الخميس - 25 أبريل 2024
الخميس - 25 أبريل 2024

سياسيون حول العالم أثاروا غضب شعوبهم بانتهاك تدابير الإغلاق

سياسيون حول العالم أثاروا غضب شعوبهم بانتهاك تدابير الإغلاق

كامينجز.. نموذج صارخ لانتهاك السياسيين قواعد الحظر. (أ ف ب)

مع تفشي فيروس كورونا حول العالم، حاملاً معه الموت والخوف، تعرضت التدابير الصارمة للسيطرة على الجائحة، والتي تفرض تضحيات جسيمة على عامة الشعب للانتهاك في الغالب من جانب المسؤولين الذين يفترض أن يسهروا لضمان تنفيذها.

والمسؤول، النموذج لذلك، و الذي يتصدر عناوين الصحف حالياً هو دومينيك كامينجز، المستشار البارز لرئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون، والذي انتهك قواعد الإغلاق العام وقاد سيارته لمئات الكيلومترات من لندن، بينما كان يُشتبه في أنه وزوجته مصابان بفيروس كورونا.

وقد أدى رفضه الاستقالة أو الاعتذار، وإحجام جونسون عن عزله إلى زيادة حدة الغضب العام في بريطانيا، حيث إنه رغم الانتقادات التي وُجهت له، برَّر ما قام به، وقال صراحة «لم ولن أتقدم بالاستقالة، ولم أفكر في ذلك».

ووصف ديفي سريدهار أستاذ الصحة العامة العالمية في كلية الطب بجامعة إدنبره، ما يحدث بأنه «يقوض بشكل خطير الرسالة الرئيسية للصحة العامة وهي البقاء في المنزل لإنقاذ الأرواح».

وكتب سريدهار، على موقع التواصل الاجتماعي «تويتر»، في وقت تدعم فيه الحكومة بالكامل، تقريباً، كامينجز: «من يقول إن انتهاك الإغلاق يبيحه أن يكون الشخص أباً جيداً، فهو عبقري في الالتفاف (على الحقائق)... والأجدر فقط بهذه الحكومة أن تكون أقل التفافاً وأكثر تركيزاً على القيام بالعمل الشاق المتعلق بتنفيذ تدابير الصحة العامة فعلياً».

وحذَّر ستيفن ريتشر، من المجموعة الاستشارية للحكومة البريطانية الخاصة بالعلوم السلوكية، في تصريح تلفزيوني، من أنه «إذا ما أعطيت الانطباع بأن هناك قاعدة لهم وقاعدة لنا، فإنك تقوِّض بشكل قاتل شعور (نحن في هذا الأمر معاً)».

ولم تكن تصرفات بعض القادة والوزراء في مختلف أنحاء العالم، تصرفات يُقتدى بها، خاصة عندما ينظر إليها أفراد عاجزون عن رعاية أحبائهم، أو حتى حضور جنازاتهم، نتيجة الحفاظ على التباعد الاجتماعي.

فهناك من هم مثل الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، الذي يرفض ارتداء قناع الوجه في الأماكن العامة. ومثله في ذلك مثل الرئيس التركي رجب طيب أردوغان الذي يؤكد لمواطنيه على ضرورة ارتداء الكمامة كلما طل عليهم في خطاباته المتلفزة.

وقال نيال ديكسون، الرئيس التنفيذى لاتحاد الخدمات الصحية الوطنية، الذى يمثل منظمات قطاع الرعاية في بريطانيا، لهيئة الإذاعة البريطانية «بي بي سي» إن الجدل الذي أثاره كامينجز «يمكن أن يضر بموظفي القطاع وثقة الجمهور في التوجيهات الرسمية». إلا أن كامينجز ليس الوحيد في ذلك.

فقد انتقدت أحزاب المعارضة المستشار النمساوي زباستيان كورتس، بعد أن وضع نهاية لمرحلة الإغلاق التي فرضتها حكومته بزيارة واد بعيد في منطقة تيرول، حيث احتشد السكان المحليون والصحفيون وتجاهلوا قاعدة الحفاظ على التباعد الاجتماعي لمسافة متر.

ودافع كورتس عن نفسه بإلقاء اللوم على وسائل الإعلام.

كما ركزت وسائل الإعلام النمساوية على الرئيس ألكسندر فان دير بيلين، بعد رصده وهو يتناول الطعام مع زوجته في مطعم إيطالي، بعد وقت إغلاقه المقرر ضمن تدابير التصدي للجائحة.

واعتذر الرئيس عن ذلك عبر موقع «تويتر»، وكتب: «إنني آسف بشدة على ذلك. لقد كان خطأ»، ووعد بدفع الغرامة التي تصل إلى 30 ألف يورو (ما يعادل 33 ألف دولار) التي قد يضطر المطعم لدفعها.

كما ثارت ضجة في بولندا عندما ظهر رئيس الوزراء ماتيوس مورافيكي وكبار المسؤولين، غير مراعين للتباعد الاجتماعي أثناء وضع أكاليل من الزهور على نصب تذكارية في ذكرى تحطم طائرة قرب مدينة سمولينسك عام 2010.

كما أثار مورافيكي السخرية لعدم التزامه بلوائح التباعد في مقهى، بعد بدء الفتح التدريجي للمطاعم. وقال المتحدث باسمه في اعتذار، إن معاوني رئيس الوزراء لم يبلغوه بالمعلومات الدقيقة حول اللوائح المعمول بها بالفعل في هذه المرحلة.

وكتب السياسي روبرت بيدرون على موقع «تويتر»: «رئيس الوزراء السعيد مورافيكي يتصرف في مطعم وكأن القواعد التي أعلنتها حكومته لا تنطبق عليه، وذلك في الوقت الذي تفرض فيه الشرطة في الشوارع الغرامات على المواطنين العاديين».

وتعرض وزير الصحة النيوزيلندي ديفيد كلارك إلى تقليص مهامه، بعدما قاد عائلته في رحلة ذهاب وعودة لمسافة 40 كم، إلى الشاطئ أثناء الإغلاق في أبريل الماضي.

واضطُر رئيس الوزراء الآيرلندي ليو فارادكار، الذي عمل كطبيب لـ 7 سنوات، إلى الدفاع عن نفسه بعدما خرج في نزهة مع أصدقاء له في دبلن، وقال متحدث باسمه، إن رئيس الوزراء لم ينتهك اللوائح.

وأظهرت صور على وسائل التواصل الاجتماعي فارادكار وشريكته واثنين من أصدقائهما وهم يسترخون تحت أشعة الشمس.

ونصحت ليز كانافان المسؤولة برئاسة الوزراء الآيرلندية بالقول: «إذا كنت تزور أحد المرافق العامة، حاول ألا تمكث في المكان لفترة طويلة جداً، وعليك بالعودة إلى المنزل فور الانتهاء من ممارسة رياضتك».

أما الرئيس الفلبيني رودريجو دوتيرتي، فلم يثر الجدل فقط لسفره جواً إلى مدينته دافاو بجنوب البلاد في وقت لا تُسمح فيه برحلات جوية من أو إلى مانيلا، ولكنه دعم أيضاً مسؤولاً أمنياً أقام حفل عيد ميلاد منتهكاً حظر التجمعات.

ورفض دوتيرتي مطالب إقالة ديبولد سيناس قائد قوة شرطة مانيلا الكبرى، لكنه حذر في الوقت نفسه الجمهور من مخالفة القواعد.

وقال دوتيرتي: «القاعدة هي القاعدة، وعندما تبدأ في العبث بالقانون، أؤكد لك أنك ستدخل السجن لانتهاكك القانون».

وكتبت صحيفة «مانيلا ستاندرد» في افتتاحية لها أن الوباء «كشف عن الفشل الذريع لدى بعض القادة في القيادة بصورة حقيقية، ما يمثل نتائج مدمرة بالنسبة لشعوبهم».

وأثار رئيس جنوب أفريقيا سيريل رامافوزا، جدلاً عندما توقف لالتقاط صورة ذاتية (سيلفي) أثناء قيامه بتمشية صباحية في جوهانسبرغ، وقت تعد فيه بلاده من بين دول العالم التي تفرض أكثر لوائح الإغلاق صرامة.

وأظهر مقطع فيديو رامافوزا يرتدي كمامة، وبدا وكأنه تراجع في البداية عندما فوجئ بسيدتَين تسرعان نحوه. ووافق لاحقاً على التقاط صورة معهما، قائلاً: «تعاليا، قبل أن يتم إلقاء القبض علينا».