الجمعة - 19 أبريل 2024
الجمعة - 19 أبريل 2024

مواجهات خلال تظاهرات في مدن أمريكية احتجاجاً على مقتل «فلويد»

سمحت سلطات مينيابوليس الأمريكية السبت بنشر ألف عنصر من الحرس الوطني لمؤازرة القوى الأمنية، وذلك بعد قيام تظاهرات احتجاجاً على مقتل أمريكي أسود أعزل خلال توقيفه في المدينة، تخلّلتها أعمال عنف وامتدت إلى مختلف أنحاء الولايات المتحدة.

ولم يخفف توجيه تهمة القتل غير العمد إلى الشرطي المشتبه به الجمعة الغضب العارم في البلاد، وقد سجّلت أعمال شغب خلال تظاهرات ضد عنصرية الشرطة امتدت من نيويورك إلى لوس أنجلوس في إحدى أسوأ ليالي الاضطرابات الأهلية في الولايات المتحدة منذ سنوات.

واشتبك متظاهرون خرقوا حظر التجول المفروض، مع الشرطة لليلة الرابعة على التوالي في مدينة مينيابوليس، حيث أشعلت حرائق وسجلت أعمال نهب وعمليات كر وفر بين المتظاهرين وعناصر الشرطة.

وقال قائد الحرس الوطني في ولاية مينيسوتا الميجور جنرال جون جنسن في مؤتمر صحفي السبت إن حاكم الولاية سمح بنشر ألف جندي لمؤازرة الشرطة في السيطرة على الوضع.

وتحولت المدينة إلى بؤرة للعنف منذ أن قضى الأمريكي من أصول أفريقية جورج فلويد خلال عملية اعتقاله، بعدما قام شرطي بطرحه أرضاً وتثبيته لعدة دقائق، بينما كان يضغط بركبته على رقبته حتى لفظ أنفاسه.

ووجهت السلطات إلى الشرطي ديريك شوفين تهمة القتل من الدرجة الثالثة، أي القتل غير العمد، إضافة إلى تهمة الإهمال الذي تسبب بالموت.

وقال مدعي عام المقاطعة مايك فريمان «هذه القضية جاهزة الآن، وقمت بتوجيه التهم»، وسط تزايد الغضب بسبب مقتل جورج الأعزل وهو في عهدة الشرطة.

لكن توجيه الاتهام فشل في تهدئة مجتمع السود بعد أن أعادت حادثة مقتل فلويد نكء جرح العنصرية وانعدام المساواة من جديد.

وفي أتلانتا هاجم متظاهرون سيارات للشرطة وأحرقوها بعد أن خرجت الاحتجاجات عن السيطرة، بينما حدثت مواجهات بين متظاهرين وعناصر المخابرات أمام البيت الأبيض منتصف الليل.

وقال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إنه تابع «كل الخطوات» التي اتّخذها عناصر المخابرات، مؤكداً أنه يشعر بالأمان التام.

وجاء في تغريدة له «لقد سمحوا للمحتجين بالصراخ والتشدّق بقدر ما كانوا يريدون، لكن عندما يتخطى أحدهم الحدود كانوا يلجمونه بكل قوة».

وأصابت عدوى الاحتجاجات مجموعة كبيرة من المدن الأمريكية بينها بوسطن ودالاس ودنفر وديموين وهيوستن ولاس فيغاس وممفيس وبورتلاند.



فوضى

فرضت السلطات حظر تجول الجمعة في مينيابوليس بعد 3 ليال من الاحتجاجات التي تسببت باندلاع النيران في العديد من مناطق المدينة.

لكن المتظاهرين الذين وضع غالبيتهم أقنعة للوقاية من فيروس كورونا لازموا الشوارع في موقف تحدٍّ للشرطة التي استخدمت الغاز المسيل للدموع والقنابل الصوتية في محاولة لاستعادة السيطرة.

وانتشرت أعمال النهب على نطاق واسع، وأظهرت صور أشخاصاً يخرجون من المتاجر وقد حملوا ما باستطاعتهم من البضائع.

وقال حاكم ولاية مينيسوتا تيم فالز للصحفيين في وقت مبكر السبت إن مسؤولين تعرضوا لإطلاق نار.

وأضاف «هذا لا علاقة له بموت جورج، ولا بعدم المساواة التي هي أمر حقيقي. هذه فوضى».

لكن وجهة نظر فالز هذه منفصلة عن الشارع، فقد توجهت إليه المتظاهرة نعيمة جايكس بالقول «أريدك أن تنظر في عيني وتشعر بي»، وتابعت «إنه الألم والأذى».

أقارب فلويد الذين تحدثوا إلى ترامب الجمعة رحبوا بنبأ اعتقال الشرطي المتسبب بالقتل باعتباره «خطوة على طريق العدالة».

لكنهم قالوا إنهم يأملون بتوجيه اتهام أشد إليه، إضافة إلى أن يشمل التحرك القانوني بقية عناصر الشرطة المتورطين باعتقال جورج ومقتله.

وقال بيان صادر عنهم «نطالب بتوجيه تهمة القتل من الدرجة الأولى، وأيضاً نريد أن نرى اعتقال بقية عناصر الشرطة».

وأضاف البيان «الألم الذي يشعر به مجتمع السود حيال هذه الجريمة وما تعكسه بشأن طريقة التعامل مع السود قاسٍ ويفيض في شوارع أمريكا».

وقال المدعي العام فريمان إن رجال الشرطة الثلاثة الآخرين الذين كانوا موجودين عند مقتل فلويد يخضعون للتحقيق، ويتوقع توجيه اتهامات إليهم.

وتم طرد الشرطيين الأربعة من سلك الشرطة الثلاثاء بعد ظهور شريط فيديو اعتقال جورج ومقتله.



البكاء أكثر

في مينيابوليس تجمع المتظاهرون أمام منزل الشرطي تشوفين الذي تعرض للتخريب الجمعة، رافعين لافتات أمام السيارات التي تمر في المكان وهم يهتفون باسم فلويد.

وقالت تارا باليان البالغة 39 عاماً لفرانس برس «كل ما يمكنني فعله فقط هو البكاء، والبكاء أكثر»، مضيفة «لقد استغرق الأمر طويلاً حتى يدرك الناس أن حياة السود تهم».

وهتف العديد من الضحايا «لا أستطيع التنفس»، كلمات فلويد حين كانت ركبة تشوفين تضغط على رقبته.

ترامب وبعد وصفه المتظاهرين بـ«البلطجية» والتهديد بإرسال قوات فدرالية للتعامل معهم بقسوة، غيّر لهجته الجمعة معلناً أنه اتصل بأسرة فلويد للتعبير عن «حزنه».

وقال الرئيس المتهم بتأجيج التوتر عبر سلسلة من التغريدات الاستفزازية «أتفهم الأذى، أتفهم الألم. لقد عانى الناس كثيراً».

نائب الرئيس السابق جو بايدن الذي يواجه ترامب في السباق إلى البيت الأبيض في انتخابات نوفمبر، تحدث أيضاً إلى عائلة فلويد، داعياً إلى تحقيق العدالة للضحية ولمداواة هذا الجرح المفتوح للعنصرية في الولايات المتحدة.