الخميس - 25 أبريل 2024
الخميس - 25 أبريل 2024

تقرير ألماني: أردوغان يبيع الوهم لشعبة بـ«حروب كثيرة بلا مضمون»

تقرير ألماني: أردوغان يبيع الوهم لشعبة بـ«حروب كثيرة بلا مضمون»

ليبيون في بنغازي يتظاهرون ضد التدخل التركي في ليبيا. (أ ف ب)

يشن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان حروباً على جبهات عدة في سوريا وليبيا والعراق، متوهماً أنه سيحيي الإمبراطورية العثمانية البائدة ولكن جوهر تلك الحروب أو نتائجها قليلة ولن يصنع بها أمجاداً للدولة التركية، لأنه يتبع سياسة عشوائية محفوفة بالمخاطر.

وقال تقرير لصحيفة «سوددويتشه تسيتونغ» الألمانية بعنوان «تركيا في ليبيا.. حروب كثيرة ومضمون قليل» إن أردوغان يبيع الوهم لشعبه ويعدهم دوماً بمستقبل مشرق واعد، وأنه يكرر دائماً في أحاديثه أنه حان الوقت لتستعيد تركيا مكانتها وأمجادها القديمة، ويساعده في ذلك الإعلام الحكومي الذي يذيع أسبوعياً تطور الأسلحة والدفاعات التركية.

وأضاف التقرير أن الإعلام يذيع للشعب نجاحات كبيرة لبلاده في حروبها على عدة جبهات سواء في ليبيا أو العراق أو سوريا، ويسوق لفكرة أن الزعيم أردوغان يرغب في أن يرى تركيا في الدور القيادي للإمبراطورية العثمانية السابقة وسط الدول الإسلامية.

وأشار التقرير إلى أن الحقيقة التي لا يعلنها أحد للشعب التركي، أن الحروب في دول بعيدة لا تتعلق فقط ببرامج دعائية ضخمة عن قوة الأسلحة وتطورها أو الوقاحة الفجة للتدخل في أراضي الغير بنقل المخابرات التركية لآلاف من المرتزقة السوريين إلى العاصمة الليبية طرابلس.

ولكن الأمر يتعلق أيضاً بأمور أخرى لا بد من دراستها وتخطيطها جيداً قبل الدخول في حروب، ومنها البنية التحتية والقوات وخطوط إمداد عاملة عبر البحر المتوسط، وهو الأمر الذي تفتقر إليه تركيا ولم تخطط له، بل تلعب سياسة عشوائية دون دراسة آثارها البعيدة المدى من أجل فقط تحقيق فكرة «فلنجعل تركيا عظيمة مرة أخرى» وبهدف سلب الموارد الاقتصادية للدولة الليبية وغيرها في العراق وسوريا.

وأشارت الصحيفة إلى الاتفاقات التي أبرمتها تركيا مع حكومة السراج والتي من المتوقع أن تشمل بناء قواعد عسكرية تركية، وتدريب جيش مستقبلي، ودعم جميع الأعمال العسكرية في الحرب الأهلية الحالية في الدولة الواقعة في شمال أفريقيا. ويقال أيضاً إن هناك اتفاقات لحماية الجنود الأتراك من أي اضطهاد من قبل القضاء الليبي.

وأكدت الصحيفة أن الكثير من الليبيين في العاصمة طرابلس يرفضون التدخل التركي الذي يدعم حكومة فايز السراج وخاصة أنها حكومة شكلية فقط ويعتمد بقاؤها على دعم مختلف الميليشيات الإرهابية التي تخطف وتنهب في المدينة دون أي رادع.