السبت - 20 أبريل 2024
السبت - 20 أبريل 2024

حمد.. طبيب فلسطيني أجبِر على الغربة لتنتهي حياته في مواجهة «كورونا» بإسبانيا

حمد.. طبيب فلسطيني أجبِر على الغربة لتنتهي حياته في مواجهة «كورونا» بإسبانيا

الدكتور هشام حمد خلال زيارة لغزة.

اختار الطبيب الفلسطيني هشام حمد قبل قرابة 4 عقود الغربة مجبراً بعد أن رفض الاحتلال منحه رخصة للعمل في تخصص الطب، إثر تخرجه من جامعة مدريد بإسبانيا في ثمانينات القرن الماضي ليبقى هناك طبيباً محبوباً إلى أن توفي بفيروس كورونا وهو يقاتل في الصفوف الأمامية عن عمر ناهر 61 عاما

رحلة طويلة امتدت لنصف قرن من الزمن في إسبانيا منذ أن ترك حمد الشاب المتفوق مسقط رأسه في بلدة بيت حانون شمالي قطاع غزة عام 1971 ليلتحق بكلية الطب في جامعة مدريد ويتخرج منها في تخصص الأمراض الجلدية والمسالك البولية.

وبحسب شقيقه الدكتور حسام، عاد حمد إلى القطاع عام 1980 بعد أن أتم دراسة الطب من أجل خدمة بلده في قطاع غزة، لكن حاكم غزة الإسرائيلي رفض طلبه، وأبلغه أن عليه العمل في الزراعة أو أي مهنة أخرى غير الطب، وهو ما رفضه الشاب الطموح وعاد إلى إسبانيا ليتم رسالته في التخصص الذي عشقه هناك دون أن ينسى فلسطين للحظة واحدة.

وقال حسام حمد لـ«الرؤية»: «تزوج شقيقي من شابة إسبانية تسمى انخليس وأنجب منها 4 أبناء هم: ياسر وتيسر وياسمين وسهيلة جميعهم تعلموا والتحقوا بكليات الهندسة المختلفة».

وأكد أن شقيقه شكل علاقات اجتماعية كبيرة في إسبانيا على مستوى الجالية الفلسطينية والحكومة الإسبانية وبلدية مدريد وسخرّها لخدمة أبناء شعبه والجالية هناك.

وخلال الغربة قام حمد بزيارة غزة عدة مرات كان آخرها في أكتوبر من العام الماضي وعاد إلى إسبانيا قبل أن يجتاح هذا الوباء العالم، والذي بدأت بوادره بعد ذلك بشهرين.

لم تخل حياة الطبيب الفلسطيني من المعاناة مع الاحتلال حتى وإن كان في الغربة، حيث قتل جيش الاحتلال اثنين من أشقاء حمد وهدم منزل عائلته خلال اجتياح بلدتهم عام 2007.

ويروي الطبيب حسام أن شقيقه حمد كان على تواصل دائم معهم ويعرف كل أخبارهم، ولعب دوراً مهماً خلال الحرب الأخيرة التي تعرضت لها غزة عام 2014، حيث قام بجمع 3 شاحنات محملة بالأدوية وأودعها في مدريد لإيصالها لغزة.

وأكد أن شقيقه أنه تقاعد قبل نحو عام ولكنه عاد للعمل مع بداية انتشار فيروس كورونا ليشارك في علاج المواطنين هناك، مقدماً روحه على كفه وهو في قلب المعركة حتى أصيب بالفيروس وتوفي به بعد مسيرة مليئة بالعطاء يوم الجمعة الماضي.

وكانت زوجته قد أصيبت بالفيروس ولكنها شفيت منه بعد آخر تحليل أجري لها، وشاركت هي اثنان من أبنائه فقط في جنازته.