الخميس - 25 أبريل 2024
الخميس - 25 أبريل 2024

كيف جعل كورونا مسؤولي الصحة نجوماً لأول مرة؟

كيف جعل كورونا مسؤولي الصحة نجوماً لأول مرة؟

منذ اندلاع أزمة تفشي الفيروس التاجي المعروف باسم فيروس كورونا أو (كوفيد-19)، احتل وزراء الصحة المشهد الأول، فأصبح سكان العالم يتابعون تصريحاتهم من أخبار أو قرارات، في حين كان ذلك من نصيب نجوم السينما والدراما والأزياء وكرة القدم ومؤثرين على مواقع التواصل الاجتماعي قبل ذلك.

وتحول عدد من وزراء الصحة إلى نجوم في بلادهم، وتصدروا منصات البحث على مواقع التواصل الاجتماعي من خلال إعلان تحديثات وضع انتشار الفيروس أو ردات فعلهم المثيرة للجدل.

بداية مع مدير منظمة الصحة العالمية أدهانوم تيدروس، الذي بات وجهه مألوفاً للجميع، بسبب كثرة خروجه للحديث عن وضع المرض حول العالم، وتوقعاته ونصائحه للجميع، خصوصاً أن كثيرين انتظروا إعلان المنظمة أن كورونا وباء.

أما الصين، مركز تفشي الفيروس، فمنذ أن بدأت الأزمة في الصين بات العالم بأكمله يتابع تصريحات وزير الصحة الصيني تشن تشو للتصريح عن أي معلومات تخص الفيروس، أو إعلان التوصل لدواء.

وأثار وزير الصحة الصيني جدلاً كبيراً بعد أن أعلن في 26 يناير الماضي عن التوصل لدواء فعال لعلاج فيروس كورونا، وأكد حينها أن الدواء سيتوفر خلال ساعات بشكل مجاني بعد الانتهاء من مراحل الاختبار.



إلا أنه لم يكشف بعدها عن توفر أي دواء ولا يزال العالم بأكمله يتساءل عما إذا كانت الصين فعلاً تمتلك الدواء، وإلى يومنا هذا يقدم وزير الصحة الصيني النصائح عن الحد من تفشي الفيروس وعن نجاح الصين في الحد من انتشاره وتبقى أشهر أقواله «عامل نفسك كأنك مريض بكورونا، وعامل الآخرين كأنهم مصابون به».

أما وزير الصحة الهولندي برونو بروينس الذي شغل وسائل الإعلام منذ أيام بعدما تعرض لإغماء بينما كان يناقش أزمة كورونا لتدور الشكوك حول إصابته، وظهر الوزير في فيديو تداولته وسائل الإعلام وهو يسقط، بينما يهرع إليه عدد من النواب ومرافقيه الشخصيين، إلا أن الوزير شرب القليل من الماء واستعاد توازنه وأصر على إكمال المؤتمر.



بعدها، نشر الوزير على توتير تغريده قال فيها: «لقد تعرضت للإغماء بسبب تعب انتابني على مدى الأسابيع الماضية، لكن الآن أشعر بأنني بخير».

وهي ليس المرة الأولى التي يخطف بها الأضواء، وفي مؤتمر صحافي عقب اجتماع أزمة لوزراء الحكومة لمناقشة تفشي الفيروس في بلاده، دعا إلى التوقف عن المصافحة، وقال «من هذه اللحظة فصاعداً، يجب أن نتوقف عن المصافحة».

وبعد لحظات، وأثناء اختتام المؤتمر الصحافي، قام بمصافحة رئيس قسم الأمراض المعدية في المعهد الوطني للصحة العامة، ياب فان ديسيل، ليدرك واعتذر عن خطئه.



أما في إيران فأثار نائب وزير الصحة الإيراني إيراج حريري الانتباه بعد إعلانه عن إصابته بفيروس كورونا.

وقبل ساعات من إصابته ظهر في مؤتمر وهو يتصبب عرقاً ونفى حينها ادعاء أحد أعضاء البرلمان الإيراني حول وفاة 50 شخصاً بالفيروس قائلاً: «سأستقيل إذا كانت الوفيات وصلت إلى نصف أو ربع هذه الأرقام».



وفي اليوم التالي، ظهر في فيديو عبر وسائل التواصل الاجتماعي معلناً عن إصابته بالفيروس الذي وصفه بأنه فيروس ديمقراطي لا يميز بين الأغنياء والفقراء، رجل الدولة أو المواطن العادي.



أما وزير الصحة الإيراني السابق فخطف الأضواء بعدما أعلن أنه حذّر السلطات الإيرانية من مخاطر تفشي فيروس كورونا منذ ديسمبر الماضي إلا أنهم لم يستجيبوا لنصيحته، كما انتقد السلطات الإيرانية بسبب «سوء إدارتها» لأزمة الفيروس القاتل في البلاد، ما أدى إلى انتشار الجائحة.

كما أكد أنه قرر في نوفمبر الماضي عدم الإعلان عن تفشي الفيروس للرأي العام، بل أرسل تحذيراته بسرية، معتقداً أنها يمكن أن تكون أكثر فاعلية.

أما في بريطانيا فكان خبر إعلان إصابة وزيرة الدولة لشؤون الصحة البريطانية صادماً بشكل كبير، قبل أن يخطف نبأ إصابة رئيس الحكومة بوريس جونسون منها الأضواء.



فقد أعلنت الحكومة البريطانية في 11 مارس الجاري عن إصابة وزيرة الدولة لشؤون الصحة نادين دوريس بفيروس كورونا المستجد، لتصبح أول وزير في البلاد يصاب بالفيروس.

وبعد جونسون بساعات أعلن وزير الصحة البريطاني مات هانكوك إصابته بفيروس كورونا.



وعلى الرغم من تحذيرات منظمة الصحة العالمية من خطر تفشي الفيروس في البلاد التي تعاني من حروب، ومنها العراق، أثار وزير الصحة العراقي جعفر صادق علاوي جدلاً حين قال إن العراق أفضل من بريطانيا وفرنسا من مواجهة الفيروس، حيث اعتبر أن بلاده على الرغم من أن إمكانيتها الصحية المتواضعة جداً، تمكنت من احتواء الفيروس والسيطرة على الوضع مقارنة بالدول المتقدمة التي انهارت تماماً.



وفي بداية الشهر الجاري، لفتت وزيرة الصحة المصرية هالة زايد الأنظار برحلتها إلى الصين قلب بؤرة انتشار فيروس كورونا المستجد، مؤكدة أنها تحمل رسالة تضامن من الرئيس عبدالفتاح السيسي من أجل تعزيز سبل التعاون مع بكين لمكافحة فيروس كورونا المستجد (كوفيد-19).



وأصبحت أول وزيرة صحة تزورها ورافقت الوزيرة شحنة مصرية من المستلزمات الطبية التي قدمتها مصر هدية للشعب الصيني، حيث اشتد الطلب على الأقنعة الواقية مع تفشي المرض.

وخطف وزير الصحة الكويتي الدكتور باسل الصباح الأضواء في بلاده وأثنى عليه العديد من مواطنين بلاده، حيث إنه ما إن ظهرت أولى الإصابات حتى أصدر حزمة من الإجراءات والتدبيرات لاحتواء الفيروس.



وفي عدة تغريدات على مواقع التواصل الاجتماعي، أكد المتابعون أن وزير الصحة لم ير عائلته منذ 3 أسابيع، ويأخذ فترة راحة يومية من الثالثة فجراً حتى السادسة صباحاً في مكتبه.

أما في إيطاليا فأعلن نائب وزير الصحة الإيطالي بيبر باولو سيليري عن إصابته بفيروس كورونا بعد مخالطته لمصاب.

ولفت إلى أنه عزل نفسه «بمجرد أن أدرك أن لديه أعراض الفيروس»، مضيفاً «لقد اتبعت على الفور جميع البروتوكولات كما قالت الوزارة، ولا تزال زوجتي وطفلي في حالة جيدة، ورغم أننا في نفس المنزل، قمنا بفصل الغرف».

وفي الأردن، بعد إعلان وزير الصحة الأردني سعد جابر عن تسجيل أولى الإصابات، أعلن بعدها عن هروب أحد المصابين بالفيروس قبل دخوله العزل الصحي.

وبعد إلقاء السلطات الأمنية القبض على الشخص الهارب خرج وزير الصحة على إحدى وسائل الإعلام وكشف تفاصيل عن المريض الهارب، ليصبح أحد أهم الشخصيات التي ينتظر الأردنيون تصريحاتها هذه الأيام.

أما وزير الصحة اللبناني حمد حسن فتعرض لانتقادات كثيرة بعد تصريحاته بعدم ضرب الفيروس لبلاده.

ووجّه الشعب اللبناني وابلاً من الانتقادات بعدما أعلن الوزير عن عدم وجود نية بتعليق الرحلات الجوية بين لبنان وإيران التي صدرت الإصابات للعديد من الدول حول العالم.

وبعد أن أعلن وزير الصحة اللبناني في بداية مارس أن «كورونا لا يزال في مرحلة الانتشار المحدود، وأن هناك حالتين حرجتين بين المصابين».

ليظهر بعدها بأيام ويدلي بتصريحات متناقضة قائلاً: «خرجنا من مرحلة احتواء الفيروس، ونحن حالياً في مرحلة انتشار الفيروس، ولدينا 4 حالات مجهولة المصدر ونعمل على تتبعها».

أما في الإمارات فأصبحت الدكتورة فريدة الحوسني المتحدث الرسمي عن القطاع الصحي في دولة الإمارات وجهاً مألوفاً على التلفزيون وعلى مواقع التواصل الاجتماعي، حيث إنها المسؤولة عن التصريحات الرسمية بأي مستجدات بشأن الفيروس على أرض دولة الإمارات.

وأثبتت الدكتورة فريدة الحوسني أنها رمز لنجاح وتمكين المرأة الإماراتية.

ولا يزال فيروس كورونا يواصل انتشاره حول العالم، حيث تجاوز عدد الإصابات حاجز نصف مليون إصابة حول العالم، وبلغ عدد الوفيات 23 ألفاً.

ويتفانى وزراء الصحة حول العالم لاحتواء فيروس كورونا وتأمين الاحتياجات الطبية اللازمة، والعمل على إيجاد دواء أو لقاح.