الجمعة - 29 مارس 2024
الجمعة - 29 مارس 2024

يهدد مستقبل القارة.. العنف ضد أطفال أفريقيا يتصاعد

يعاني أطفال أفريقيا من العديد من المصاعب، بما في ذلك الفقر والجوع والمرض، إلا أن العنف الذي يتعرضون له هو الأسوأ رغم أنه يمكن تجنبه.



الشباب في أفريقيا، وخاصة الفتيات، ما زالوا يعيشون مع عنف جسدي وجنسي كبير، وهناك زواج الأطفال، والعمل القسري، والعقاب البدني، وأشكال أخرى لا حصر لها من سوء المعاملة.



وبحسب تقرير لصحيفة «الغارديان» البريطانية اليوم السبت، فإنه بعد عقود من محاولة تحسين فرص حياة الشباب في أفريقيا لم ينخفض العنف الذي يهدد الأطفال، فبعد مرور 31 عاماً منذ اعتماد الميثاق الأفريقي لحقوق ورفاهية الطفل هناك بعض الحكومات تضع قوانين وسياسات تهدف إلى إنهاء العنف ضد الأطفال، لكن التقدم بطيء.



كما بُذلت جهود، وإن كانت غير كافية، من أجل القضاء على زواج الأطفال، والممارسات الضارة التي تسبب معاناة لا توصف للفتيات مدى الحياة، وهي أوضاع تشكل وصمة في جبين الضمير الإنساني الجماعي، بحسب «الغارديان».



وبحسب الغارديان فإن التقدم متفاوت وبطيء. ويتزايد العنف ضد الأطفال مرة أخرى مدفوعاً جزئياً بالاستغلال الجنسي عبر الإنترنت وسياحة الاعتداء الجنسي على الأطفال، ومؤخراً بسبب الإغلاق وإغلاق المدارس.



ويمثل العنف وراء الأبواب المغلقة مشكلة كبيرة حيث يمر بشكل غير مرئي ولا يتم الإبلاغ عنه.



وكثيراً ما تستهدف النزاعات المسلحة التي تشنها جماعات مثل بوكو حرام في نيجيريا والشباب في الصومال وانفصاليي أمبا في الكاميرون الأطفال، ما يجعلهم أكثر ضحايا عمليات الاختطاف والاغتصاب والزواج القسري والقتل.



وقال التقرير إنه للأسف، تفتقر العديد من الحكومات الأفريقية إلى الإرادة السياسية لمعالجة هذه الانتهاكات الجسيمة.

غياب الإرادة السياسية

وفي محاولة للتحفيز لإيجاد حلول لهذه الأزمة، عقدت الشراكة الأفريقية لإنهاء العنف ضد الأطفال (Apevac) مؤتمراً افتراضياً رفيع المستوى الأسبوع الماضي لتقديم نتائج بحثها الجديدة التي تؤكد المستويات المقلقة من العنف واستجابة الحكومة البطيئة.



ومن بين النتائج فإنه في بعض أجزاء أفريقيا، تعاني 4 فتيات من كل 10 من العنف الجنسي قبل سن 15 عاماً.



والأسوأ من ذلك هو أن الأطفال الأكثر احتياجاً - الذين يتم استخدامهم كعمالة للأطفال، أو المعوقين، أو الذين يعيشون في الشوارع، أو في النزاعات المسلحة، والأطفال اللاجئين – لا يتمتعون بأي حماية.



العنف ضد الأطفال ليس ظاهرة أفريقية فريدة. فقد قدرت منظمة الصحة العالمية العام الماضي أن ما يصل إلى مليار طفل على مستوى العالم تراوح أعمارهم بين 2 و17 عاماً قد تعرضوا للعنف الجسدي أو الجنسي أو الإهمال.



مشاكل ملحة

ويتمتع العديد من الأطفال الأفارقة بحياة سلمية، لكن من الواضح أن القارة تواجه مشكلة ملحة تغذيها دوافع اجتماعية واقتصادية معقدة. وتلعب النزاعات المسلحة والتهجير القسري والكوارث المتعلقة بالمناخ دوراً في زيادة سوء أوضاع الأطفال.



وتشير الدلائل إلى أن العنف ضد الأطفال يؤدي على المدى الطويل إلى تدهور الحالة الصحية، وارتفاع معدلات التسرب من التعليم، وآفاق عمل أسوأ، مع عواقب على كلفة الرعاية الصحية والاجتماعية، والإنتاجية الاقتصادية.



في جنوب أفريقيا، على سبيل المثال، قدرت الخسائر الاقتصادية الناتجة عن العنف ضد الأطفال في عام 2015 بنحو 13.5 مليار دولار، أو ما يعادل 4.3% من الناتج المحلي الإجمالي.



تكاليف باهظة

إذا تم تكرار هذه التكاليف في جميع أنحاء أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى، فإن الخسائر ستتجاوز إجمالي المساعدة الإنمائية الرسمية من 38 دولة عضوة في منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية.



وقال التقرير إن الحكومات الأفريقية تخزن المشاكل من أجل المستقبل. بحلول عام 2050، ستكون القارة موطناً لنحو مليار شاب. يجب إعطاء هؤلاء الأطفال فرص الحياة المناسبة الآن. إنهم هم الذين سيدفعون بأفريقيا إلى المستقبل ويقوون النهضة الاجتماعية والاقتصادية. إن العنف الذي يواجهه هؤلاء الأطفال اليوم يهدد بعرقلة طموحات أفريقيا.