الخميس - 18 أبريل 2024
الخميس - 18 أبريل 2024

احتفال استثنائي بعيد الفطر.. حظر تجول وتباعد اجتماعي وسط مخاوف كورونا

يحتفل المسلمون في أنحاء العالم اليوم الأحد بعيد الفطر في ظلّ فرض الكثير من البلدان قيوداً صارمة لتجنّب ارتفاع عدد الإصابات بفيروس كورونا المستجدّ، في وقت تواصل أوروبا من جهتها عودتها الحذرة إلى الوضع الطبيعي.

لكن هؤلاء الملايين يخضعون لقواعد صارمة بالبقاء في النازل خشية تفشي فيروس كورونا المستجد.



وأعلنت إندونيسيا، أكبر دولة مسلمة في العالم من حيث عدد السكان والتي يقطنها أكثر من 240 مليون نسمة، عن حوالي 22 ألف إصابة بالفيروس و1350 حالة وفاة، لتصبح صاحبة الحصيلة الأكبر في جنوب شرق آسيا.

أدى ذلك لإلغاء صلاة العيد في المساجد والحقول المفتوحة، واختفاء الزيارات العائلية وتوزيع الهدايا على الأطفال.

وقال أنديكا رباني، طالب جامعي في جاكرتا، «تفشي المرض لم يقتل روح العيد فقط، بل جعل التقليد مختلفاً تماماً».

ففي هذا العام، مثل الإندونيسيين الآخرين، لم يستطيع رباني تحية أبناء عمومته وأصدقائه إلا عبر مكالمات الفيديو.

وفي مقاطعة آتشيه المحافظة للغاية، وهي الوحيدة في إندونيسيا التي تطبق الشريعة الإسلامية، لا يزال من الممكن أداء صلاة العيد في المساجد والحقول، لكن بدون مصافحة وبخطبة قصيرة.

وقال مختار يوسف، أحد سكان مدينة لوكسيوماوي في آتشيه: «إنه أمر محزن للغاية... كنا نحتفل طوال الأسبوع، لكن هذا لم يتحقق هذه المرة».

وسجلت المقاطعة حالات إصابة بالفيروس في الأسابيع الماضية، ولم تشهد سوى وفاة واحدة و19 إصابة مؤكدة.

خلافاً لأتشيه، ظلت المساجد والحقول في جاكرتا التي عادة ما تكون مكتظة بالمصلين في العيد، فارغة بعد أن مددت السلطات القيود حتى 4 يونيو، وعلقت التجمعات وحظرت مغادرة السيارات الخاصة للعاصمة.

أصبحت جاكرتا بؤرة انتشار للفيروس في إندونيسيا، حيث يوجد بها 6515 إصابة و501 حالة وفاة حتى أمس السبت.

وفرضت بعض الدول، كتركيا والعراق والأردن، حظر تجوال على مدار الساعة.



لكن حتى عندما تم رفع العديد من القيود، ستقل وتيرة الاحتفالات بسبب مخاوف الوباء وتداعياته الاقتصادية.

وتخضع المملكة العربية السعودية لحظر كامل، مع السماح للسكان فقط بمغادرة منازلهم لشراء الطعام والأدوية.

وإيران التي تواجه أعنف تفشٍ للفيروس في الشرق الأوسط، سمحت بأداء صلاة العيد ببعض المساجد، لكنها ألغت صلاة العيد في طهران.

وسجلت إيران أكثر من 130 ألف إصابة بالفيروس، من بينهم أكثر من 7 آلاف حالة وفاة.

وفي ماليزيا اخفتت احتفالات العيد أيضاً في ماليزيا، وأعيد فتح معظم الشركات بعد أسابيع من الإغلاق بسبب الفيروس، لكن التجمعات لا تزال محظورة ولا يُسمح للمسلمين الملايو بالعودة إلى قراهم.

وقامت الشرطة بمنع مرور أكثر من 5 آلاف سيارة كان أصحابها يحاولون العودة إلى مسقط رأسهم في الأيام القليلة الماضية، وحذرت من عقوبات صارمة ضد أولئك الذين تسللوا.

كما ألغى الوباء تقليد «البيت المفتوح»، حيث يدعو المسلمون أفراد العائلة والأصدقاء إلى ولائم.

وعادة ما يستضيف رئيس الوزراء والمسؤولون الحكوميون فعاليات في تقليد البيت المفتوح، والذي يجذب آلاف الأشخاص.

وهذا العام، سمحت الحكومة للعائلات التي تعيش في الجوار بزيارة بعضهم البعض يوم الأحد فقط، ولكن يجب ألا يتجاوز التجمع 20 شخصاً في نفس المنزل.

كما أعيد فتح المساجد، لكنها تقتصر على التجمعات الصغيرة التي يصل عدد أفرادها إلى 30.

وأعرب روهيزام زين الدين، من سكان كوالالمبور، عن سعادته بأن تمكن من الاحتفال بعيد الفطر مع والديه المسنين اللذين يعيشان بالقرب منه، لكن شقيقته تقطن ولاية أخرى ولم تستطع العودة إلى المنزل.

ويقول «نشعر بالحزن والإحباط لأن الاحتفال هذا العام ليس كما هو في الأعوام السابقة. لكن لا فائدة من الغضب. علينا فقط قبول ذلك، الحياة ستستمر».

وسجلت ماليزيا 7185 إصابة بالفيروس، و115 حالة وفاة، لكن المسؤولين يخشون أن تتسبب احتفالات العيد في موجة جديدة إذا تجاهل السكان قواعد التباعد الاجتماعي، والتدابير الصحية.

وللمرة الأولى، تحتفل باكستان بالعيد في جميع أنحاء البلاد في نفس اليوم، منهية جدلاً سنوياً حول رؤية القمر، مع اختلاف اللجان المتنافسة حول تاريخ بدء العطلة.



تطبق باكستان تدابير إغلاق للسيطرة على انتشار فيروس كورونا منذ منتصف مارس، لكن رئيس الوزراء عمران خان رفض إغلاق المساجد خلال شهر رمضان، على الرغم من مناشدات الأطباء وارتفاع عدد حالات الإصابة بكوفيد-19.

ويوجد في باكستان أكثر من 52 ألف حالة إصابة وأكثر من 1100 حالة وفاة

وفي أفغانستان المجاورة، أعلنت الحكومة وحركة طالبان عن وقف لإطلاق النار لمدة 3 أيام.



لا تزال القيود المتعلقة بالفيروس قائمة أيضاً في دول البلقان ذات الأغلبية المسلمة؛ ألبانيا والبوسنة والهرسك وكوسوفو.



وفي العاصمة البوسنية، سراييفو، أعادت السلطات فتح المساجد في 6 مايو، بعد 7 أسابيع من الإغلاق.

لكنها فرضت على المصلين ارتداء الأقنعة والالتزام بالتباعد الاجتماعي، كما حثت كبار السن على الصلاة في المنازل.

وفي فرنسا، خامس دولة في العالم من حيث عدد الوفيات (28,289)، يحلّ عيد الفطر في وقت سمحت الحكومة السبت باستئناف الشعائر الدينية، لكن السلطات الدينية المسلمة في البلاد دعت إلى توخي الحذر وطلبت من المؤمنين عدم التوجه إلى المساجد للصلاة صباح الأحد.