الجمعة - 19 أبريل 2024
الجمعة - 19 أبريل 2024

إيطاليا: «السنجاب» أم «الهادئ» الأوفر حظاً في الانتخابات الرئاسية؟

إيطاليا: «السنجاب» أم «الهادئ» الأوفر حظاً في الانتخابات الرئاسية؟

يهدف سيلفيو برلسكوني (85 عاما) إلى الوصول إلى كرسي رئاسة الدولة في 2022 (أ ف ب).

تنتظر إيطاليا، في الـ 24 من يناير، انطلاق الانتخابات الرئاسية، وسط مساعي ضخمة كبيرة لرئيس الوزراء الإيطالي السابق، سيلفيو برلسكوني، لاقتناص المنصب ليختتم به مشواره السياسي الحافل، بينما يرى معلقون أن رئيس الوزراء الإيطالي الحالي، ماريو دراغي، هو الأنسب للمنصب، باعتباره شخصية توافقية قادرة على الجمع، في ظل الانقسامات السياسية.

نظام الانتخابات الرئاسية

لا يتم التصويت على اختيار رئيس إيطاليا شعبياً، ولكن يتم تعيين رئيس الدولة من خلال الناخبين الكبار (أعضاء مجلس الشيوخ، والنواب، وممثلي المناطق)، ويفرض النظام الانتخابي الإيطالي مفاوضات سياسية طويلة، وغالباً ما يستغرق الأمر عدة أيام، وعدة عمليات اقتراع، للوصول على مرشح يكسب التأييد.



ويجب أن يحصل المرشح الرئاسي على ثلثي أصوات الهيئة الانتخابية (أعضاء مجلس الشيوخ، والنواب، وممثلي المناطق) خلال الجولات الثلاث الأولى، أما في الجولة الرابعة فتكون الأغلبية البسيطة كافية، كما يشترط أن يكون المرشح الرئاسي مواطناً إيطالياً تجاوز سن الخمسين، ويتمتع بالحقوق المدنية.


مساعي برلسكوني

ويهدف برلسكوني (85 عاما)، الذي نجا في 2020 من «كوفيد-19»، وتلاحقه محاكمات وفضائح، إلى أن يصبح رئيسا لإيطاليا، ليفي بالوعد الذي قطعه لوالدته، بحسب الإذاعة الفرنسية «فْرُونْسْ آنْفُو».

وحتى لو كان منصب رئيس إيطاليا منصبا فخريا في الأساس، فسيكون بالنسبة لبرلسكوني، بمثابة تشريف قبل مغادرته للمسرح السياسي، إذ شغل بيرلسكوني منصب رئيس الحكومة أربع مرات، ولم يقم أي شخص بذلك منذ الحرب العالمية الثانية، ويريد اليوم لقبا آخر، وإذا تم انتخابه، فستكون هذه هي المرة الأولى منذ 23 عاما، التي سيتم فيها انتخاب رئيس دولة إيطالي من يمين الطيف السياسي.

طوق الحصانة

وفي حال فوزه، سيسمح المنصب لبرلسكوني بالاستفادة من طوق الحصانة، الذي سيوفر له الحماية لمدة سبع سنوات (زمن ولاية رئيس الدولة في إيطاليا)، وهو أمر شديد الأهمية له، خاصة وأنه لا زال يواجه دعويين قضائيتين تتعلقان بسهرات مع مومسات وقصّر، وكان ذلك قبل أكثر من عشر سنوات، ولكن الإجراءات القضائية لا تزال جارية، وفق «فْرُونْسْ آنْفُو».

وفي معسكر اليمين، من الواضح أن برلسكوني، الذي تصفه الصحافة بـ «السنجاب» الغاضب أو المسعور، هو أحد أبرز المرشحين، وإلى جانب منتخَبي حزبه (فُورْزَا إيطاليا)، يمكنه الاعتماد على دعم زعيم حزب «الرابطة» اليميني، ماتيو سالفيني، وحزب ما بعد الفاشية «فْرَاتِيلِي دِيطَالْيَا».

ولا يزال برلسكوني يفتقر إلى خمسين صوتاً، وظل لعدة أسابيع، يقود حملة موجهة إلى النواب، وأعضاء مجلس الشيوخ؛ فخلال عطلة عيد الميلاد، تواصل معهم هاتفيا، ومنذ يوم الثلاثاء، 11 يناير، كان في روما لمقابلتهم، وإقناعهم شخصيا، والحصول على أصواتهم واحدا تلو الآخر.

وكشفت صحيفة «لاتريبين دو جونيف» السويسرية، أن برلسكوني اتصل بـ 1009 من الناخبين، الذين سينتخبون رئيس الجمهورية القادم، وتمنى لهم عاما جديدا سعيدا، وفي محاولة لإقناعهم بالتصويت لصالحه.

ويحاول برلسكوني، من جانبه، تقديم نفسه على أنه رجل معتدل، وقادر على احتواء تجاوزات اليمين المتطرف المناهض لأوروبا، لدرجة أنه قام بالانفتاح على أعضاء حزب «حركة النجوم الخمسة»، الأكثر عددا في البرلمان، الذين وصفهم في 2018 بأنهم ضعفاء التأهيل، لدرجة أنه لن يوظفهم حتى «لتنظيف مراحيضه».

دراجي.. «الهادئ»

وعلى نقيض أسلوب برلسكوني، يعتبر المعلقون أن رئيس الوزراء الإيطالي الحالي، ماريو دراغي (74 عاما)، الذي شغل سابقا منصب رئيس البنك المركزي الأوروبي، هو الأفضل لتولي هذا المنصب، فدراغي الذي يوصف بأنه «الهادئ»، يقدم نفسه كشخصية توافقية قادرة على الجمع، في ظل الانقسامات السياسية.

لكن في المقابل، لدى دراغي حالياً، الكثير ليفعله، لإدارة صندوق التعافي الضخم بعد الوباء، الذي يزيد عن 190 مليار يورو من الاتحاد الأوروبي، ولتنفيذ الإصلاحات التي تتوقعها بروكسل في المقابل.ويعتقد الكثيرون، أنه يجب أن يظل دراغي في منصبه حتى الانتخابات التشريعية المقرر إجراؤها في عام 2023، لتمرير التغييرات التي تعتبر ضرورية لانعاش الاقتصاد الإيطالي.