الخميس - 28 مارس 2024
الخميس - 28 مارس 2024

ما هي نظرية المؤامرة ؟.. ومن اخترع هذا المصطلح؟

ما هي نظرية المؤامرة ؟.. ومن اخترع هذا المصطلح؟

أعادت أزمة كورونا مصطلح نظرية المؤامرة إلى الواجهة

أعاد الفيروس التاجي المستجد «كوفيد-19» أو كورونا، مصطلح نظرية المؤامرة إلى الواجهة مرة أخرى، فبعد أن ضرب الفيروس بلدان العالم نمت فكرة تشير إلى أنه سلاح بيولوجي مصنع وليس طبيعياً على الرغم من أن الدراسات نسفت هذا الاحتمال بكل تفاصيله.

وبداية اتهم سياسيون في الولايات المتحدة الصين بصناعة الفيروس التاجي وهندسته بيولوجياً داخل مختبر صيني، فرد الصينيون للمدافعة عن أنفسهم، ووجهوا اتهامات للولايات المتحدة بأنها هي من قامت بالهندسة الحيوية للفيروس، وأن جندياً من البنتاغون هو من قام بنشره في ووهان.

بعيداً عن قصة كورونا، فلماذا يطلق على هذا النهج من التفكير التشكيكي بالأحداث بنظرية المؤامرة؟ وكيف بدأ المصطلح؟



ما هي نظرية المؤامرة؟



نظرية المؤامرة مصطلح يشير إلى شرح حدث معين أو موقف ما استناداً إلى مؤامرة ما، عندما لا يوجد سبب واضح يبررها أمام الناس، وعندما تكون حادثة غير مسبوقة، وبشكل عام يكون مضمون هذه المؤامرات إما أفعالاً غير قانونية، أو مؤذية تقوم بها حكومات الدول لأغراض سياسية أو اقتصادية.

وبحسب العالم السياسي مايكل باركون، فإن نظريات المؤامرة تعتمد على قاعدة معينة، وهي أن الكون محكوم بتصميم ما، ولنظرية المؤامرة ثلاثة مبادئ، وهي لا شيء يحدث بالصدفة، ولا شيء يكون كما يبدو عليه، وكل شيء مرتبط ببعضه.

ويمكن تفسير نظريات المؤامرة حول كورونا من هذا المنطلق، فالناس لم تواجه من قبل فيروساً يغلق العالم، ولا تتصور تطور فيروس من فراغ، ومع كثرة الأفلام التي تروج لاختراع أسلحة بيولوجية، كان من السهل ترويج نظريات مؤامرة بشأنها.

ويزداد إيمان الناس بنظرية المؤامرة عندما يزداد فقدانهم الإيمان بوسائل الإعلام التقليدية والرسمية، وبالتالي يصبح الناس مضطرين لاختراع تبريراتهم بأنفسهم، لأنه لا شيء يقوله الإعلام صحيح حسب اعتقادهم، وأنه لا شيء يحدث بالصدفة.

متى ظهر هذا المصطلح؟



ورد مصطلح نظرية المؤامرة لأول مرة بشكل صريح عام 1909 في أحد مقالات صحيفة «أميركان هيستوري ريفيو»، وتم اعتماد المصطلح مع الزمن في عدة معاجم وقواميس.

والمؤامرة بشكل عام مبنية على طرفين رئيسيين، هما المتآمر والمتآمر عليه، كالمؤامرات بين حكومة دولة على حكومة دولة أخرى، أو المؤامرات بين الحكومة والشعب كإخفاء الحقائق وتزييفها وصياغة الأكاذيب بشكل منظم.

أغرب نظرية مؤامرة عن نظرية المؤامرة



نشر موقع the conversation مؤخراً تقريراً عن علاقة وكالة المخابرات المركزية الأمريكية CIA بمصطلح نظرية المؤامرة، يمكن وصفه بأغرب نظرية مؤامرة عن نظرية المؤامرة.

وأشار التقرير إلى أن مصطلح نظرية المؤامرة بدأ قبل بضعة عقود، واليوم يأخذ هذا المصطلح دلالات فيها تقليل من رأي الآخرين والاستخفاف بهم، فمن يؤمن بنظرية المؤامرة يبدو كأنه غير سوي نفسياً.

وأوضح الموقع أن أول ترويج حقيقي لمصطلح نظرية المؤامرة كان من قبل وكالة المخابرات المركزية الأمريكية CIA عندما اخترعت هذا المصطلح في عام 1967 لإقصاء المشككين في اغتيال الرئيس الأمريكي الأسبق جون كيندي، وأن الذي نفذ عملية قتله لم يفعل ذلك من تلقاء نفسه، بل بتحريض من جهات أكبر داخل البلاد.

وبعد ذلك أصبح الرئيس الأمريكي جون كينيدي رمزاً لنظرية المؤامرة بسبب كثر التكهنات حول وفاته، فالبعض يعتقد أن مافيا السلاح هي من كانت وراء اغتياله، وكذلك هناك روايات أخرى تشير إلى وقوف دول معادية خلف الاغتيال.

كتب نظرية المؤامرة



يجد القارئ عدة كتب تعطي تبريرات غير متوقعة لأحداث واجهها الناس، ولعل وجود أكثر من ألف كتاب حول اغتيال كينيدي، 90% منها تبنى نظرية وجود مؤامرة وراء اغتياله، يوضح أن لنظرية المؤامرة سوقاً رائجة.

ومع نهوض شبكات التواصل الاجتماعي مثل فيسبوك وتويتر، تم تأليف مئات الكتب التي تحاول إظهار وجود علاقة مباشرة بين هذه الشركات والمخابرات الأمريكية، وكل هذه الكتب لم تأتِ بوثيقة واحدة تؤكد ذلك.

كيف أثرت نظرية المؤامرة بشكل سلبي على أزمة كورونا؟



عندما يتم تداول أخبار عن نظريات المؤامرة، فإن أحد أهم الآثار السلبية لذلك فقدان الثقة في المؤسسات الحكومية والطبية، وهذا ما شاهدناه في عدد من بلدان العالم، وعندما يتخلف الجمهور عن اتباع النصائح ينعكس ضرر كبير على المجتمع بسبب ذلك.

لذلك حين نصح مركز السيطرة على الأمراض بالحفاظ على التباعد الاجتماعي، وتجنب المناسبات العامة، وعدم الذهاب للمطاعم، لم يُعِر الشعب الأمريكي للنصيحة أي أهمية بسبب فقدان الثقة.

كما أن أحد الآثار الجانبية لنظريات المؤامرة أنها تشتت الانتباه، لذلك يبدأ الناس في التصرف بطرق تعرضهم وتعرض الآخرين للخطر، ويعتقد 29% من الأمريكيين أن الفيروس تم إنشاؤه في مختبر صيني وفقاً لبيانات أبحاث مركز بيو.

وبحسب دراسة فإن 88% من الفرنسيين يتفاعلون مع الأخبار التي تدل على نظريات المؤامرة، وأن «كورونا» فيروس مصنع، إذ حقق بعض مقاطع الفيديو الفرنسية ملايين المشاهدات التي تتحدث عن اختراع المرض في إحدى المدن هناك، وأن العلاج جاهز، وسوف يتم بيعه قريباً.

أبرز نظريات المؤامرة عبر التاريخ



شهد العالم العديد من نظريات المؤامرة غير المؤكدة، شملت معظمها نطاقات المخططات الحكومية السرية ومؤامرات القتل المدبرة وإخفاء أسرار تقنية معينة والعديد من المخططات الأخرى على مر التاريخ.

وأبرز هذه النظريات هي:

نظام عالمي جديد



تقول هذه النظرية بوجود مجموعة من النخب العالمية التي تتحكم وتتلاعب بالحكومات والصناعة والمنظمات الإعلامية في جميع أنحاء العالم، وتهدف للهيمنة على الدول بواسطة أداة النظام المصرفي المركزي، حيث قاموا بتمويل معظم الحروب الكبرى التي حدثت خلال القرنين الماضيين حسب زعمهم.

ويعتقد المؤمنون بهذه النظرية أن هذا المجلس السري ساهم بصعود الشيوعية والنازية في أوروبا، ويخططون للحروب، لأنها تساعدهم على فرض سيطرتهم السياسية والاقتصادية.

وبعض أصحاب الخيال الواسع من المؤمنين بهذه النظرية يقولون: «مركزهم الرئيسي في الغرب يقع تحت مطار دنفر الدولي، حيث بنوا مدينة ضخمة مخفية تحت الأرض».

أحداث 11 سبتمبر



رغم وضوح خيوطها الإرهابية، وتورط تنظيم القاعدة الإرهابي فيها، إلا أن عدد الضحايا والفيديو المؤثر لانهيار برجي التجارة في نيويورك، تفوقا على أي تفسير سهل مباشر.

وتشير نظرية المؤامرة إلى أنه تم السماح بحدوثها من قبل مسؤولي الإدارة الأمريكية لتبرير الحرب على أفغانستان، وتشير نظرية أخرى أنها عملية منسقة من قبل عناصر لا صلة لها بالقاعدة، بل أفراد في الحكومة الأمريكية، وتم الاستشهاد بأحد مشاهد الأفلام الأمريكية السابقة كدليل على النظرية، لتعود السينما كأحد المتهمين بتغذية خيال أصحاب نظرية المؤامرة.

المنطقة 51



ربما تكون أكثر نظريات المؤامرة انتشاراً بين المراهقين في أمريكا تحديداً، والتي تقول إن القاعدة العسكرية الموجودة في ولاية نيفادا الأمريكية ذات السرية العالية والمحظورة على الناس دخولها ليست حقيقية، بل هي مكان لعقد اجتماع مع كائنات فضائية، أو أنها مكان لتخزين الأطباق الطائرة الفضائية التي تجدها السلطات الأمريكية.

المنطقة 51 عادت للإعلام قبل فترة عندما حشد مراهقون أمريكان في إحدى مجموعات فيسبوك لغزوها سيراً على الأقدام، لكن الحدث لم يتحول لواقع، مع وجود تحذيرات من أن القاعدة العسكرية لن تسمح بحدوث ذلك، ولو لم يكن فيها فضائيون.