الجمعة - 26 أبريل 2024
الجمعة - 26 أبريل 2024

تونس.. دفن موتى «كورونا» يثير غضباً وجدلاً حول استغلال الإسلاميين للأزمة

تونس.. دفن موتى «كورونا» يثير غضباً وجدلاً حول استغلال الإسلاميين للأزمة

سيدة تونسية تسير بجوار جنود تابعين للجيش في نقطة أمنية. (أ ف ب)

فتحت السلطات التونسية تحقيقاً مع مجموعة من المواطنين بعد احتجاجهم على دفن امرأة «76 عاما» توفيت بفيروس كورونا المستجد في مقبرة والي الجديدة بقرية جرزونة بضواحي بنزرت بعد تكرار وقائع مماثلة عند دفن موتى الفيروس.

وسجلت تونس حتى مساء الجمعة 18 وفاة بالفيروس، بينما ثار جدل كبير في البلاد حول طريقة دفن وفيات الفيروس، حيث أصدر مفتي الديار التونسية الشيخ عثمان بطيخ بياناً أكد فيه على «أن الظروف التي تتم فيها عملية الدفن استثنائية، للوقاية من انتشار العدوى، عملاً بقوله تعالى: «ولا تلقوا بأيديكم إلى التهلكة».

وأضاف: «طالما هناك خطر من انتقال العدوى، فإنه يزول الحرج، ويجب عدم تغسيل الميت، ويمكن الاكتفاء بفرد واحد للقيام بصلاة الجنازة، ويتم اعتماد طريقة خاصة في تكفينه، وذلك بتعقيم المتوفى، وتعقيم التابوت الذي سيوضع فيه، ويدفن في مكان خاص في مقابر المسلمين، ويمكن أن يحضر الجنازة فرد أو فردان من أفراد العائلة مع اتخاذ مسافة الأمان».

بيان المفتي، اعتبره مجموعة من أساتذة جامعة الزيتونة غير كاف، فأصدروا بيانا سموه بـ«البيان الشرعي» بينوا فيه طريقة غسل وتكفين وقبر المتوفى، وهو ما أثار ردود فعل كبيرة في الأوساط الثقافية والأكاديمية.

وبادر المرصد الوطني للدفاع عن مدنية الدولة «مبادرة مواطنية تضم أكاديميين ومثقفين وناشطين مستقلين لمناهضة الإسلام السياسي» بإصدار بيان وقعته نائبة رئيس المركز الأستاذة المتخصصة في الحضارة العربية زهية جويرو أدانت فيه تدخل أساتذة جامعة الزيتونة الذين يحاولون القيام بدور الإفتاء في حين أن النظام الجمهوري خص مفتي الديار التونسية بهذا الدور.

واعتبر المركز أن بيان أساتذة الزيتونة يندرج ضمن محاولات الإسلاميين للسطو على مؤسسات الدولة.

ونوه المرصد الوطني للدفاع عن مدنية الدولة، إلى أن الإسلاميين يحاولون استثمار الوضع الصعب الذي تمر به البلاد لتحقيق مكاسب سياسية والالتفاف على مؤسسات الدولة المدنية.

ويمثل هذا الجدل المتواصل الذي تعيشه تونس منذ سقوط النظام السابق قبل تسع سنوات صورة من المعركة بين القوى الحداثية وتيارات الإسلام السياسي من مشتقات التنظيم العالمي للإخوان المسلمين المهيمن على السلطة السياسية في البلاد من خلال حركة النهضة.

وقال المتخصص في تاريخ الحركات الإسلامية أنس الشابي لـ«الرؤية» إن الذين يتحدثون باسم جامعة الزيتونة ليسوا إلا أذرعاً للإسلام السياسي ولا صلة لهم بالعلوم الشرعية في مقاصدها الكبرى وهي الأنسان.

وأضاف: «الأصل هو الاستماع إلى الأطباء، والحفاظ على الأحياء، وعدم الإنصات لغير المتخصصين».

لمتابعة خارطة تفشي كورونا حول العالم اضغط هنا