت نظر المحلل السياسي المحقق والمدقق ما جرى الأسبوع الماضي، ففي وسط تكثيف إدارة الرئيس ترامب العقوبات على النظام الإيراني، والبدء في مسيرة ما أطلق عليه «حملة الضغط الأقصى»، كان الرئيس ماكرون يسارع إلى إعلان حزمة اقتصادية تبدأ من خمسة مليارات يورو وتصل إلى خمسة عشر مليار، تقدمها أوروبا للإيرانيين، في سبيل المحافظة على الاتفاق النووي الذي خرجت منه الولايات المتحدة الأمريكية بقرار من الرئيس ترامب.
السؤال الحائر حتى الساعة: «لماذا هذا الإصرار الماكروني إن جاز التعبير على إلقاء طوق النجاة للملالي؟ وهل هناك مصلحة ما بين باريس وطهران، تتجاوز المصالح والمنافع المتبادلة والتاريخية بين باريس وواشنطن؟
الشاهد أن تفكير الرئيس الفرنسي ماكرون يدعو للتساؤل من جديد: «هل فرنسا تتودد إلى إيران؟ وإن كان ذلك كذلك فهل وراء هذا التودد نوع من أنواع الخوف، أم طمع في الحصول على مكافاة، أي ذهب المعز وسيفه من جديد؟
بالقطع لا يمكن تصور أن فرنسا النووية، تلك التي حرص زعيمها الأشهر شارل ديغول على أن تبقى ترسانتها النووية خارج القرارات الفوقية للناتو، فرنسا سليلة الإمبراطورية النابليونية، تخشى من إيران بصورة ما، وتالياً فإنه لا يمكن مقاربة العلاقات التجارية الفرنسية مع أمريكا بنظيرتها مع إيران.
والثابت كذلك أن المشهد لا ينسحب على فرنسا فقط، وإنما يمتد إلى بقية دول الاتحاد الأوروبي، وفي القلب منها ألمانيا، ذلك أنه أذا كانت فرنسا هي العقل السياسي الأوروبي، فإن ألمانيا هي القاطرة الاقتصادية، وما بين القلب والعقل يبدو وكأن هناك إصراراً أوروبيا ًغير واضح المعالم تجاه تعميق هوة الخلافات مع الجانب الآخر من الأطلسي، بمعنى توسيع الهوة مع إدارة الرئيس ترامب.
لا يدرك المرء إن كانت فرنسا ترى المخاطر المترتبة على ما تقوم به إيران، أم إنها تراها وتتغاضى عنها وهنا الطامة الكبرى، الأمر الذي سيكلفها وبقية أوروباً أكلافاً مشابهة لما جرت به المقادير في العقود الثلاثة الأولى من القرن العشرين، وذلك حين هادنت دول أوروبا المختلفة النظام النازي في ألمانيا، وكانت النتيجة كارثية.
يمكن لنا أن نتساءل: «لماذا لم يفكر الرئيس ماكرون في الرد الذي عاد به وزير خارجيته إيف لودريان في ربيع عام 2018 عندما ذهب إلى الإيرانيين مطالباً إياهم بوقف البرنامج الصاروخي خاصتهم؟
يومها قالوا إنهم موافقون على الطلب الفرنسي بشرط أن تتخلى أوروبا وأمريكا عن صواريخهما في الحال، وهو رد عبثي يعني أنه طالما استمرت إيران في تطوير صواريخها البالستية تحت غطاء برنامج الفضاء الإيراني، فإن كافة مدن أوروبا معرضة لأن تكون أهدافاً يسيرة في الحال والاستقبال لنظام ثيولوجي غير مأمون الجانب في الحال أو الاستقبال.
مهما يكن من أمر فإن فرنسا مدعوة للاستيقاظ، لا سيما في ضوء الرفض الإيراني الرسمي لعرض ماكرون، ما يعني أن الإشكالية ليست اقتصادية بالنسبة للإيرانيين، وأن أهدافهم الحقيقية هي برنامج نووي وآخر صاروخي وغيرهما لإشاعة الفوضى وعدم الاستقرار في المنطقة ... فهل هذا ما يتطلع إليه الرئيس ماكرون؟