الجمعة - 19 أبريل 2024
الجمعة - 19 أبريل 2024

حملة للمطالبة بإقالة مدير منظمة الصحة تقترب من جمع مليون توقيع

حملة للمطالبة بإقالة مدير منظمة الصحة تقترب من جمع مليون توقيع

مدير منظمة الصحة تيدروس أدهانوم غيبريسوس.(أرشيفية)

حققت حملة للمطالبة بإقالة مدير منظمة الصحة العالمية زخماً كبيراً خلال الأيام الماضية مع تنامي الاتهامات الموجهة للمنظمة التابعة للأمم المتحدة بالإخفاق في التعامل مع وباء كورونا المستجد.

وتطالب الحملة الإلكترونية التي جمعت حتى الآن 748 ألفاً بإقالة مدير المنظمة تيدروس أدهانوم غيبريسوس الذي تنتهي ولايته فعليا في مايو 2022.

وأعلن الرئيس الأمريكي الثلاثاء أنه يعتزم وقف تمويل بلاده في المنظمة متهماً إياها بالتركيز أكثر من اللازم مع الصين، وإصدار نصائح سيئة خلال أزمة فيروس كورونا.


وقال ترامب في تدوينة على تويتر: »أفسدت منظمة الصحة العالمية الأمر بالفعل، لسبب ما ركزت بشكل كبير على الصين، رغم أنها ممولة بشكل كبير من الولايات المتحدة، سنولي هذا الأمر نظرة فاحصة، لحسن الحظ فإنني رفضت نصيحتهم في وقت مبكر بإبقاء حدودنا مفتوحة أمام الصين، لماذا قدموا لنا توصية خاطئة كهذه؟».


والولايات المتحدة أكبر مانح في المنظمة التي تتخذ من جنيف مقراً، ويقول ترامب إنها قدمت نصائح سيئة أثناء أزمة تفشي كورونا.

وتجاوزت مساهمة الولايات المتحدة في منظمة الصحة العالمية 400 مليون دولار في 2019، بينما ساهمت الصين بمبلغ 44 مليون دولار.

لكن المنظمة نفت اليوم الأربعاء، اتهامها «بالتركيز على الصين»، معتبرة أن المرحلة الحرجة من الوباء ليست الوقت الملائم لوقف التمويل الذي هدد به الرئيس الأمريكي.

وقال الدكتور هانز كلوج المدير الإقليمي لمنظمة الصحة العالمية في أوروبا في إفادة عبر الإنترنت رداً على سؤال بشأن تصريحات ترامب: «لا نزال في المرحلة الحرجة للوباء، لذلك الوقت ليس ملائماً الآن لوقف التمويل».

ووقع أكثر من 748 ألف شخص على مستوى العالم، عريضة تطالب باستقالة غيبريسوس بسبب ما قالوا إنه «فشل» في التعامل مع أزمة فيروس كورونا المستجد.

الدعوة أطلقها ناشط يدعى أوسوكا ييب، ويعرف نفسه على «تويتر» بأنه مجرد رجل يتكلم، على موقع «Change.org»، في يوم 31 يناير الماضي، لكنها نشطت خلال الأيام الأخيرة، وتحديداً يوم الاثنين.

وتنص العريضة التي طرحها الموقع بعدة لغات، على أنه في 23 يناير 2020، رفض المدير العام لمنظمة الصحة العالمية إعلان تفشي فيروس كورونا في الصين كحالة طوارئ صحية عالمية.

وتضيف: أن فيروس كورونا لا يمكن علاجه في الوقت الحالي، وأن المدير العام للمنظمة قلّل من شأن تفشي الفيروس، ولذلك نؤمن بقوة أن غيبريسوس لا يصلح لدوره كمدير عام لمنظمة الصحة العالمية، ولهذا نطالبه بالاستقالة الفورية من منصبه.

ونوهت الوثيقة بأنه لا ينبغي استبعاد تايوان من منظمة الصحة العالمية لأي أسباب سياسية، لأن لديها تقنيات أكثر تطوراً بكثير من بعض البلدان في قائمة منظمة الصحة العالمية للدول المختارة.

وحث الموقع زواره على التوقيع على هذه العريضة، لكي يكسب العالم ثقة الأمم المتحدة ومنظمة الصحة العالمية مرة أخرى، حسب تعبيره.

ولم تعلن منظمة الصحة العالمية حالة الطوارئ العالمية إلا بعد مرور أكثر من شهر على ظهور الفيروس في 30 يناير الماضي، ولم تعتبره وباءً عالمياً إلا في 10 مارس الماضي.

وهاجم مدير المركز المصري للحق في الدواء محمود فؤاد، منظمة الصحة العالمية، وقال في تصريحات لـ«الرؤية»، إن المنظمة اعتمدت خطاباً يقلل بالفعل من خطر «كورونا»، مشيراً إلى أن المنظمة قد تكون لديها حسابات في التعامل مع الدول الكبرى.

وأضاف أن المدير العام للمنظمة لم يكن حاسماً في التعاطي مع الأزمة التي باتت تهدد البشرية دون استثناء، لافتاً إلى أن حملة التوقيعات الدولية التي تطالب غيبريسوس بالاستقالة نشطت في الأيام الأخيرة، واقتربت من الوصول لمليون توقيع.

وأشار إلى أن المنظمة فقدت القدرة على السيطرة في ظل تنامي خطر الفيروس، مدللاً على ذلك بكلام الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، بأن المنظمة لم تحذر العالم بشكل صريح منذ البداية، وأن الخسائر لم تكن لتتفاقم لو أنها فعلت.

في المقابل، يرى منسق لجنة الدفاع عن الحق في الصحة الدكتور محمد حسن خليل، أن أصل الحملة على منظمة الصحة العالمية يعود لاعتمادها الأرقام والبيانات الحكومية الصادرة عن الصين، وعدم اعتمادها معلومات تايوان عن الوباء في وقت مبكر.

وقال لـ«الرؤية»، إن المنظمة ليس عليها أي ذنب، لأنها في الأساس تابعة للأمم المتحدة، وهي تحالف حكومات، وتعاملها يجب أن يكون مع الحكومات سواء في استقاء المعلومات أو التعاون لمواجهة الوباء، لافتاً إلى أن الشعب الأمريكي هو المتضرر الأكبر حتى الآن من الوباء، وهو ضحية تهاون ترامب في التعامل مع الخطر منذ البداية، ووصفه كورونا بالفيروس الصيني.

وأضاف أن المنظمة العالمية تحاول حتى الآن في ظل القيود السياسية المفروضة عليها، تحسين إمكانات الحكومات في مواجهة كورونا، سواء بالمعونات الفنية أو المالية، وهي لا تستطيع التعامل مع الشعوب، حتى لا يكون هناك فوضى في العالم، مؤكداً أن الولايات المتحدة من أسوأ الدول على الإطلاق في التعامل مع كورونا، ولكنها من النوع الذي يحاول تصدير الانتقادات للآخرين لإبعاد النظر عن التقصير لديه.